بكل لحظة وكل ساعة تنبت للقصيد ذيول وتطول للقصيد آذان كان الشعر لمّا كان حصان الريح ميدانه لا مسرج ولا معنون حر ولا عطى راسه ولا خيّل عليه أي شي صهيله يشعر الدنيا إن اغراضه كحيلات وانه حر وكحيلان ولا يحلم بلمسة ظهره الجني ولا يخطر ركوبه في خيال إنسان وعسفه ما حلم به شيخ ولا باشا ولا سلطان صار الشعر ابو الخيبات والخسران والخذلان حمار مدمّغ ومكوي على راسه موسّم ميسم الخيبة من الرعيان وبالكروة لمن يبغاه في الحارات والطرقات وكل مقهى وكل ملهى وكل محفل وكل ديوان بغل تستاجره للّي يبي يلعب ويتسلى من الصبيان كلب اجرب وينطرّد ... ونفسه ما هي مقطوعة من العظم وبقايا سفرة الشبعان متسول يريد احسان قط يقضّي أوقاته ... على التونة يراود قطة الجيران! لا قيمة ولا شيمة... جبان وكاذب ورعديد ويستعرض بطولاته على النسوان لمن يشري ويستأجر... عن نفسه على ظهره يحط اعلان رخيص بساحة الموقف فتح لبضاعته دكان كان الشعر لمّا كان يستنجد به الملهوف ويستسقي به الظميان ناي يداوي المجروح من روحه قيثارة تهز الكون ربابة تشجي البدوان كان الفن وابو الفن كان بذاته لذاته... حضارة قافية واوزان ومن صدقه واخلاصه ومن روحه وصفا روحه ما تنرد له دعوة من الديّان ** أبو الطيب ... ومن لولاك يتذكّر بأن في يوم ها الدنيا... عليها كان شي اسمه بني حمدان يا حيفك على البيبان ريميّة