الوحدة اسم بارز في تاريخ الكرة السعودية فهو التاريخ الأول في الرياضة ومهما طال غيابه عن البطولات يبقى للفريق ذلك الوهج ولجماهيره تلك الأماني. وأفضل مَن تتحدث معه عن الوحدة هو قائد الفريق اللاعب حاتم خيمي للتعرف على ما يدور في النادي والمستوى الذي يقدمه الفريق في هذا الموسم... والأجواء التي يعيشها النادي ووصفها خيمي بالصحية، وتمنى قائد الوحدة عودة أعضاء الشرف للوقوف الى جوار النادي، ولم ينس خيمي الحديث عن اعتزاله الكرة والذي اعتبره قريباً قياساً ببلوغه سن الثالثة والثلاثين مرجعاً قراره هذا الى شعوره بالملل. حاتم كان جميلاً في حديثه كجمال أدائه، وظهر حوار ه التالي نصه بالجمال الذي عرف به خيمي فكان هذا الحوار.... ظهر الوحدة هذا الموسم في وضع فني جيد خلافاً للأعوام الماضية... ما لأسباب التي أدت إلى ذلك؟ - السبب أن الفريق الآن يلعب كرة هجومية بخلاف السابق عندما كان يدافع ويعتمد في شكل كبير على الهجمات المرتدة، وكان للمدرب البنزرتي وشجاعته في وضع الخطط التكتيكية دور في ذلك، والوحدة في مباريات هذا الموسم استطاع إحراج الفرق الكبيرة واقتناص العديد من النقاط منها، وجماهير الوحدة في الأعوام السابقة تذهب إلى المباراة وهي تضع في اعتبارها أن الفريق سيخسر أما في هذا العام وبعد أن اختلف الأداء أصبحت تطالبنا بالفوز في أي مباراة نخوضها حتى وإن كانت تلك المباراة مع أحد الفرق الكبيرة. كيف تصف الأجواء التي يمر بها الوحدة هذا العام؟ - أجواء الوحدة هذا العام صحية تساعد على النجاح، فرواتب اللاعبين المحترفين ومكافآت الفوز تصرف مباشرة وهناك مباريات نخرج منها بالتعادل، وتقديراً من الإدارة للمستوى الذي يقدمه اللاعبون تصرف مكافآت الفوز، ولا ننسى عودة جمهور الوحدة ومحبيه لمساندة الفريق والوقفة الكبيرة للأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز مع النادي. إذاً المدرب لطفي البنزرتي كان له دور كبير في ذلك التحول؟ - بالتأكيد البنزرتي مدرب كبير والوحدة وُفق هذا العام في التعاقد معه وهو مكسب للفريق، فبعد التعاقد معه عكف على مشاهدة المباريات السابقة للفريق وعلم أين مكامن الخلل وبدأ في علاجها وأبدى رغبته في تغيير طريقة الفريق وانتهاج طرق هجومية وكسب جميع الفرق وتوقعنا أن ما يقوله المدرب أقوال بلا أفعال كأي مدرب جديد يأتي ويتكلم، ولكن البنزرتي أثبت أنه مدرب كبير وعلى قدر المسؤولية. رغم المستوى الجيد للوحدة إلا أن النتائج لم تكن كما يجب؟ - فعلاً النتائج لم تكن جيدة عطفاً على المستوى الذي قدمه الفريق وهناك نقاط عدة كانت قريبة منا وفقدناها وربما كان لسوء الحظ دور في ذلك إضافة إلى أن الفريق لو وُفق بوجود لاعبين أجانب على مستوى عالٍ لكانت النتائج أفضل من ذلك بكثير بل لكان الوحدة أحد أضلاع المربع الذهبي . اقترن تقديم الوحدة المستويات الجيدة ببروز أكثر من نجم واعد في صفوفه... إلامَ تعزو ذلك؟ - أعتقد أن طريقة المدرب كان لها دور كبير في ذلك بتركيزه على تطوير مستوى اللاعب وتسخيره لخدمة الفريق، فهناك العديد من اللاعبين وهم علاء الكويكبي وناصر الشمراني وسليمان أميدو وكامل موسى يلعبون للوحدة قبل أعوام عدة لكن في هذا الموسم برزوا في شكل كبير وأصبحوا نجوم الفريق والدوري السعودي، والفضل يعود لله ثم للمدرب البنزرتي. متى سيحقق الوحدة بطولة تروي ظمأ محبيه؟ - ستتحقق البطولة في حال دعم الفريق مادياً من جميع محبيه فالدعم الآن أقل من المطلوب ومقتصر على الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز إضافة على رئيس النادي المحب والعاشق للوحدة وبعض أعضاء الشرف المحدودين جداً وأتمنى عودة العديد من أعضاء شرف الفريق المبتعدين. أنتم تضعون الكرة في ملعب أعضاء الشرف وتتهربون كلاعبين؟ - الدعم ودفع الأموال هما ما يحققان البطولة فلو نظرنا لموازنة الاتحاد لوجدنا أنه يصرف في العام الواحد أكثر من 40 مليوناً دعماً للفريق، وهناك احتمال عدم تحقيق بطولة هذا العام أو الاكتفاء ببطولة واحدة من بطولات عدة هذا الموسم، وفي الوحدة ما يصرف في العام الواحد لا يزيد على ثمانية ملايين ولو زاد هذا المبلغ إلى الضعف لكان للوحدة نصيب من البطولات بمعنى أن الوحدة لو امتلك ربع موازنة الاتحاد لأصبحت إحدى البطولات من نصيبه. هل تتوقع عودة أعضاء الشرف؟ - أتمنى ذلك عاجلاً، أما إذا رغب أعضاء الشرف عدم العودة مجدداً لدعم الفريق فأرجو منهم أن يتركوا النادي والقائمين عليه يعملون وعدم انتقادهم في أية مناسبة، فنحن نعاني هذا الأمر في النادي إذ تجد بعض أعضاء الشرف مبتعدين ولا يدعمون ومع ذلك يوجهون الانتقادات باستمرار ويهاجمون مَن يعمل في هذا النادي ويدعمه. دائماً تكون الشللية والانقسامات عاصفة لأي نادٍ... هل هي موجودة في الوحدة؟ - أؤكد للجميع أنه ليس بين اللاعبين أي شللية أو أحزاب فهي غير موجودة بيننا كلاعبين وأنا عاصرت أكثر من جيل من اللاعبين ولم توجد بيننا شللية أو غيرها، ولكنها موجودة خارج أسوار النادي، وهذا أحد الأسباب الرئيسة لوقف مسيرة الوحدة فهناك شلة ترغب في هذا الرئيس وأخرى ترغب بآخر والثالثة هدفها فقط التخريب وإثارة "الشوشرة" في صفوف الفريق، تأثيرها كبير فهي تحاول التعرض للاعبين معينين وإثارة المشكلات بينهم إضافة إلى تعرضها لمسؤولين داخل النادي حتى يصل الأمر لمحاولة منعها بعض أعضاء الشرف من الدعم، والنتيجة أن الوحدة لم تحقق بطولة منذ 40 سنة. وهناك فرق أقل مادياً وجماهيرياً من الوحدة حققت بطولات مثل الرياض والقادسية. ولكن حاتم خيمي كان يقود حملة في العام الماضي ضد إدارة حاتم عبد السلام لإسقاطه... أليس كذلك؟ - كانت لديّ مشكلة مع الإدارة السابقة تعرضت من خلالها لظلم كبير إذ أوقفت عن اللعب للفريق من دون أسباب، وحتى عندما صدر العفو الشامل من الأمير سلطان بن فهد عن جميع الرياضيين لم يرغب الوحداويون أن يشملني هذا العفو على رغم أن إيقافي بقرار داخلي مجهول الأسباب، وأصبحت الدعوة مكشوفة ووضح حقد إدارة عبدالسلام عليّ، ولكن أراد الله أن يزيل هؤلاء الأشخاص عن الوحدة وأنا أعتبره انتصاراً للنادي بأن تخلص من تلك المجموعة. لماذا يقف ضدك حاتم عبدالسلام بالذات من دون سواك من اللاعبين؟ - كانت علاقتي بحاتم عبدالسلام ممتازة ولكن هناك من أتى إلى النادي للعمل في مجلس الإدارة وعمل على هدم الفريق وحينها كانت بداية الخلاف وتوترت العلاقة بيني وبين عبدالسلام وأصبح الفريق يمر بظروف سيئة، ولكن عودة جمال التونسي كانت انتصاراً للوحدة. كيف تصف علاقتك بالمدرب السابق للوحدة خالد القروني وهل تسبب في إبعادك عن الفريق؟ - علاقتي به جيدة، وحتى الآن بيننا اتصالات وتواصل وطوال فترة وجوده لتدريب الفريق كان يضعني ضمن القائمة الأساسية ولم أبتعد عن الفريق إلا عندما تم وقفي من إدارة النادي في ذلك الوقت، وحينها رفعت خطاب تظلم إلى الرئيس العام لرعاية الشباب ليأتي توجيه إلى النادي بالعفو عني، وفعلاً أتى العفو فعدت لمشاركة الفريق أساسياً ليتم عقد اجتماعات عدة بين الإدارة والمدرب القروني بهدف إقناعه بعدم مشاركتي لدرجة أنه كاد يستقيل من تدريب الفريق ففضلت الابتعاد حتى لا أضعه في حرج مع هذه الإدارة وأحب أن أشيد بالعمل الجيد الذي قام به في الفترة التي كان فيها مدرباً للفريق. ما أسباب ابتعادك عن التشكيل الأساسي في الفترة الحالية؟ - مع بداية هذا الموسم وعندما عدت بعودة الرئيس الجديد جمال التونسي راودتني فكرة الاعتزال بسبب الملل الذي بدأ يتسرب إليّ، ولكن بإصرار الإدارة والجمهور على استمراري قررت البقاء والتريث في عملية الاعتزال، أما ابتعادي عن الفريق حالياً فهو بطلب مني للمدرب إذ يطلب مني الاشتراك أساسياً في بعض المباريات وأنا أرفض المشاركة وأطلب أن أكون من ضمن البدلاء. لماذا ترفض البدء أساسياً؟ - لأن المجموعة الموجودة التي يشركها المدرب باستمرار تؤدي في شكل جيد والفريق منتظم ولا أرغب أن أكون عائقاً أمام بعض المواهب الشابة الموجودة، والتي تتمنى أن تأخذ فرصتها إضافة إلى أني أرى أن وجودي في دكة البدلاء والدخول في منتصف المباراة فيه فائدة للفريق، واللاعب في نهاية مسيرته الرياضية ليس عيباً أن يكون خارج التشكيل الأساسي ليستفيد الفريق من خبرته في أي وقت من المباراة وهناك العديد من المباريات التي نزلت فيها وعدل فريقنا النتيجة. هل بات الاعتزال قريباً؟ - تقدمت بطلب إلى إدارة النادي لكي تسمح لي بالاعتزال ولكنها رفضت وأصرت على استمراري مع الفريق ولكني في نهاية هذا الموسم سأطلب من الإدارة ذلك وأشكر رئيس النادي جمال التونسي الذي وعدني بحفلة اعتزال كبيرة تقديراً لمشواري الطويل مع النادي. إذاً تنوي الاعتزال لأنك لم تعد قادراً على العطاء؟ - أنا ما زلت قادراً على العطاء لسنوات مقبلة وهناك من هم في الملاعب أكبر مني بكثير فعمري الآن 33 عاماً ولكن الذي دفعني لإعلان رغبتي في الاعتزال هو الملل الذي تسرّب إليّ إضافة إلى أنه ليس هناك أي مغريات تساعد على الاستمرار، والحقيقة أن النادي الذي لا يحصد بطولات لا يوجد أي شيء يغري لاعبيه للبقاء والاستمرار فيه. في السنوات الماضية قدم الوحدة مستويات ضعيفة هل فقدت روح المنافسة لدى الوحداويين؟ - المشكلة تكمن في الأمور المادية فالاتحاد والأهلي ابتعدا عن الوحدة مادياً بسبب وقفة رجال الاتحاد والأهلي مع فريقيهم وتخلي الكثير من رجال الوحدة عن فريقهم فالفرق الكبيرة معززة صفوفها بالنجوم وذلك بسبب وجود المادة التي غابت عن الوحدة، وبسبب المادة في السنوات الأخيرة أصبح الاتحاد يُضرب به المثل. هل أنت مع بيع نجوم الفريق والاستفادة من مبالغ انتقالهم أم المحافظة عليهم؟ * بالتأكيد أتمنى من إدارة الفريق المحافظة على نجوم الفريق الصاعدين والبارزين حالياً ولكن المحافظة على مثل هؤلاء النجوم تتطلب وجود المادة لأنهم نجوم والنجم لا بد أن يدفع له لأن الاجيال الماضية أخذوا الأمر كتضحية وحب للشعار أما هذا الجيل فهو جيل مادة ويجب أن يدفع له في مقابل أن يلعب ويعطي داخل الملعب، وحقيقة فإنه من حق أي نجم أن يأخذ خصوصاً إذا رأى غيره من النجوم في الفرق الأخرى يأخذ الملايين فكيف سيرضى هو بالملاليم؟ شن الوحداويون هجوماً لاذعاً على التحكيم وبخاصة بعد مباراتكم مع الهلال في دور الثمانية من مسابقة كأس ولي العهد... ما السبب؟ - كان طموح الوحداويين تحقيق مفاجأة في هذه البطولة وتحقيق لقبها على رغم الطريق الصعب الذي يستوجب علينا المرور من خلاله وكنا مصممين على الفوز في تلك المباراة لتكملة المشوار لانتزاع هذه الكأس ولعبنا مباراة كبيرة أمام الهلال ولكن حكم المباراة عبدالرحمن الجروان قتل طموحنا بتلك الصافرة الظالمة خصوصاً أن لاعبي الوحدة صغار فلو أتت صافرة أخرى ظالمة سيدخل في نفوس هؤلاء اللاعبين اليأس وتعود نكسة الوحدة من جديد، وأتمنى من الحكم أن يكون استفاد من الخطأ الذي وقع فيه وألا يتكرر منه في المستقبل. هل تؤيد قرار إدارة الوحدة بالاستغناء عن خدمات المحترف العماني أحمد مبارك؟ - الذي اعرفه أن اللاعب طلب من إدارة النادي فسخ عقده والسماح له بالسفر لأن لديه وظيفة في عمان يرغب في الحصول عليها. وعندما حاولت الإدارة ثنيه عن هذا الأمر حاول إقناعهم بالسماح له بالسفر وانهمر في البكاء لدرجة أنه حلف على المصحف أنه صادق - فيما يقول - والذي يراه في ذلك الوقت والحال التي هو عليها يصدق ما قاله، ولذلك قدرت إدارة النادي له هذا الظرف وألغت عقده وللأمانة فإن إدارة النادي لم تقصر معه، وعندما عاد هو وزميله المحترف الآخر محمد ربيع من دورة الخليج الأخيرة أقيمت لهما حفلة تكريم في النادي وتم منحهما هدايا قيمة ومبالغ مادية، ولو أنه قال الحقيقة وإن لديه عرضاً احترافياً من العين الإماراتي فأعتقد أن إدارة النادي لن تقف عائقاً في طريقه، وأما عن مستواه فأحمد مبارك لم يكن بذلك اللاعب المؤثر في الوحدة ولم يقدم المستوى المأمول منه والذي عُرف عنه قبل تعاقده مع الوحدة.