صادق قاضي محكمة الطائف العامة عبدالمحسن المسعد، على تنازل ذوي المقتول بندر بن حمود القثامي، وهم خمسة أشقاء أكبرهم عثمان حمود القثامي، ووالدتهم، عن حكم القصاص من القاتل عبدالرحمن قطيني الجعيد، لوجه الله تعالى، رافضين قبول أية مبالغ مادية أو هدايا أو ولائم أو حفلات أو غيرها. وكان من المقرر تنفيذ حكم القصاص في الجاني منذ الشهر الماضي، إلا أن لجنة العفو وإصلاح ذات البين بذلت مساعي جاهدة لتأخير تنفيذ القصاص، أملاً في الحصول على العفو من ذوي المقتول، استمراراً للجهود التي بدأتها في هذا الصدد منذ أربعة أعوام، إذ بدأت مساعيها في القضية بعد أسابيع قليلة من وقوع حادثة القتل، واستمرت فيها حتى صدور حكم القصاص. وعقدت اللجنة خلال الفترة الماضية جلسات عدة مع أهل الدم بضاحية ريحة على طريق السيل الصغير، حضرها أكثر من 65 شخصاً من شيوخ وأعيان القبائل يتقدمهم الشيخ بندر بن نايف بن حميد، وشيخ شمل قبيلة القثمة عن عتيبة عبدالله بن ضيف الله العبود، وعضو لجنة العفو وإصلاح ذات البين في إمارة منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن حماد العصيمي، وأثمرت عن تنازل ذوي الدم عن رقبة الجعيد لوجه الله تعالى. وأكد ذوو المقتول أنهم تنازلوا طلباً للأجر من الله، واستجابة لرغبة ولي الأمر التي نقلها لهم محافظ الطائف فهد بن معمر، وقالوا:"ندعو الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ونؤكد رفضنا لكل عروض الدنيا التي تقدم لنا مهما بلغت، ولا نرتجي من العفو إلا الدار الآخرة". من جهته، أوضح القاتل عبدالرحيم الجعيد أنه ما إن علم بالخبر حتى أجهش بالبكاء، ورفع يديه شاكرا الله تعالى معلناً ندمه على ما ارتكبه، ومبدياً الشكر والثناء لأولياء الدم إخوة الفقيد ووالدتهم، قائلا:"لقد قلدوني جميلاً وطوقاً حول عنقي بعد أن رفعوا عني السيف، وهذا سيجعلني مديناً لهم طوال عمري". فيما قدم محافظ الطائف فهد بن معمر شكره لأولياء الدم إخوة الفقيد ووالدته لتنازلهم عن القاتل، قائلاً:"إن العفو من شيم الكرام، وقد وجدت أثناء زيارتي لهم كل ترحيب ما ينم عن كرمهم، وهذا ليس بغريب على مجتمعنا السعودي المسلم". وبهذا التنازل يرتفع عدد القضايا التي تدخلت اللجنة فيها بشفاعة أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وانتهت بالعفو إلى 113 قضية.