تناقلت الصحف خبر هروب الطفلة سارة (طفلة الطائف) للمرة الرابعة والتي قرأنا بعدها مباشرة تصريح هيئة حقوق الإنسان بأن مشكلة الطفلة تحتاج إلى حل جذري سريع، توقعت أن الطفلة ستبقى في بيئة آمنة حتى يتم التوصل إلى حل يتناسب مع شعور الطفلة بالغربة والحزن والاغتراب النفسي داخل منزلها على رغم وجود والدها! فؤجئت كما فوجئ غيري بأن الطفلة أعيدت إلى والدها من دون احترازات ومن دون تهيئة للطفلة ولا لوالدها ومن دون تحليل دقيق للأمرالذي يجعلها تهرب للمرة الرابعة على التوالي، ولا حتى بالمساعدة في إحضار والدتها من بلدها لتقف إلى جانب ابنتها في هذه المرحلة، ولا حتى بدراسة إمكان بقاء الطفلة لدى جدتها لأمها وأخوالها المقيمين في المملكة. والحقيقة ما يؤلمني كثيراً في هذه القصة التي اثبتت (على الأقل) بأننا كمؤسسات وكمجتمع لا نتحرك جدياً الا لو كانت هناك جثة! ماذا لو قامت سارة بالتخلص من حياتها ومن مشاعر الغربة التي تمزقها؟ ماذا سيكون الوضع ومن منا سيتحمل وزرها وخطيئتها؟ وماذا لو هربت سارة لمكان مجهول وضاعت وضاع مستقبلها في الزحام؟ لماذا لم يتم التحقيق في ما صرحت به عن حبسها في إحدى غرف المنزل لمدة يوم كامل؟ ماذا لو تم حرمانها من المدرسة بحجة هروبها المتكرر؟ ماذا نتوقع ان يفعل بها والدها بعد ان سببت له كل هذا الإحراج؟ لماذا تم الاكتفاء بورقة تعهد بأن يقوم الوالد بالذهاب معها إلى لجنة الحماية. على رغم أنه لم يذهب بحسب الأخبار الأخيرة؟ لماذا لم يتم القيام بزيارات مفاجئة لمنزل سارة للوقوف على وضعها على الطبيعة ولمعرفة ماذا تتعرض له؟ لماذا لم يتم اختيار منزل آخر (غير منزل الوالد) مثل جدتها لأبيها أو جدتها لأمها ليكون بيتاً لسارة؟ ماذا لو تم الاتفاق على ضرورة تسهيل عملية اتصال سارة بأمها في يوم محدد أسبوعياً؟ وتسهيل حصول أمها على تأشيرة زيارة أربع زيارات في السنة كحد أدنى أو إقامة دائمة كون ابنتها سعودية. هل ينبغي أن أذكركم بالضحايا السابقين غصون وشرعا وأريج وبلقيس ورهف والطفلة الأخيرة التي قضت نحبها في الدمام قبل أيام عدة بعد ثبوت تعرضها للضرب والعنف الجسدي. السيناريو الذي يقلق مضاجعنا ويخيفنا بشدة يجعلنا نكتب ونكتب في محاولة أخيرة لحل مشكلة هذه الفتاة بأسرع وقت ممكن! [email protected]