خطف هداف الاهلي البارع ومهاجمه اللامع مالك معاذ انظار النقاد والمحللين في السعودية والوطن العربي الكبير، بعد بروزه اللافت وتألقه الواضح في النزالات الكروية الاخيرة لفريقه الاهلي، سواء في استحقاقات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين أم دوري ابطال العرب، التي قدم فيها معاذ مستويات اكثر من رائعة، وسجل خلالها اهدافاً جميلة على طريقة كبار الهدافين، وبات على اثرها نجماً ساطعاً في سماء الكرة الاهلاوية، وواحداً من ابرز واميز المواهب الشابة، التي ينتظرها مستقبل باهر في الفترات المقبلة. ونجح معاذ القادم من نادي الانصار بموهبته، في حفر اسمه داخل قلوب الاهلاويين، واحتلال مكانة مميزة بين جماهير القلعة، التي اصبحت تراه الهداف الابرز، الذي لم يمر على الاهلي مثله منذ سنوات طويلة وتتغنى باسمه كثيراً في المدرجات، وتتفاعل مع كل هدف يحرزه بمهارة فائقة وكل هجمة يقودها بسرعة هائلة، وكل تمريرة يلعبها بلمسة ساحرة، وكل تسديدة يطلقها بطريقة مفاجئة، وهو ما جعله يشكل خطراً كبيراً ورعباً حقيقياً لمدربي وحراس ومدافعي الفرق المنافسة، الذين فشلت خططهم المرسومة واساليبهم الفنية المدروسة في القبض على معاذ، وايقاف زحفه الهجومي نحو شباكهم، وتقييد تحركاته، وتكبيل موهبته وخطورته في النزالات الماضية. ولم يكن تألق الهداف الشاب مالك معاذ غريباً في الموسم الكروي الحالي، بل جاء استمراراً لابداعه وتألقه في الموسم الكروي الفائت، بعدما منحه المدرب الصربي نيبوشا الضوء الاخضر في اللعب مع منظومة"القلعة"الرائعة، واعطاه فرصته الكاملة في التشكيل الاساسي ووضعه في مكانه المناسب في الهجوم الاهلاوي، بعدما كادت تضيع موهبته في متوسط الميدان مع المدربين الذين سبقوا نيبوشا، ومن يومها سطع نجم مالك، وقدم اوراق اعتماده رسمياً هدافاً جديداً لقلعة الكؤوس التي عانت الامرين من تجارب المهاجمين الاجانب والهدافين المقالب، الذين لهفوا ملايين الريالات وغادروا الى بلدانهم سريعاً من دون ان يقدموا الوجه الحقيقي للمحترف المثالي، الذي يقود فريقه الى عالم الانتصارات وساحة الامجاد والبطولات. ولأن ابداع معاذ اقترن باللون الاخضر، فقد قدم اداء راقياً مع الصقور الخضر في لقاءات فترة الاعداد الى نهائيات كأس العالم الاخيرة التي اقيمت في المانيا 2006، وواصل الابداع في"المونديال"العالمي، وكان افضل وابرز لاعبي"الاخضر"في"المونديال"بشهادة كبار النقاد والمحللين في دول العالم، وكان صاحب اللمسة السحرية والتمريرة الذكية، التي جعلت قائد الصقور الخضر سامي الجابر يواجه حارس تونس المخضرم علي بومنيجل ويحرز الهدف الثاني للسعودية في المواجهة الافتتاحية ذلك المساء، وتمكن معاذ من لفت انظار مسيري ابرز واشهر الاندية العالمية، الذين دار همس كبير بينهم عن رغبتهم في اجراء مفاوضات من اجل انتقال مالك الى صفوفهم، وهو ما صرح به اللاعب لوسائل الاعلام في تلك الفترة. وجاءت مبادرة الامير نواف بن فيصل بالتكفل بنفقات علاج مالك معاذ في المانيا بعد اصابته في معسكر المنتخب السعودي الذي اقيم في ابها، لتعيد الامل مجدداً للهداف اللامع في العودة الى الابداع والنجومية، اذ اهتم كثيراً ببرنامجه الطبي وسعادته لا توصف بمبادرة الامير الشاب نواف بن فيصل، وواصل تدريباته الانفرادية، ودخل عقب ذلك مع المجموعة الرئيسة في وقت سريع، واسهم في زيادة الفاعلية الهجومية في القائمة الاهلاوية خلال المباريات الماضية، التي اقترن فيها اسمه كثيراً بنتائج"القلعة"الايجابية وانتصاراتها القوية في الدوري السعودي او دوري ابطال العرب. وتجلى الهداف المرعب مالك معاذ أخيراً امام فريق القادسية الكويتي في الدور ربع النهائي من دوري ابطال العرب، وهز الشباك باربعة اهداف مارس فيها أشكال والوان فنون التهديف بالقدمين والرأس، وألهب مدرجات"القلعة"وحولها الى موجات من الهدير الصاخب، واعتلى صدارة الهدافين في الاستحقاق العربي، وبات مرشحاً كبيراً لاحراز لقب الهداف وقيادة فريقه لتحقيق اللقب الغالي، واطلق عليه الكاتب الاهلاوي احمد الشمراني لقب"شبيه الريح"في نهاية الاستديو التحليلي المصاحب للمباراة، وتوقع الجميع ان يكون معاذ افضل مهاجم سعودي قريباً، وان يكون امتداداً فعلياً لجيل الهدافين الافذاذ، بشرط ان يواصل حضوره اللافت، وان يستمر في تقديم ادائه الكروي الرائع، واحراز الاهداف الجميلة في النزالات الكروية المقبلة، سواء مع ناديه ام مع الاخضر السعودي في المراحل المقبلة.