ضمن برنامج الرياض عاصمة الثقافة العربية 2000 افتتحت أخيراً مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية برعاية أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسط حضور جمع كبير من أهل الثقافة والاقتصاد الذين أكدوا انهم على وفاء لهذه القامة الفارعة عندما أعلنوا عن تبرعات تجاوزت 2،2 مليون دولار. ويعتبر الغرض الأساسي من بناء المؤسسة خدمة التراث الثقافي لعلامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر وكذلك خدمة الباحثين والدارسين في المجالات التي عنى بها الجاسر في حضارة العرب وتراثهم الفكري من أدب وتاريخ وجغرافية وصحافة وتعليم وطباعة اضافة الى اللغة العربية التي أعطاها الراحل الكثير من جهوده. وتساهم المؤسسة في نشر التراث الثقافي الذي جمعه الجاسر ودعم الباحثين في تاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري وخصوصاً ما يتعلق منه بالجزيرة العربية. وكذلك رعاية المشاريع في مجال البحوث والدراسات بدءاً بالتعاون مع مراكز البحوث والدراسات ووصولاً الى المساهمة في استمرار صدور "مجلة العرب" التي أصدرها الجاسر. ويشمل المشروع افتتاح مكتبة باسم الجاسر تخصص للباحثين والدارسين وإمداد المكتبة بالمخطوطات لإثرائها اضافة الى عزم المؤسسة على انشاء موقع للجاسر على شبكة الانترنت. ومن أهداف المؤسسة المحافظة على تراث الشيخ حمد واحياء مدرسته ومنهجه التنويري. وتهدف أيضاً الى تجميع انتاجه وطبعه وإعادة نشره في السعودية والوطن العربي وإجراء دراسات علمية ومنهجية عن شخصية الشيخ الجاسر ومواقفه ومبادئه وانتاجه. وتعتمد المؤسسة لتحقيق أهدافها على وسائل مثل مركز الجاسر الثقافي المتخصص في تراث الجزيرة العربية وإنشاء جائزة الجاسر لتراث الجزيرة العربية واستمرار طبع مؤلفاته وتنشيط منتداه الثقافي الاسبوعي وإنشاء متحف للأعمال التي جمعها وألفها وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية في قاعة المحاضرات التي ستحمل اسم الجاسر. وتم جمع تبرعات من الحضور للمؤسسة بمبلغ تجاوز 2،2 مليون دولار وكان الأمير سلمان أول المتبرعين ب"مليون ريال". وتبرع عدد من المثقفين بمجموعات من الكتب. ومن أهم أعمال الجاسر الريادية على الصعيد الصحافي إصدار أول صحيفة في الرياض وهي "اليمامة". وكان ذلك سنة 1952. ويعود له الفضل في تأسيس أول مطبعة في الرياض وهي: مطابع الرياض 1955، وهو أنشأ دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر في 1966 ومجلة العرب التي تُعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم. وكان الجاسر رأس تحرير أول صحيفة يومية في منطقة الرياض وهي صحيفة "الرياض". وعرفاناً بأعماله وإسهاماته في إحياء تراث الجزيرة العربية، نال علامة الجزيرة العربية جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1984. وكرّمه قادة دول مجلس التعاون الخليجي خلال انعقاد القمة الخليجية العاشرة في عُمان عام 1990. وحصل على وسام الملك عبدالعزيز عندما اختير كشخصية سعودية مكرّمة في مهرجان الجنادرية ومنحته جامعة الملك سعود الدكتوراه الفخرية. وأبرز جائزة حصل عليها هي جائزة الملك فيصل للأدب العربي عام 1996 وجائزة سلطان العويس الأدبية في الإمارات عام 1996 وجائزة الكويت للتقدم العلمي عن كتابه "أصول الخيل العربية" عام 1996. والشيخ الجاسر عضو فاعل في مجامع اللغة العربية في القاهرة وسورية والأردن. ومن أهم أعمال الجاسر متابعته المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية وصدر منه: شمال المملكة ثلاثة أجزاء، المعجم الجغرافي للمملكة العربية السعودية ثلاثة أجزاء، المنطقة الشرقية والبحرين قديماً وحديثاً جزءان، ومن الكتب التي ألفها: أبو علي الهجري وأبحاثه في تحديد المواضع 1968، الإمام أبو اسحق الحربي وكتاباته في المناسك وأماكن طرق الحج ومعالم الجزيرة 1969، بلاد ينبع لمحات تاريخية جغرافية وانطباعات خاصة، رسائل في تاريخ المدينة 1972، سوق عكاظ 1950، في سراة غامد وزهران 1971، في شمال غربي الجزيرة، نصوص، مشاهدات، انطباعات 1970، مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ 1966 وهو أول كتاب تاريخي عن مدينة الرياض، بلاد العرب كتاب محقق 1968، رسائل في تاريخ المدينة، الإيناس في علم الأنساب محقق 1980، رحلات للبحث عن التراث 1980، سوق عكاظ 1950، بلاد العرب كتاب محقق 1968، أثر الحج في نشر الثقافة 1971، مختلف القبائل ومؤتلفها 1980، معجم قبائل المملكة العربية السعودية 1981، التعليقات والنوادر للهجري دراسة ومختارات، ابن عربي موطِّد الحكم الأموي في نجد، الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج، وطريق مكة المعظمة تحقيق، "معجم جغرافي لمدن وقرى السعودية"، "أصول الخيل العربية"، "نظرات في كتاب تاج العروس"، "المحمدون من الشعراء وأشعارهم"...وكان الجاسر يوقع بعض كتاباته في فترة من الزمن تحت أسماء مستعارة منها: الأصمعي، وبدوي نجد الجاسر. وشارك في عدد من المؤتمرات والندوات الثقافية وعين أستاذاً لفترة في جامعة الملك سعود، واشتهر بتحقيقاته التاريخية واللغوية والجغرافية وبحوثه الاجتماعية. وعبر رئيس النادي الأدبي عبدالله بن ادريس أن هذا التكريم عمل خالد لعلامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر وانه يناسبه على مستوى العالم العربي والمستشرقين في البلاد الغربية، وان الشيخ استحق التكريم في حياته وفي مماته. وعن مؤسسة الجاسر قال الادريس ان مستقبل المؤسسة مرهون بالأفكار والخطط التي تضعها اللجنة والتي ستطرح وتناقش وعلى ضوئها سيتبلور عمل المؤسسة وانتاجها.