يضع أنصار أهلي جدة، وذوو لاعبي فريقهم المفضل أيديهم على قلوبهم منذ أن حطت طائرتهم الخاصة التي أقلتهم من جدة إلى الجزائر، وهم بين خشية تكرار مأساة سلسلة الانفجارات التي حدثت يوم الأربعاء الماضي وسط العاصمة الجزائرية، وخشية أن يفجر جمهور فريق وفاق سطيف المعروف بعنفوانه في التشجيع، والمؤازرة والشغب الجماهيري، الذي ستكتظ به مدرجات ملعب المقابلة 8 مايو 1945 غضبه في وجهي الضيف والمستضيف في آن واحد، في حال تأهل أهلي جدة إلى نهائي كأس دوري أبطال العرب على حساب فريق بلد المليون شهيد، ولعل القلق والخوف أوضح على لاعبي أهلي جدة كونهم انتزعوا حلماً يراودهم منذ سنوات طويلة وفي غمضة عين ذهب إلى جدة. أما في حال تحقيق مرادهم بتأهل فريقهم للنهائي العربي المرتقب، فستكون رحى تعابير الفرحة أخف وطأة، فالجميع يترقب المقابلة على أحر من الجمر، ويؤكد نقاد كثر ضرورة تدخل الاتحاد العربي بقوة وإبلاغ الجهات المختصة لتوفير الحماية الأمنية اللازمة، وذهب فريق آخر إلى ضرورة عرض لاعبي أهلي جدة على طبيب نفسي رياضي مؤهل يقوم بتهيئة اللاعبين، خصوصاً أنهم سيلعبون تحت تأثيرات عدة، على رغم تحقيقهم نتيجة ايجابية في مقابلة الذهاب في جدة انتهت لمصلحتهم بهدف من ركلة جزاء سجله المحترف التونسي خالد بدرة، ومن التأثيرات التي يعيشها لاعبو الفريق الأهلاوي أزمة قلق لو في حال ما استطاعوا تحقيق كأس البطولة إذ إنهم قاب قوسين أو أدنى منها، إلى جانب قوة الخصم الذي يلعب على أرضه ووسط جمهوره المؤثر والمخيف، ناهيك عن أرضية الملعب المصنوعة من الانجيلة التي لم يعتد اللاعبون عليها فتدريب ثلاثة أيام لا تكفي. بينما يتطلع نقاد آخرون إلى مقابلة من العيار الثقيل، وستكون ممتعة وشيقة، ويصفونها بالنهائي المبكر، كونها تجمع مدرستين مميزتين وتحمل سمات بارزة في المهارة والتهديف والأداء السريع الممتع. المدرب الجزائري مرزاق بومعروف، أكد أن المواجهة لا تدعو إلى القلق، فالأوضاع الأمنية مستقرة وملعب المباراة يبعد عن العاصمة الجزائرية 330 كلم، مؤكداً أن الانفجارات لم تكن مستمرة بل كانت بالمصادفة، ولن يؤثر ذلك في سير المباراة، كونه لا يدعو إلى القلق. وعن رؤيته الفنية لمقابلة الإياب، أكد بومعروف قائلاً:"في مقابلة السبق كان أهلي جدة بطيئاً في رتم اللعب، إذ كان بإمكانه تسجيل أكثر من هدف، غير ركلة الجزاء، على عكس وفاق سطيف الذي أدى مواجهة سريعة لكنها غير فعالة، فغياب الحاج عيسى اثر في عطائه، ولعل الحظ في مواجهة الإياب يلعب لمصلحته كونه يلعب على أرضه ووسط جماهيره، وعلى الأرضية التي اعتاد اللعب عليها، ويتعين على أهلي جدة أن يلعب على المرتدات السريعة" وعن نقاط الضعف في خطوط الأهلي قال:"نقطة ضعف أهلي جدة في الدفاع كونه بطيء في التغطية وفي نقل الكرة سريعاً، ويفتقد فاعلية الهجوم وسرعة التنظيم وسرعة التهديف، بينما وسطه متفوق جداً، ولكي يضمن التأهل للنهائي العربي عليه أن يلعب كرة سريعة في الهجوم وعلى الأطراف، إضافة إلى سرعة رجوعه للتغطية الخلفية في حال الهجمة المرتدة العكسية، وعليه الرزانة والثقة بالنفس، وأن يتخلى لاعبوه عن الانفعال لان الخصم حتماً سيلعب بقوة، ولعل الكفة الفنية والمهارية والاحترافية تميل لأهلي جدة". في المقابل، أكد أنه يتعين على وفاق سطيف كي يتأهل أن"أن يستغل ضغط الجماهير لان هذه المؤازرة القوية والمنفعلة سلاح ذو حدين، ويحسن التصرف والتمرير، على أن يلعب كرة رزينة، ويتحكم في زمام الأمور، ويلزمه الحضور البدني والعقلي والمهاري". وحذر بومعروف لاعبي أهلي جدة من نجيلة المعلب كونها منزلقة، وتحتاج نوعاً خاصاً من الحذاء الرياضي، وعلى أهلي جدة إغلاق المساحات واللعب سريعاً مع التركيز، مستبعداً الشغب الجماهيري"الجمهور الجزائري جمهور رياضي حماسي، ولو وجد أن الخصم لعب جيداً ويستحق نتيجة المقابلة سيشجعه، وأتمنى أن تسود الروح الرياضية، وأرجح أن تنتهي المواجهة المنتظرة بالتعادل".