أدى اصطدام قطار ركاب، مُتجه من الرياض إلى الدمام، مع سيارة نقل صغيرة مساء أول من أمس، إلى إغلاق الخط الحديدي وتأخير رحلتين وإلغاء ثلاث أخرى، فيما لم يصب أي من ركاب القطار أو قائد السيارة ومرافقه بسوء، إلا أن القاطرة تعرضت إلى أضرار منعتها عن العمل. وألقت الجهات الأمنية صباح أمس القبض على السائق الذي فر من موقع الحادثة وأوضح مصدر في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية أن"قطار الركاب رقم 10 المُتجه شرقاً من الرياض إلى الدمام، ويقل على متنه 318 راكباً، اصطدم بسيارة نقل صغيرة من نوع"داتسون، غمارتين"، كانت عالقةً على الخط الحديدي، ترجل سائقها ومرافقه منها قبل اصطدام القطار بها على بعد 68 كيلومتراً من الرياض، في منطقة صحراوية". وذكر أن"الحادثة وقعت نتيجة محاولة سائق السيارة عبور الخط الحديدي من مكان غير مهيأ لعبور السيارات، ومن دون مراعاة لأنظمة السير وقواعد المرور، التي تحظر على سائقي المركبات عبور الخط الحديدي، في غير التقاطعات النظامية، المزودة بوسائل السلامة"، مضيفاً أن"الحادثة أدت إلى إغلاق الخط الحديدي، وتأخر رحلتي القطارين رقم"11"و"13"وإلغاء ثلاث رحلات أخرى". وباشر الحادثة فريق من الإدارات المعنية في المؤسسة والشرطة والمرور. وقال المصدر:"تم إرسال قاطرة من الرياض لسحب القطار المعطل، والعودة به إلى الرياض، ومبادلة ركابه بركاب القطارين"11"و"13"والعودة بهم إلى كل من الهفوفوالدمام، كل بحسب وجهة سفره"، مضيفاً أن"هطول الأمطار الغزيرة وهبوب عواصف رملية شديدة في المنطقة التي وقعت فيها الحادثة، تسبب في تأخير نقل الركاب وفتح الخط الحديد أمام بقية الرحلات"، مشيراً إلى أنه"على رغم الجهود التي تبذلها المؤسسة، لرفع مستوى السلامة على خطوطها، إلا أن ذلك كله لا يغني عن التزام سائقي المركبات بقواعد عبور التقاطعات". وكشفت مصادر ل?"الحياة" عن إلقاء القبض صباح أمس على صاحب المركبة، بعد أن عاد لموقع الحادثة، وتم التحفظ عليه، من أجل التحقيق معه. يُذكر أن العام الجاري شهد عدداً من الحوادث، ومن بينها حادثتان في يوم واحد، راح ضحية إحداهما قائد القطار أحمد الزوري 38 عاماً ومساعده 28 عاماً، إثر اصطدام القطار مع شاحنة، عند أحد التقاطعات الصحراوية، كما أصيب فيها 15 راكباً، تعرضوا لإصابات طفيفة. وتُوفي في الحادثة الثانية في اليوم ذاته سائق سيارة نقل صغيرة. وأنفقت المؤسسة على مشاريع السلامة، التي نُفذت نحو 550 مليون ريال، وتدير المؤسسة شبكة خطوط تربط بين منطقتين، يتركز فيهما نحو 40 في المئة من إجمالي سكان المملكة، و50 في المئة من النشاط الاقتصادي، وتنقل ما يزيد على 1.3 مليون راكب و350 ألف حاوية، ومليوني طن من البضائع العامة، وتسير نحو تسعة آلاف رحلة سنوياً. وبلغت نسبة حوادث التقاطعات 1.33 حادثة تقاطع لكل مليون كيلومتر من سير القطار في العام 2006، وأنشأت المؤسسة سياجاً على جانبي الخط الحديدي، يبلغ طوله 800 كيلومتر في المناطق التي تكثر فيها حركة السيارات والماشية.