تصدرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرسمية إلى المغرب الصفحات الأولى والعناوين الرئيسية للصحف المغربية اليومية، وكان العنوان البارز الترحيب بحلول الملك عبدالله ضيفاً على بلادهم بصفته"رجل المهمات الصعبة"و?"صاحب الأيادي البيضاء"في قضايا العرب. وفي مرة نادرة، توحدت ردود فعل المعارضة المغربية التي توصف عادة ب?"الخشنة"مع ردود فعل أعضاء الحكومة والصحف الناطقة بصوت كل من الفريقين، واتفقت على قيمتها العالية لمستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين ولمواجهة قضايا الأمة العربية والإسلامية، إضافة إلى تأثيرها في ثوابت سياسة كل من السعودية والمغرب تجاه مزيد من السلم الدولي واستقراره. واستبقت الصحافة اليومية المغربية موعد الزيارة بأيام، لتفرد للمناسبة مساحات لافتة في صفحاتها، لتذكير المغاربة بتاريخ العلاقات القوية التي تربط البلدين، والأهمية الكبرى التي تحتلها السعودية في العالم العربي والإسلامي ولدى المغرب خصوصاً. إلا أن أعداد الصحف المغربية التي صدرت في اليوم اللاحق لوصول خادم الحرمين الشريفين إلى مطار فاس"سايس الدولي"، ركزت على عرض السيرة الذاتية لخادم الحرمين الشريفين وجهوده ومساعيه لحل أزمات العالم العربي والإسلامي ومشكلاته بدءاً من نشأته الأولى مروراً بولايته للعهد إلى أن أصبح ملكاً لبلاده. وسلطت بعض الصحف الصادرة أمس أيضاً الضوء على إنجازاته داخل السعودية، وما لمسه الشعب السعودي في ظل قيادته، وكذلك ما يتوقع أن تحققه السعودية وشعبها من رخاء وازدهار في عهده. وبينما وصفته بعض الصحف بصاحب الأيادي البيضاء في حل النزاعات العربية، مشيرة إلى عدد من إنجازاته بهذا الخصوص، وصفته صحف أخرى برجل المهمات الصعبة كونه يعتبر من الزعماء الذين لا يهدأ لهم بال وشعب عربي أو مسلم يعاني أمراً معيناً. وعنونت صحيفة"الصحراء"المغربية تغطيتها لهذا الحدث ب?"سكان فاس يخصصون احتفالاً حماسياً لضيف المغرب الكبير"، مشيرة إلى اصطفاف جماهير غفيرة على طول الطريق الذي مر منه موكب قائدي البلدين، مرحبين بضيف ملكهم، ومنوهين بعلاقات الصداقة والأخوة المتينة، التي جمعت على الدوام المملكتين. وذكّرت"الصحراء"المغربية بدور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تطوير الحرس الوطني منذ أن تسلم رئاسته عام 1962، ليجعل من هذا الجهاز قوة عسكرية ضاربة مجهزة بأحدث الأسلحة وبالثقافة العسكرية والاجتماعية اللازمة، لافتة إلى أن تدرجه في عدد من المناصب جعل منه رجل المهمات الصعبة، وهو ما أهله إلى تحقيق العديد من الإنجازات في إنهاء الخلافات بين الدول العربية، وتقريب وجهات النظر وخدمة القضايا العربية عموماً، والقضية الفلسطينية والأزمة اللبنانية خصوصاً، وهو ما جعل السعودية تحتل مكانة مميزة سواء على الساحة العربية أو الإسلامية أو الإقليمية أو الدولية. أما صحيفة"لو ماتان"الفرنسية فوصفت الزيارة الملكية بالحدث التاريخي، فإضافة إلى وصفها للترحيب الرسمي والشعبي الكبير الذي لقيه ضيف العاهل المغربي الكبير، اعتبرت أيضاً أن الوفد الكبير والرفيع المستوى الذي رافق خادم الحرمين الشريفين في زيارته الأولى للمغرب كملك للسعودية، يدل على اهتمام متبادل بين قائدي البلدين بهذه الزيارة، إذ رافق كذلك العاهل المغربي محمد السادس وشقيقه الأمير رشيد بن الحسن لاستقبال خادم الحرمين الشريفين، عدد من أهم وزراء الحكومة المغربية ووالي مدينة فاس وكبار المسؤولين. بدورها اعتبرت صحيفة"أوجوغدوي"الفرنسية، أن المحادثات التي سيجريها الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع نظيره المغربي، ستعطي دفعة قوية للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين، مشيرة إلى الدعم السعودي الكبير للقضايا العربية والإسلامية. أما صحيفة"العلم"وهي لسان حزب الاستقلال، فاعتبرت أن توقيع العاهلين السعودي والمغربي لاتفاق شراكة استراتيجي بين البلدين، يعطي دفعة قوية للارتقاء بالعلاقات الثنائية التي تربط الرياض والرباط في جميع مجالات التعاون، مشيرة إلى أن برنامج زيارة خادم الحرمين الذي يتضمن استقباله للوزير الأول المغربي، ورئيس مجلس النواب ومجلس المستشارين، إضافة إلى رئيس المجلس الاستشاري للشؤون الصحراوية يعد التفاتة سعودية قوية لدعم جهود المغرب لإنهاء النزاع المفتعل حول قضية الصحراء. ولم تكن الصحف هي وسائل الإعلام الوحيدة في المغرب التي اهتمت بهذه الزيارة التاريخية، إذ اهتمت وكالة المغرب العربي للأنباء بهذه الزيارة بشكل كبير، مشيرة إلى سيرة خادم الحرمين الذاتية وتاريخ العلاقات بين البلدين، واهتمت القنوات التلفزيونية الأرضية والفضائية المغربية بمتابعة وصول ضيف المغرب الكبير، محادثاته مع أخيه العاهل المغربي، واستقبالاته الرسمية وحفاوة الترحيب التي لقيها من المغاربة، التي اعتبرته القنوات التلفزيونية والإذاعية استقبالاً يليق بملك الإنسانية، وزعيم يفتخر به العرب والمسلمون.