كم شخصاً منا حرقه قلبه على ضحية العدوان الآثم الذي قام به ثلاثة من الموظفين على مواطن في مركز خاص بالتأهيل؟ وكم شخصاً منا شاهد"البلوتوث"الذي يقوم فيه أحد الأشخاص بضرب حدثين في إحدى الإصلاحيات ب"لي غليظ"؟ كم قصة انتهت بانتحار خادمة، أو سائق، وكان السبب الجاهز هو"مرض نفسي، أو أخبار سيئة وصلتهم من بلدانهم"؟! كم إنساناً منا شاهد صاحبة منزل تضرب خادمتها وتحرمها من قراءة رسائل أبنائها، هذا غير التفتيش المهين، والإجبار على الاستحمام ب"الديتول"؟ كم شخصاً منا سمع عن قصة الاستحمام الجماعي للمرضى النفسيين؟ وكم شخصاً منا شاهد بعض رجال الحسبة وهم ينهالون بالضرب المبرح على شاب"قص شعره بصورة غريبة"، أو لبس بنطال جينز غير مناسب؟ كم فرداً منا سمع ممرضة وهي تصرخ في عجوز مسكين وتستهزئ به؟ كم إنساناً منا أبكاه ما حدث لبلقيس، وغصون، ورهف، ولغيرهن من آبائهن أو زوجات آبائهن أو أمهاتهن؟ كم شخصاً منا شاهد امرأة معلقة لسنوات طويلة، وزوجها يرفض تطليقها ليس حباً فيها، إنما للتحكم في حياتها والسيطرة عليها؟... وكنتيجة حتمية لهذا التعنت غير المنطقي تحرم من العمل، أو تحرم من إكمال دراستها، أو تحرم من العلاج، أو تحرم من الضمان الاجتماعي! كم إنساناً منا شاهد رجلاً وثق في شريكة حياته، وكتب باسمها المنزل، وكافأته بأن سرقت تعب عمره، وخلعته لتتزوج من صديقه؟ كم طفلاً في حييك أو شارعك يعيش بلا هوية؟ كم طفلاً يعيش حتى الآن بلا شهادة ميلاد، أو بطاقة أحوال؟ كم فتاة اضطرت أمها لتسجيلها باسم أحد إخوانها إنقاذاً لمستقبلها؟... وهو حل لا يتفق مع الإسلام، وفيه ضياع للكثير من الحقوق التي شرعها الله. كل هذا مؤلم، والنذالة والخسة والخيانة غير مرتبطة بجنسية معينة، ولا بفصيلة معينة، غير أن ما هو أشد إيلاماً على الإطلاق، هو تعذيب طفلة بريئة، أو أشخاص ليست لديهم القدرة على حماية أنفسهم من الضرب. ربما حتى يحدث تغيير جذري في المجتمع، ويصبح مجتمع مؤسسات ولجان، هدفها الوحيد التدخل لمنع الظلم ومعاقبة كل معتدٍ ينبغي أن نتبنى ثقافة الاحترازات بوضع كاميرات مراقبة في السجون ومراكز رعاية الفتيات، والمستشفيات النفسية، وخلق ثقافة المراقبة لدى الأشخاص، واختيار الأشخاص المطلوبين بعناية شديدة، من تمحيص ومراقبة، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب. وحتى ذلك الحين ليتنا نتكلم أو نتحدث أو نشتكي عوضاً عن غصون أو رهف أو بلقيس. دعونا نتحدث نيابة عن وليد، وأتمنى أن تكون العقوبة أكبر وأشد وأخشن من منع الجوال"أبو كاميرا"! [email protected]