بكل تأكيد هناك إجماع من الرياضيين على أن الوحدة يستحق التقدير والإعجاب، نظراً لما قدمه خلال هذا الموسم، بعد أن نفض غبار السنين وعاد لمنصات التتويج وصدارة الفرق بعد غياب طويل، ولكن كل هذا التقدير هل هو كاف لهم؟ وهل أرضى طموحاتهم؟ أم هناك المزيد الذي يريدون أن يقدموه لجماهيرهم الرائعة التي ساندتهم على مدى عقود، وظلت تتابعهم حتى وهم يتنقلون بين الدرجتين الأولى والممتازة, وبعد صبر السنين قدم لهم جمال تونسي، بمعاونة الكابتن الخلوق حاتم خيمي، فريقاً شاباً قادراً على التنافس مع الكبار، وتظل بصمة الألماني بوكير الذي من خلال آخر لقاء أمام الاتحاد ضمن مباريات الدوري، أوضح أن الوحدة قادر على إحراج الاتحاد على أرضه وأمام جماهيره, فبكل تأكيد نقول مبروك للوحدة، بغض النظر عن نتيجة اللقاء، فقد أمتعونا بوجوه شابة، وفريق منافس، ونأمل بأن تتواصل خطواتهم لعودة فريق عريق لساحة البطولات، ومن مصلحة الكرة السعودية والمنتخبات اتساع رقعة المنافسة وتعدد الفرق الفائزة بالبطولات. ونجد على الطرف الآخر فريقاً جريحاً استمر بنزف البطولات منذ عودته من اليابان، بعد أن شرف الكرة السعودية ومثلها خير تمثيل، وتوج هذا الإنجاز بحصوله على المركز الرابع في بطولة أندية العالم, ولكن بعد ذلك فقد سبع بطولات ما بين خارجية ومحلية, ليضع نفسه تحت ضغط نفسي وجماهيري وإعلامي، مطالباً بأن يعود من جديد لتحقيق الذهب، بعد أن تعودت جماهيره على الفرح نهاية كل موسم، وأصبحت لاترضى بالتعادل نظراً إلى ما يملكه الفريق من إمكانات فنية ومالية, ولا تكمن المشكلة فقط في الخسارة بل في المستويات المتذبذبة التي لم ينجح إلى الآن السيد ديمتري بفك شفرتها، بل بالعكس أصبح احد أسبابها على رغم وصول الاتحاد لنهائيين متتاليين، ولكنه خسرهما أمام جاره الأهلي في سابقة تاريخية، بسبب التشكيل والطريقة التي لم تتناسب مع إمكانات الاتحاد، ولم تظهر قوته، ولم تسعف ديمتري المرات الثلاث السابقة التي درب فيها الاتحاد، ولا البطولات السبع التي حققها معه، في وضع استقرار فني للتشكيلة، أو حتى للطريقة والأسلوب الذي يلعب به الفريق، وربما سيحاول العودة إلى الطريقة التي كان يلعب بها عندما حقق الثلاثية والرباعية وهي 5-3-2. الكل على موعد الليلة مع مباراة فيها من رائحة الماضي الكثير، بين أقدم فريقين على مستوى المملكة، ليعيدا تنافساً قديماً يعود إلى ثمانين عاماً, فهل يستطيع الوحداويون تجاوز السنوات التسع التي لم يتغلبوا فيها على الاتحاد، أم يؤكد الاتحاد تفوقه ليصعد لمقابلة الهلال في نهائي له حسابات أخرى. [email protected]