في زمن يعتبر فيه الهداف الحقيقي عملة نادرة، كتبت بعض الاندية السعودية في السنوات الثلاث الأخيرة شهادات ميلاد عدد من الهدافين المميزين، القادرين على هز الشباك وتحويل ارباع الفرص الى اهداف، ورسم البسمة وملامح الفرح على محيا جماهيرهم التي بدأت تتغنى بهم وتتفاعل مع كل اهدافهم ومهاراتهم ولمساتهم ولمحاتهم الفنية، وتسديداتهم القوية وإسهاماتهم في الانتصارات والنتائج الإيجابية التي من شأنها وضع فرقهم في طريق البطولات وحصد الالقاب والانجازات. وشهدت الملاعب السعودية بروز وتألق اكثر من موهبة تهديفية شابة لفتت الانظار ونالت الإعجاب واستحقت الانضمام الى المنتخبات الوطنية بكل فئاتها السنية وقدمت اجمل مستوياتها الادائية على المستطيل الاخضر، وكانت عند حسن الثقة والمسؤولية التي نالتها من ادارات الاندية والقيادة الرياضية في الأعوام الماضية. ويعتبر هداف فريق الهلال و?"الصقور الخضر"ياسر القحطاني من ابرز وأميز اللاعبين الذين فرضوا اسماءهم بقوة على خريطة الاداء السعودية، بفضل موهبته الكروية الرائعة وقدرته البارعة على هز الشباك التي بدأت من خلال فريقه القادسية واستمرت مع الأخضر الشاب والأولمبي، ما جعله محط انظار مسيري الأندية الكبيرة الذين رصدوا ملايين الدولارات من اجل ضمه الى فرقهم، خصوصاً بعد تألقه وإبداعه مع"الأخضر"في البطولة العربية والدورات الخليجية، لينجح الهلال اخيراً في ضمه الى صفوفه في صفقة كروية من العيار الثقيل تجاوزت 22 مليون ريال، بعد منافسة حامية الوطيس مع نادي الاتحاد. وواصل القحطاني توهجه وبروزه اللافت مع الهلال وأسهم في الكثير من انتصاراته وحصده للنقاط في الاستحقاقات المحلية التي اهلته لتحقيق بطولتي كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله، وكأس ولي العهد في الموسم الرياضي الماضي، والتأهل الى المباراة النهائية من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين في الموسم الكروي الحالي، واستعاد اللاعب في لقاء الأهلي الأخير نغمة تسجيل الأهداف، ويصنف في الوقت الراهن في مقدم الهدافين على الخريطة الآسيوية، ومن افضل عشرة هدافين في العالم بعد الترتيب الأخير الذي اصدره الاتحاد الدولي الفيفا. والى عروس البحر الأحمر تحديداً حيث يوجد اسرع هداف سعودي، الهداف البارع والمهاجم اللامع مالك معاذ، الذي استطاع في عامين فقط من احتلال مكانة كبيرة في قلوب الجماهير الأهلاوية، ربما لم يحظى بها لاعب آخر منذ زمن طويل، اذ قدم مالك فنوناً رائعة في التهديف وفواصلاً مثيرة في التسحيب وجندلة المدافعين، واشكالاً متعددة لأهداف"القلعة"، ما جعله معشوق الأهلاويين واللاعب الأكثر قدرة على الاحتراف في الميادين الأوروبية في نظر النقاد والمحللين والمراقبين، والموهبة التي ستقدمها الكرة الخضراء في المنافسات القارية والعالمية التي سيشارك فيها مع منتخب بلاده مستقبلاً، ويكفي مالك في هذا الموسم أنه كان سبباً رئيسياً ومباشراً في حصول فريقه على كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? وكأس ولي العهد بعد إحرازه هدفين ولا أروع في النهائيين أمام الاتحاد، وهو باختصار من فئة"غير"ومن أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم الملاعب السعودية في العقد الأخير. وينتشر بقية الهدافين السعوديين في الأندية المحلية كافة، إذ يقود هجوم النصر أبرز لاعب عربي واعد في عام 2006، المهاجم الفذ سعد الحارثي، الذي أكد أكثر من مرة ومن لقاءات حاسمة ومصيرية أنه امتداد فعلي لجيل العمالقة في"العالمي"، وهو يشكل بارقة أمل للنصراويين في قيادة الأصفر إلى منصات التتويج والعودة به إلى ساحة الأمجاد والبطولات التي غاب عنها الفريق منذ عشر سنوات، وهو هداف مميز لديه القدرة على خلخلة أي دفاع مقابل، وترجمة الكرات التي تأتيه إلى أهداف في مرمى الخصوم. وفي الوحدة هناك الهداف المبدع عيسى المحياني الذي حقق لقب هداف الدوري السعودي في الموسم الكروي الماضي، وكسر به احتكار المهاجمين الأجانب للقب في الأربعة مواسم الماضية، كما يلعب بجانبه الهداف ناصر الشمراني، الذي يحتل حالياً مركز الوصافة في صراع الهدافين الكبير لتحقيق لقب هداف الدوري السعودي خلف الغاني غودين أترام برصيد 12 هدفاً، وهو مهاجم موهوب يشكل رعباً حقيقياً على المدربين والمدافعين في النزالات التي يقود فيها المقدمة الحمراء. وتحظى فرق المنطقة الشرقية بوفرة الهدافين المميزين، إذ يوجد في الاتفاق صالح بشير الذي يعشق تسجيل الأهداف الصعبة ومن مواقع مختلفة، وسبق له قيادة فريقه في هذا الموسم إلى تحقيق لقب بطولة كأس الأندية الخليجية، وفي القادسية هناك الثنائي الرائع يوسف السالم ومحمد السهلاوي وغيرهم من الهدافين السعوديين الذين برزوا في السنوات الأخيرة، وأعطوا دلالة أكيدة على أن الكرة السعودية معينٌ لا ينضب من المواهب الواعدة التي تنتظر فرصتها على أحر من الجمر، من أجل أن تتألق وتبدع وتحلق في سماء النجومية مع فرقها والمنتخبات الوطنية.