كم واحداً منا أسره الموقف واستوقفه؟ كم أنثى حلمت بلحظة جميلة وخلاقة مثل هذه اللحظة؟ كم فتاة عاشت الموقف بل وحلمت به طويلاً وكثيراً. لا تخلو المحطات الفضائية الأجنبية من مواقف كهذه (يتركها المسؤولون تمر) أن يعرض مذيع الزواج على زميلته على الهواء مباشرة أو أن يرفع محبُّ منطاداً هوائياً مكتوباً عليه بخط واضح جداً أمام بيت محبوبته (هل تتزوجين مني). الرد دائماً واحد وفي الأغلب بعد دموع فرح كثيرة وصادقة (لا تنساها النساء) ولا المتفرجات بسهولة لأنها تغرس في الذاكرة وتبقى شاهدة على لحظة جميلة وصادقة من الرجل. لن أحلم كثيراً وأتوقع أن يحدث هذا على شاشاتنا لأن حوادث الضرب الأخيرة ستجعل كل من يفكر في ذلك حتى ولو كانت حركة جميلة وجديدة لزوجته سيتذكر على الفور عريساً أو ضحية تقليد أمير سندريلا الذي ضربته أمه على رأسه بلا هوادة أمام المدعوات. ولا أحلم بالطبع بأمر المنطاد خوفاً أن تطال من يُطلقه في الهواء (جريمة الإتيان بأمر خادش للحياء بشكل علني أو أن يرفع ذووا الفتاة صادف أن يكون اسمها كالاسم المكتوب دعوى تشهير)! كل ما يستوقفني وأحلم به أن يكون القرار مثلما هو متاح للأخريات في كل بقاع الأرض بكلمة واحدة yes سأتزوجك (قرار خاص بالفتاة، وتستطيع أن تقولها بكل ثقة) لا أن يظلّ الأمر معلقاً على رضاء الذكور من أفراد أسرتها حتى ولو كانت على أبواب الأربعين. وحتى لا يفهم كلامي خطأ من بعض الناس الذين يرون أن الحب جريمة وأن المعرفة المحترمة قبل الزواج جريمتين... وأن موافقة الفتاة على الزواج لا يُعتد بها لأنها ليست ذات صفة كما يعتقدون حتى ولو كانت حياتها هي، وهي التي ستكون زوجة لرجل محدد اختارته بعقلها وقلبها أو بكلاهما معاً. لا أبعد دور الأب أو الجد (فهو الولي شرعاً الذي لا يعقد الزواج إلا بوجوده) والذي يجب أن تنحصر كل مهمته في التأكد من رغبتها الحقيقية في الارتباط بمن اختارته ومباركة هذا الاختيار ما دامت الفتاة عاقلة وراشدة ولديها من الاستبصار والتعقل بأنها تعلم مصلحتها ولديها الاستعداد لتحمل نتيجة اختيارها مهما كان... لا أن تنقضي سنوات عمرها خلف قضبان دار حماية أو سجن لمجرد رغبتها في الزواج من رجل حياتها. أبي أريد أن أتزوج من هذا الرجل، لماذا يُعد جريمة في مجتمعنا؟ [email protected] [email protected]