الصفحة: 28 - آداب وفنون ترأّس أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز مساء الثلثاء الماضي، الاجتماع الخامس لمجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر الخيرية في منزل الراحل الجاسر، وعبر عن سروره"كشخص ضمن هذه المجموعة المثقفة، التي يسرني أن أكون بينها، نعمل لإحياء تراث الشيخ حمد الجاسر والمحافظة عليه، لأن هذا ملك لبلدنا وملك لشعبنا، وليس لحمد الجاسر فقط". وقال:"نحن لا ننسى أبداً من عمل، وإن اختلفنا معه في الرأي، ولكن لن ننساه إطلاقاً، بلدنا موحَّد وملتئم بعضه على بعض، ويقدر رجاله، ويقدر أعمالهم في ماضيهم وحاضرهم". واستعرض اجتماع مجلس الأمناء مشروع توثيق أعمال حمد الجاسر المنشورة في الصحف والمجلات، وتطوير موقعه على شبكة الانترنت، كما تم استعراض منجزات اللجنة العلمية، والإعانات المادية التي تقدم لعدد من طلبة الدراسات العليا المتخصصين في مجالات اللغة والأدب والجغرافيا. من جهته، قال الدكتور محمد عبده يماني:"كان في قلب حمد الجاسر متسع لكل أديب ولكل مثقف، وفي الوقت نفسه كان متواضعاً يقبل الرأي الآخر، احترمنا جميعاً وقدرنا". وأضاف أن أعضاء مجلس الأمناء توصلوا إلى عدد من التوصيات والأفكار المهمة، مشيراً إلى أنه تمنى"أن يغيروا اسم المؤسسة من مؤسسة حمد الجاسر الخيرية إلى مؤسسة حمد الجاسر فقط، لأنها ليست خيرية، إنما تقدم وتدعم أعمالاً علمية وفكرية وأدبية، أما الأعمال الخيرية فمساعدات وصدقات للطلاب، ولا تأتي في مستوى العمل العلمي". وتطرّق إلى الحاجة إلى نقاد يضعون أُسساً لنقد حمد الجاسر"لأنه يتميز بعدم الإساءة إلى مَنْ ينقده لكنه لا يجامله، فكان عنده أسلوب في النقد، وأدب في الحوار، فليت أحداً يجمع، ليس كل ما كتب إنما أصول النقد عنده وأصول الحوار، بمعنى الأسس التي يعتمد عليها في النقد عندما ينقد بأدب واحترام، وبعلمية". ووجد الإعلامي عضو مجلس الشورى محمد رضا نصر الله في الاجتماع"احتفالاً سنوياً، يرعاه صديق الصحافيين والمثقفين الأمير سلمان، تقديراً لعلامة الجزيرة حمد الجاسر الذي نذر قسماً كبيراً من حياته لتحقيق المطمور من التراث الجغرافي المتعلق بالمواقع الجغرافية، وكذلك الدور التنويري الذي قام به حمد الجاسر في تأسيس أول إصدار صحافي في منتصف الخمسينات الميلادية في المنطقة الوسطى، إضافة إلى ما رعاه بعد ذلك من تخريج جيل من المحققين ومحبي تراث الجزيرة العربية من جغرافيين وبلدانيين، ولا شك في أنها مناسبة أصبحت لافتة في نشاط الرياض الثقافي". وشهد الاجتماع عدداً من الكلمات، قدمها بندر عثمان الصالح والأديب حجاب الحازمي وسواهما. وفي الختام، كرمت مؤسسة حمد الجاسر، في حضور أعضاء مجلس الأمناء وعدد كبير من الأدباء والمفكرين والمسؤولين، مدير مركز حمد الجاسر الباحث فائز البدراني، تقديراً لجهوده وإسهامه في ما تحقق من انجازات ثقافية وإدارية خلال السنتين الماضيتين. وأوضح البدراني ل?"الحياة" أن اجتماع مجلس الأمناء ناقش أهم انجازات مركز حمد الجاسر الثقافي خلال الموسم الماضي 1427ه - 1428ه، وكذلك أهم المشاريع المقترحة للمواسم الثقافية المقبلة. مشيراً إلى أن أهم إنجازات المركز لهذا الموسم هي: إصدار عدد من المؤلفات التاريخية والأدبية، منها كتاب"جزيرة العرب في المختصر الجغرافي الكبير للدمشقي المتوفى سنة 1102ه"، وكتاب"الشعر الموضوع في كتاب الأغاني"، وغيرها. وتطرق إلى أهم التوصيات، ومنها ما يتعلق بتأكيد دعم المشاريع البحثية المقترحة، مثل تحقيق كتاب"معجم ما استعجم للبكري"، وعقد ندوة خارجية عن حمد الجاسر، والإسراع في موضوع إنشاء مركزه، وغيرها من التوصيات. يذكر أن صحيفة"الحياة"تسلّمت جائزة الصحيفة الأولى بين الصحف السعودية في تغطية فعاليات وأخبار مركز حمد الجاسر الثقافي، وجاءت في المرتبة الثانية صحيفة"الجزيرة"، ثم صحيفة"اليوم".