صدمة كبيرة لم يتوقعها أنصار أهلي جدة حلت بهم في وقت كانوا يتطلعون فيه إلى عودة فريقهم المفضل إلى منصات التتويج، خصوصاً أنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من اللقب العربي الذي ذهب أدراج الرياح، على يد فريق وفاق سطيفالجزائري. خروج الأهلي من ملعب النار ملعب 8 مايو خالي الوفاض كان يعني الشيء الكثير عند أنصار وصناع القرار في النادي، فالفريق خالف التوقعات وبات أمر المقابلة المرتقبة خارج حساباته منذ الوهلة الأولى التي وطأت قدماه أرض سطيفالجزائري من خلال الحماسة الكبيرة التي أعلنها لاعبو وأنصار الفريق المستضيف، ولعل التجمعات والأهازيج الكبيرة التي رددتها الجماهير يومي الثلثاء والأربعاء الماضيين جزء كبير من مسلسل الخروج المر من الاستحقاق العربي، في ظل غياب التهيئة النفسية الكاملة لعناصر الفريق، وما تلك المحاولات من الجهاز الإداري الأهلاوي إلا اجتهادات فردية، خصوصاً في ظل الضغوط الباكرة التي تعرض لها لاعبو الفريق. وأكد نقاد كثر أن التفجيرات والتظاهرات والشغب الجماهيري في الجزائر كانت عاملاً بارزاً في السقوط في ملعب النار، إضافة إلى التهديدات الكيدية التي أطلقها بعض مسؤولي الفريق المستضيف، على الفريق الضيف ولاعبيه علانية وبين شوطي المباراة وهي الإشاعة القوية التي وصلت الى جدة قبل وصول الفريق الى الجزائر. بينما أكد المحللون الرياضيون أن بعض عناصر الفريق الفعالة لم تظهر بالمستوى الفني المأمول منها، ويظل اللاعب حسين عبدالغني اللاعب الذي لفت الأنظار إليه في فريقه من خلال ظهوره بمستوى فني عال وأنقذ فريقه في وقت باكر من هدف محقق، وواصل عطاءه المميز على عكس اللاعبين مالك معاذ والمحترف البرازيلي كايو وهيكل قمامدية الذين لم يكونوا في مستواهم الحقيقي وغابوا فغاب الأهلي عن توهجه، فالأخير بات عالة على الفريق ولم يقدم المستوى المأمول منه كونه مهاجماً محترفاً جاء في مقابل آلاف الدولارات، ولكن ما الفائدة عندما يتوارى مستواه في مواجهات الحسم الحقيقية؟ صدمة الجماهير كانت مع برود واستسلام مالك معاذ وكايو للمراقبة، خصوصا الأول كونه مرشحاً لنيل لقب أفضل لاعب عربي، في ظل التشتت الذي عاشه الدفاع الأهلاوي، فلم يكن في مستواه وبدا عليه عدم الانسجام والتركيز. وذهب فريق ثالث إلى أن الأهلي فرط في التأهل منذ وقت باكر، عندما خاض مواجهة الذهاب في جدة والتي انتهت بهدف يتيم من ركلة جزاء سجلها المحترف التونسي خالد بدرة، ففي تلك الأمسية الجداوية فرط المهاجمون في سيل من الفرص الذهبية التي سنحت لهم أمام مرمى المنافس، لكنهم اكتفوا بهدف وحيد لم يشفع لهم في مواجهة الإياب بنقلهم إلى النهائي العربي المرتقب، بعد أن سجل لاعبو فريق بلد المليون شهيد هدفين كانا كفيلين بان ينسوا موقتاً جراح الإرهاب والتفجيرات التي عمت عاصمتهم الأسبوع الماضي. الغريب أن خسارة الأهلي لم تلق بظلالها على أنصار وصناع القرار وحدهم بل تسببت في كساد مالي عند مستثمرين صغار جنوا من بيع الشالات والشعارات والأعلام الملونة ربحاً وفيراً، فذروة البيع وتصريف البضاعة تبدأ قبل بداية المباراة بساعات قليلة وعقب نهايتها خصوصا عند تحقيق الانتصار. خسارة الأهلي كانت خيبة أمل عند هؤلاء المستثمرين، عبدالكريم طالب في جامعة الملك عبدالعزيز يؤكد أن خسارة فريقه المفضل لم تكن متوقعة وأصابت بضاعته بالكساد التجاري الصغير قائلاً:"خصصت شالات وأعلاماً عدة ومسحت المناطق التي سأتمركز فيها أنا ورفاقي الذين جندتهم للعمل معي ومنحتهم أرباحاً من تسويق البضاعة، ناهيك عن أفكار جديدة سأبلورها في البضاعة الجديدة بشكل مميز وجذاب، على أن تكون لافتة للأنظار، لكن خسارة الأهلي وخروجه من الاستحقاق أحبطتني كثيراً، خصوصاً إنني كنت سأدخل عدداً من دورات اللغة الإنكليزية والحاسوب المتطورة من هذه الأرباح، لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، وكلي أمل بأن أعوض خسائري في مواجهة نهائي كأس ولي العهد، وسيكون في هذه المرة التنويع مطلوباً ليشمل جماهير الأهلي والاتحاد".