وصفت مصادر متطابقة المحادثات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والعاهل المغربي الملك محمد السادس في مدينة فاس المغربية بأنها كانت ايجابية ومثمرة. وعلم أن هذه المحادثات تناولت تطورات القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط والتزام المضي قدماً في مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة الرياض العربية الاخيرة. كما شملت تطورات الوضع في العراق، خصوصا لجهة ابداء المزيد من الحرص على احترام وحدة البلاد وايجاد مخرج سياسي للأزمة، إضافة الى تداعيات الأزمة المتعلقة بالملف النووي الإيراني. وأبدى البلدان حرصهما على دعم مساعي المصالحات العربية. وقالت المصادر إن الجانب المغربي عرض مبادرته في شأن الحكم الذاتي في الصحراء والرغبة في معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي. إلى ذلك، اتفق المغرب والسعودية على خطة عمل للارتقاء بعلاقاتهما إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية. وأقرا في هذا النطاق مذكرة تفاهم لتعزيز المشاورات بين وزارتي خارجية البلدين، إضافة الى دعم التعاون في ميدان الحقل الديني بين وزارتي الأوقاف والشورى الدينية. كما قدمت السعودية قرضاً لتمويل مشروع بناء سد. وكان لافتاً أن البلدين اتفقا على توأمة مدينة مولاي حمل الشريف، مهد الدولة العلوية التي يتحدر منها الملك محمد السادس، مع مدينة ينبع السعودية، في إشارة الى الارتباط التاريخي العميق بين المملكتين. وافاد مصدر حكومي مغربي ان الجانبين وقعا، في هذا الاطار، خمسة اتفاقات تعاون. وحظيت زيارة خادم الحرمين الشريفين باستقبال رسمي وشعبي حاشد في حضور عشرات الآلاف من المواطنين الذين اصطفوا على جانبي شارع الحسن الثاني المؤدي الى ساحة مولاي الحسن عند مدخل القصر الملكي في فاس. وانطلق الموكب الملكي من قصر الباهية تخفره فرق من الخيالة تضم 110 من الفرسان، بينهم فارسات من الحرس الملكي، وفق تقليد يخصص لكبار ضيوف المملكة، فيما كانت فرق موسيقية وفولكلورية تعزف الأناشيد والأهازيج الاصلية على امتداد شارع المرابطين. ولفتت المصادر إلى أن الفرق الفولكلورية قدمت من كل أرجاء البلاد للدلالة على الطابع الشعبي لاستقبال الملك عبدالله. وأدى قائدا البلدين في ساحة مولاي الحسن تحية العلم على أنغام النشيدين الوطنيين، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بضيف المغرب الكبير، ثم تقدم أعضاء الوفد المغربي الرسمي وشخصيات رفيعة المستوى مدنية وعسكرية للسلام على خادم الحرمين الشريفين، في مقدمها رئيسا مجلسي النواب والمستشارين وأعضاء الحكومة، كما تقدم الوفد الرسمي السعودي للسلام على العاهل المغربي الملك محمد السادس. وسجل مراقبون أنها المرة الأولى التي يرتدي فيها استقبال رسمي لشخصية سياسية هذا المستوى من الحفاوة التي تعكس عمق الروابط القائمة بين البلدين. وكان وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى، الذي اختير رئيساً لبعثة الشرف المرافقة لخادم الحرمين الشريفين، أجرى محادثات سياسية مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل تناولت القضايا الاقليمية والعربية والدولية. كما أجرى مسؤولون مغاربة مع نظرائهم السعوديين محادثات قطاعية في مجالات الاقتصاد والمال والعمل والتربية والإعلام. وأقام العاهل المغربي الملك محمد السادس مأدبة عشاء ليل أمس على شرف ضيف المغرب الكبير.