وصف المعلق الإماراتي محمد نجيب المعلقين الشبان بمعلقي"السجع"، وأكد أن غالبيتهم أشبه بفناني برامج المسابقات الغنائية في القنوات الفضائية، مشيراً إلى أن الكثير من أبناء الجيل الحالي من المعلقين لا ينتمون إلى أية مدرسة تعليقية، موضحاً أنه ما زال يعشق التعليق. وكشف نجيب في السياق ذاته أنه سيشن حرباً إعلامية على أي فريق ينافس فريقه العين، كما حدث مع فريق الاتحاد السعودي في نهائي دوري أبطال آسيا قبل مواسم عدة، مؤكداً أن الدوري الإماراتي لم يعد قوياً بين منافسيه في الخليج... كل ذلك في الحوار الذي أجرته معه"الحياة"وجاء على النحو الآتي: اختفاء محمد نجيب الأخير ما أسبابه؟ - ليس اختفاء، بل استراحة محارب، فأنا أعشق التعليق وأحب متابعة كرة القدم وأحوالها. كيف ترى حال التعليق في الوطن العربي خصوصاً في الخليج؟ - للأسف، التعليق حالياً لم يعد كما كان، إذ أصبح يضم كل من هب ودب، وأصبحت هناك قنوات تستقطب معلقين ليست لديهم موهبة التعليق، ولا يعرفون كرة القدم، وكل ذلك من أجل المادة. ولماذا يحدث ذلك برأيك؟ - التعليق موهبة وعشق، والذي لا يحب التعليق وليست لديه موهبة لن يصبح معلقاً، والتعليق فن وفكر وإبداع، لم يعد حالياً في ميدان التعليق سوى بعض الأسماء القليلة التي ما زالت تقاتل من أجل استمرار التعليق الأصيل، الذي أنتجته مدارس مختلفة طوال ال?30 عاماً الماضية. من المعلق الذي يعجبك؟ - هناك عامر عبدالله في الإمارات جيد وله مستقبل، ويعجبني عصام الشوالي، لكن ليس بالدرجة الكبيرة. هل لأنه يعد الأفضل حالياً؟ - نعم هو جيد، لكن هناك الكثير من المعلقين يتبعون طريقة السجع في الوصف والتعليق، وهذا لا يليق بالتعليق، على المعلق أن يكون عاملاً من عوامل نجاح المباراة، ويعطي المشاهد مساحة للاستمتاع ويقربه أكثر للملعب، وللأسف الشديد أن هناك معلقين لا يفرقون بين التعليق والوصف، ويغلب عليهم كثرة"الهرج"، وأصبحوا مثل الفنانين الذين تستقطبهم بعض القنوات الفضائية حالياً لإبرازهم كمواهب فنية وهم ليس إلا مهرجين. ما السبب برأيك؟ - في السابق كانت هناك أجيال ذهبية من المعلقين تعاقبت على الدخول في ميدان التعليق بمواهبها المميزة، وكانت القنوات حكومية، إذ كانت تقدم الدعم للمعلق وتساعده في صقل موهبته وتطويره، غير أنه مع وجود القنوات الفضائية التجارية لم يعد للمواهب وجود، إذ ان هناك قنوات تسارع في استقطاب كل من"هب ودب"لسد نقص المعلقين لديها، من دون الاهتمام بموهبة المعلق من عدمها، ومدى توافر العناصر الرئيسة للمعلق، ثم إن القنوات التجارية لا تقدم للمعلقين دورات تدريبية لصقلهم وتطويرهم أسوة بما كانت تعمله القنوات الحكومية سابقاً. لكن هناك قنوات فضائية تجارية قدمت معلقين شباناً جيدين ولهم حضور لدى المشاهدين؟ - لا يوجد سوى قنوات قليلة جداً، منها راديو وتلفزيون العرب، وأحب أن أشكر صالح كامل على اهتمامه بالجانب الرياضي، خصوصاً كرة القدم، إذ إن قيام الشبكة العملاقة بشراء الدوري السعودي خطوة جيدة وناجحة، لكن مبلغ ال100 مليون ريال في الموسم الواحد قياساً بكثرة المسابقات الكروية في السعودية يعتبر مبلغاً زهيداً. ولماذا؟ - الشبكة لم تنقل مسابقات الدوري الممتاز فقط، بل هناك مسابقات الدرجة الأولى والثانية والشباب والناشئين، ويفترض أن يكون العائد المادي في الموسم الواحد أكثر من هذا الرقم، خصوصاً أن الشبكة حققت عوائد كبيرة في وقت قصير. لماذا يشن محمد نجيب هجومه على الأندية السعودية؟ - أنا لا أهاجم أحداً، كرة القدم تنافس شريف، والجميع يعي جيداً حجم التنافس الكروي بين أبناء الخليج، وهذه ميزة خاصة بأهل الخليج، والمعلق لا يهاجم أحداً. هل نسيت هجومك الإعلامي على فريق الاتحاد السعودي في نهائي دوري أبطال آسيا الذي جمعه بفريقك العين في جدة؟ - سأكشف لك الحقيقة، أولاً أنا أحترم وأقدر كل الأندية السعودية والخليجية، وما حدث آنذاك كان بسبب أن الاتحاد كان في أوج توهجه وقوته الفنية، ويمتلك لاعبين سعوديين وأجانب مميزين، ولديه إعلام وجمهور مؤثر، والعين لم يكن في ذلك الوقت في قمة مستواه، وكان أداؤه متدنياً إلى درجة كبيرة، وكان يمر بظروف كثيرة أضرت به، ولم يكن أمامي سوى أن أستخدم أسلوب الحرب الإعلامية قبل المباراة من أجل دعم فريقي العين، ولا أعتقد أن هذا حرام أو عيب. لكنك لم تنجح؟ - بالعكس وصلت إلى مرحلة متقدمة من النجاح في مهمتي، لكن الاتحاد نجح في النهاية بعناصر أسهمت في تفوقه. معنى كلامك أنك كنت مكلفاً بأداء تلك المهمة من نادي العين؟ - لم يكلفني أحد بها، أنا أحب أي فريق يمثل الإمارات وأحرص على الوقوف إلى جانبه ومؤازرته، وما قمت به ليس إلا مؤازرة. لماذا يتعصب المعلقون للأندية من دون المنتخبات؟ - حقيقة أصبح هناك الكثير من المعلقين المتعصبين للأندية بدرجة كبيرة، ولم يعد هناك ذلك التعصب الكبير للمنتخب، وهذا سببه القنوات الفضائية التجارية التي تسعى للربحية فقط من دون الاهتمام بمدى توافر الموهبة في المعلق من عدمها، ثم إن الإعلام الرياضي في الآونة الأخيرة انحرف عن مساره كثيراً نحو المحاباة والتطبيل للأندية، وتناسى كثيراً المنتخب، ولم يعد يحضر مع الأخير سوى في مباريات قلة، وفي دورة الخليج فقط. ألا ترى أنكم كمعلقين تبحثون عن الشهرة والشعبية الجماهيرية أكثر من رؤساء الأندية؟ - هذا يحدث للكثير من المعلقين في هذا الزمن، وأي معلق يريد أن يصبح مشهوراً وله شعبية لدى الجماهير الرياضية، لكن ليست بالطريقة التي ينتهجها معلقوا"السجع"حالياً. ففي السابق موهبة المعلق وعشقه الكبير للتعليق ولكرة القدم هي أهم الخطوات التي توصله إلى قلوب الجماهير ومحبتهم له. الإعلامي الرياضي الإماراتي لم يعد له حضور أمام الإعلاميين الوافدين من بعض الدول العربية للإمارات، ما السبب؟ - قبل 40 عاماً حضرت مجموعة كبيرة من الإعلاميين العرب إلى الإمارات، وتتلمذ على أياديهم مجموعة من الإعلاميين الإماراتيين، لكن في الأعوام الماضية أزداد عدد الإعلاميين العرب الوافدين من مصر والأردن ولبنان وتونس والسودان والمغرب وسورية، وذلك لأن دبي أصبحت مدينة العرب الإعلامية، بعد التطور الكبير الذي شهدته في كل المجالات، حتى أصبحت مقراً لكبرى المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية أيضاً، وذلك ليس سلبياً بدرجة كبيرة، بل مفيد لأي إعلامي إماراتي يريد أن يتطور في مجال عمله الإعلامي، ثم إن الشباب الإماراتي لم يعد يرغب كما في السابق في الانضمام للصحافة والإعلام، ما أتاح المجال لكبرى الصحف باستقطاب إعلاميين من بعض الدول العربية، لكن ما زال هناك إعلاميون إماراتيون ناجحون في بعض الصحف وفي القنوات الفضائية، خصوصاً في البرامج الرياضية، غير أن الإعلام الإماراتي إعلام"تلميع"أكثر منه إعلام تنوير. كيف ترى الإعلام الرياضي الخليجي عموماً؟ - بصراحة هو الاميز في الوطن العربي، ويتطور كثيراً، خصوصاً الإعلام الرياضي السعودي، ماشاءالله في السعودية عدد كبير من الإعلاميين الرياضيين، وهناك جيل جديد من الشباب المتحمسين وهذا سيفيد الرياضة السعودية كثيراً، لأن الإعلام هو شريك في نجاح رياضة أي بلد، وأتمنى أن تحذو كل الصحف الخليجية، خصوصاً التي لديها ملاحق رياضية حذو صحيفتي"الحياة"و?"الشرق الأوسط". الدوري الإماراتي دورينا كان من أفضل المسابقات الكروية في الخليج، ثم تدنى مستواه كثيراً في الموسمين الأخيرين لماذا؟ - ذلك صحيح، دورينا لم يعد قوياً ومثيراً كما كان، دورينا كان منافساً قوياً للدوري السعودي والقطري، ثم تراجع إلى درجة كبيرة ومخيفة، وذلك يعود إلى اتحاد الكرة الإماراتي الذي"يستعبد"اللاعبين المحليين بسبب أنظمته البالية والقديمة جداً، الدوري مدعوم بدرجة كبيرة من القطاع الخاص ومن الدولة ومن الإعلام والجماهير، لكن أنظمة الاتحاد أعاقت بلوغه القمة. وما الأنظمة التي تراها أعاقت نجاح الدوري الإماراتي؟ - أهمها انتقال اللاعبين المحليين بين الأندية، فنظام الاتحاد قديم جداً ولا يتيح انتقال اللاعبين كما هي الحال في السعودية، ولو أتيح ذلك لما فاز الاتحاد السعودي على العين في نهائي دوري أبطال آسيا في عام 2004، إذ أن نظام اتحاد الكرة السعودي ساعد نادي الاتحاد كثيراً في أن يكسب العين، وذلك لأن نادي الاتحاد استقطب نخبة اللاعبين في الدوري السعودي إلى صفوفه الذين كانوا من عوامل نجاحاته الأخيرة، ولو طبق في الإمارات لكان العين في أوج حالاته الفنية مع غالبية الأندية الأخرى، ويجب على القائمين على الاتحاد الإماراتي تغيير وتطوير كل الأنظمة بما يفيد كل الأندية واللاعبين، خصوصاً إننا مقبلون على دوري المحترفين الذي ينوي الاتحاد الآسيوي تطبيقه. حصل المنتخب الإماراتي أخيراً على بطولة"خليجي18"للمرة الأولى في تاريخه، كيف تصف ذلك والأحداث التي صاحبت الدورة؟ - يستاهل"الأبيض"وتستاهل جماهير الإمارات الوفية ذلك الانجاز، وما حدث في دورة الخليج طبيعي جداً، فدورات الخليج منذ بداياتها وهي قائمة على التنافس الأخوي"المختلف والمميز"بين أبناء الخليج، وإثارتها تنبع من التصريحات التنافسية التي يطلقها مسؤولو الرياضة في الخليج في ما بينهم، وهي تتطور من دورة إلى أخرى، والإعلام طورها كثيراً، وعموماً لم أكن موجوداً في"خليجي18"الماضية. ألا ترى أن التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين في الاتحادات الخليجية تؤثر سلباً في الدورة؟ - ملح الدورة تصريحات وتحديات المسؤولين في ما بينهم، والجميع يتذكر الراحلين الشيخ فهد الأحمد والأمير فيصل بن فهد"فارسي دورات الخليج"وستبقى دورة الخليج بطابعها الخاص هي"المونديال"الخليجي الأهم لدى أبناء الخليج. ماذا حل ب?"زعيم الإمارات"العين هل صابته العين؟ - الفريق وصل إلى مرحلة متقدمة وحقق إنجازات كبيرة أهمها كأس آسيا، والمحافظة على تلك الانجازات واستمرار تحقيقها يتطلب وجود قاعدة صلبة من اللاعبين الشبان الجاهزين، ولكن العين لم يستطع تقديم لاعب شاب من درجة الشباب سوى لاعب واحد في موسم 2003، وهذا مؤشر خطر جداً، وعلى إدارة النادي زيادة درجة الاهتمام بقاعدة الفريق الكروية، وفتح المجال أمام اللاعبين الشبان، وعلى اتحاد الكرة من جانبه تعديل أنظمته لكي يتيح للأندية استقطاب عدد كبير من اللاعبين خصوصاً الشباب. وأيضاً تأثر العين بعملية تغيير المدربين المتعددة، إذ تعاقب على تدريبه عدد من المدربين خلال فترة وجيزة، إلى جانب سقوطه في فخ اللاعبين الأجانب غير المؤهلين للعب في صفوفه، وما تعرض له يتعرض له أي فريق في العالم، ولكنني واثق بأن"زعيم الإمارات"سيعود قريباً، وأتمنى من النادي أن يحذو حذو نادي الشباب السعودي الذي يعد أفضل مدرسة كروية في السعودية والخليج في إنتاج اللاعبين الموهوبين الشبان. هل صحيح أنك كمعلق أسهمت في إقالة عدد من المدربين؟ - نعم، وسبق أن أقلت المدرب الفرنسي هنري ميشيل من تدريب المنتخب الإماراتي عام 2002. كيف حدث ذلك، ولماذا؟ - المعلق الغيور على منتخب بلده، والذي يمتلك معرفة واسعة بالأمور الفنية إذا رأى الخطأ من المدرب يتكرر ويستمر فيه فعليه أن يطالب بتنحيته، ولعشقي الكبير لمنتخب الإمارات لم أستطع أن أتغاضى عن أخطاء هنري ميشيل آنذاك التي كنت أشاهدها أمام عيني، فتمت إقالته على يدي. تحدثت عن الفرق بين الوصف والتحليل والتعليق؟ فأين الفرق بينها؟ - الفرق بينها كبير جداً، وقبل كل ذلك لابد من أن يكون هناك فكر كروي جيد، واهتمام واسع بكرة القدم ومتابعتها جيداً، والمعلق الناجح هو من يمتلك خاصية التعليق والوصف والتحليل، لكن عليه ألا يغالط كثيراً في الأمور الفنية البحتة التي هي من اختصاص المدربين. من هو منافس محمد نجيب في الساحة حالياً؟ - محمد نجيب.