تحتفي مزارع الطائف، عند منتصف شهر نيسان أبريل من كل عام ولمدة أربعين يوماً، بضيفها الخجول الوردي الجميل المائل للاحمرار، وتعبق أوديته وسفوح جباله برائحته الذكية، معلنة بذلك بدء موسم القطاف والتقطير لأكثر من 100 مليون زهرة ورد طائفي تنتشر في 2000 مزرعة في كل من الهدا والشفا ووادي الوهط والوهيط. وتنشط خلال هذه الفترة مصانع التقطير في إنتاج وتصنيع دهن الورد الطائفي وكذلك ماء الورد بدرجاته المختلفة وتنتج مصانع ومعامل تقطير الورد الطائفي أكثر من ?30 ألف تولة دهن ورد خلال السنة الواحدة، ويزيد عدد المصانع على ?100 مصنع ومعمل، تنتشر في الطائف والهدا والشفا، وتقوم باستخراج دهن الورد بثلاث درجات. ويؤكد المزارع وصاحب معمل لتكرير الورد الطائفي راشد حسين القرشي أن الناتج الكلي المتوقع لهذا العام من دهن الورد الطائفي قد يصل إلى نحو 250 كيلو غراماً، مشيراً إلى أنه يوجد في الطائف 119 معملاً للتقطير علماً بأن الكيلوغرام الواحد ينتج منه من 95 إلى 100 تولة، ويبلغ سعر التولة الواحدة خلال المواسم العادية مابين 1200 و1500 ريال، إضافة إلى بعض المواد المشتقة من التقطير مثل ماء العروس، وهى الطبقة التي تلي دهن الورد، والذي يبلغ إنتاج الطائف منها نحو 20 ألف لتر بسعر 50 ريالاً للتر الواحد، وماء"الثنو"والذي يتراوح ما بين عشرة إلى 15 ألف لتر بسعر 15 ريالاً للتر الواحد. وأشار القرشي إلى أن الورد الطائفي له فوائد كثيرة فشرب مائه يقوي عضلة القلب ويشد اللثة وإذا ما أضيف للعسل أو السكر طهر المعدة إضافة إلى أنه يزيل الصداع والحساسية، ودعا إلى مزيد من الرعاية والاهتمام بإنتاج الطائف من الورد حفاظاً على هذا الإرث الزراعي الذي يميز الطائف ودعماً لهذه الصناعة الزراعية وتنميتها والتي يضرب المثل بجودتها عربياً ودولياً. يذكر أن مزارعي الورد في الطائف يبدأون بتصدير إنتاجهم من الورود في مطلع أبريل من كل عام إلى المصانع ولمدة أربعين يوماً ، ويقدر متعاملون أن قيمة دهن الورد، الذي تنتجه المعامل أكثر من ?45 مليون ريال، كسعر أدنى لهذا المنتج منذ أعوام، وذلك بواقع 1200إلى 1500 ريال للتولة الواحدة من النخب الأول. انطلاق مهرجان الورد الطائفي تشهد الطائف خلال الفترة من السادس حتى السابع عشر من ربيع الآخر المهرجان الوطني لصناعة العطور ومستحضرات التجميل للعام الرابع تحت عنوان"مهرجان الورد الطائفي"والذي ترعاه الهيئة العليا للسياحة وتنفذه مجموعة بن زيد التجارية. وقال محمد بن زيد إن المهرجان سيقام في حديقة الشلال في الخالدية طريق الهدا ويشتمل على عروض لمراحل قطاف الورد وتقطيره ومعارض البيع، مشيراً إلى أن تنظيم هذا المهرجان يأتي كدلالة على ما يمتاز به ورد الطائف من سمعة ومكانة عالمية ويعتبر أحد أهم المشتقات العطرية. ويتخلل المهرجان رحلات إلى المواقع السياحية والأثرية والترفيهية والمتنزهات والمنتجعات السياحية في منطقتي الهدا والشفا طوال أيام إقامة المهرجان، ويتضمن المهرجان مواقع لبيع منتجات الورد في أرض المهرجان وبأسعار مخفضة. وأضاف ابن زيد أن إدارة المهرجان تستهدف جذب أكبر عدد ممكن من الزوار من خلال تنظيم مجموعة من الفعاليات المتنوعة من بينها معرض للكتاب ومرسم حر ومعرض لفناني وفنانات الرسم التشكيلي وعروض فلكلور شعبي وتقديم الهدايا للزوار، إضافة إلى عدد من المفاجآت الأخرى ومن بينها مسابقة تنسيق أجمل باقة ورد وعروض للأزياء الشعبية, إلى جانب معرض الصور الفوتوغرافية عن الورد ومطبوعات ومنشورات عن الورد ومشتقاته وفوائده الصحية. مهرجان آخر في الرياض يغادر للمرة الأولى الورد الطائفي بشتلاته وباقاته ودهنه ومائه أودية وجبال الطائف ويحل ضيفاً على العاصمة الرياض، من خلال مهرجان تسويق الورد الطائفي، الذي تنظمه مجموعة فج العالمية بالتعاون مع اللجنة السياحية في الغرفة التجارية بالرياض في 25 نيسان أبريل الجاري. وقال عضو اللجنة السياحية في غرفة الطائف ورئيس مجموعة فج العالمية لؤي قنيطة، إن هذا المهرجان يأتي تلبية لرغبة محبي وعشاق منتجات الورد والذين زاروا محافظة الطائف أثناء فعاليات مهرجان قطاف الورد الطائفي لعام 1427. وأكد أن فكرة المهرجان جاءت تلبية لرغبات محبي الورد الطائفي والذين أبدوا إعجابهم بفعاليات المهرجان السابق ومراحل قطاف الورد والتقطير وتمنوا إقامة مهرجان للورد الطائفيبالرياض. وأوضح قنيطة أن المهرجان سيضم عدداً كبيراً من منتجي ومصنعي الورد الطائفي، وسيتم طرح أكثر من 35 منتجاً جديداً من صناعات الورد الطائفي، إضافة إلى توفير كميات من دهن الورد القطفة الأولى، وسيتخلل المهرجان فعاليات مصاحبة من الأكلات الشعبية الطائفية وفنون شعبية من مناطق الطائف والعديد من المسابقات والهدايا للزوار وأضاف إن الفعاليات تشتمل على معرض مصاحب لمدة ثلاثة أيام يقدم محاضرات عن عملية قطاف وتقطير الورد وعرض فيلم وثائقي عن ذلك.