اعتبرت المذيعة السعودية خديجة الوعل أن ما تناوله الاعلام عن دخول الفتيات ملاعب بطولة"خليجي 18"أمر مبالغ فيه, وأن هناك جهات تعمدت تسليط الأضواء على المشجعات غير السعوديات، وتصوير الأمر على أنه مسيء للفتاة السعودية, ورأت مذيعة راديو mbc-fm أن ما حدث للمنتخب السعودي في ابوظبي جاء نتيجة للثقة المفرطة، والدلال الزائد الذي يجده لاعبو المنتخب من المسؤولين. وطالبت الوعل في حديثها مع"الحياة"بفتح المجال أمام الفتيات لممارسة الرياضة من خلال المدارس والأندية الرياضية, وتحدثت عن كثير من القضايا في الحوار الآتي: هناك من انتقدك لأنك توليت مهمة قيادة المشجعات السعوديات في بطولة"خليجي 18", كيف تعاملت مع تلك الانتقادات اللاذعة؟ - أولاً أنا لم أتول مهمة قيادة المشجعات، وما قيل في هذا الصدد غير صحيح, أنا حضرت مباريات المنتخب كأية مواطنة تحب بلادها، وجلست طوال المباريات على الكرسي في المدرج المخصص للعائلات، وتابعت المباريات كما تابعها أي مشاهد في الملعب، ولم يكن لي دور في قيادة المشجعات, وبالمناسبة لم تكن هناك قائدة للمشجعات، وكان الحضور عفوياً ولم يكن بتلك الكثافة التي صورها الاعلام.. لم يكن من المناسب أن يعطي الاعلام السعودي الأمر أكبر من حجمه، وأن يسهم في تضخيم الصور التي ظهرت في التلفزيون، خصوصاً أن بعض الفتيات اللواتي ظهرن في لقطات غير لائقة لم يكنّ سعوديات، وتم تهويل الأمر في الاعلام ووصفت جميع الحاضرات بأنهن على شاكلتهن، وهناك من أغفل أن غالبية الحاضرات ظهرن بالعباءة وجلسن مع عائلاتهن في المدرج المخصص للعائلات. اذاً، أنت لا تعارضين ذهاب الفتيات الى الملعب والجلوس في المدرجات؟ - ولم لا.. أمر عادي جداً أن تذهب الفتاة الى الملعب وتشجع منتخب بلادها، طالما أن هناك أماكن مخصصة للعائلات, ولا أعتقد أن في الأمر ما يسيء للفتاة السعودية كما صوره البعض, خصوصاً أن تشجيع الفتاة منتخب بلادها لن يقدم أو يؤخر، وهي موجودة في الملعب ضمن بقية الحاضرين، وأود أن أقول للذين شاهدوا مباريات بطولة الخليج إن عدد الفتيات كان قليلاً، ولكن بسبب تسليط الأضواء على الفتاة السعودية ومتابعة كل ما يصدر عنها، سواء أكان ايجابياً أم سلبياً، حدثت هذه الضجة. بصفتك متابعة جيدة للمنتخب، وبالذات في بطولة الخليج, برأيك لماذا خرج"الأخضر"صفر اليدين؟ - الثقة الزائدة كانت واضحة على اللاعبين في مباراة الامارات، وكان هناك تهاون واضح من لاعبي المنتخب, وأعتقد أن الدلال الزائد الذي يجده اللاعبون من المسؤولين عن المنتخب تسبب في الأداء الضعيف في مباراة الامارات, وكنت اتمنى أن يؤدي اللاعبون المباراة بمستوى ثابت حتى انتهاء المباراة، من دون تعال على الكرة أو تهاون بالخصم. هل تتابعين بطولة الدوري في السعودية؟ وإلى أي الفرق تميلين؟ - بالطبع أتابع المباريات وأشجع اللعبة الجميلة من أي فريق, ولكن بصفتي من مدينة جدة ومن عائلة اتحادية، أجد نفسي ميالة لتشجيع الاتحاد, ولكنني أحرص دائماً على التعاطف مع الفريق صاحب الأداء الأفضل, وحدث هذا في مباراة الاتحاد والاهلي الأخيرة، حين أعجبني أداء لاعبي الأهلي وحماستهم ورغبتهم في الفوز, حتى أنني شعرت بسعادة غامرة لأنهم فازوا بالكأس على اعتبار أنهم الفريق الأفضل. هل تتابعين الصحافة الرياضية؟ ومن الكاتب الذي تحرصين على قراءة مقالاته؟ - بالتأكيد أتابعها بصفة مستمرة، فالصحافة الرياضية أكثر انتعاشاً وحيوية من الصحافة في المجالات الأخرى, وأنا أستمتع بمطالعة الانتقادات الجريئة والشفافية في طرح القضايا التي تخص الوسط الرياضي, وحقيقة فالصحافة الرياضية"تشفي الغليل"، من خلال مساحة الحرية التي تمتلكها. وبالنسبة إلى الكتاب الرياضيين فليس هناك كاتب أتابعه باستمرار، لكنني أهتم دائماً بقراءة المقالات التي أجد أنها تجذبني من خلال الفكرة وأسلوب الكاتب. شارك منتخب سيدات السعودية أخيراً في بطولة الشارقة لتنس الطاولة, هل تعتقدين أن الوقت حان لتكوين فرق نسائية لتمثيل المملكة في البطولات الخارجية؟ - أنا أعتقد أن الفتاة مطالبة برفع راية بلادها وإثبات أن الفتاة السعودية لاتقل عن أية فتاة في العالم، سواء في المجالات الرياضية أو الاجتماعية, طالما أنها تحرص في تمثيلها لبلادها على الاحتشام وإظهار الصورة الحقيقية للمرأة السعودية المحافظة، التي تنتمي الى أطهر بلاد الدنيا. هل تمارسين الرياضة بانتظام؟ وما رياضتك المفضلة؟ - الرياضة أمر مهم وضروري للإنسان الذي يرغب في أن يمضي حياته سليماً معافى وخالياً من الأمراض العضوية والنفسية, لذلك أنا أحرص على ممارسة الرياضة حتى لو تطلب الأمر المشي بضع دقائق، في حال لم يكن هناك وقت لممارسة الرياضة والتدريبات البدنية، وأنا شخصياً حريصة على أداء التمارين اللياقية باستخدام أجهزة التدريب بصفة منتظمة، لأنها أصبحت جزءاً من حياتي لا يمكن الاستغناء عنه، فضلاً عن الرياضة الذهنية التي أعتبرها جزءا لا يتجزأ من الرياضة. هل تعتقدين أن الفتاة السعودية أصبحت في حاجة إلى الرياضة من خلال إدراج برامج رياضية مخصصة للفتيات في الأندية والمدارس؟ - بالتأكيد أصبحت الرياضة ضرورة للفتيات، ولا أعتقد أن هناك ما يمنع أن تمارس الفتاة الرياضة، سواء في المدرسة أو الجامعة أو النادي, فالرياضة ليست حكراً على الرجال من دون النساء, لأن الفتاة تمتلك جسداً يحتاج الى الرياضة كي تحافظ على صحتها بالدرجة التي يحتاجها الرجل لممارسة الرياضة، وأتمنى بالفعل أن تدرج الرياضة ضمن الحصص المدرسية والأنشطة غير الصفية في مدارس البنات, وافتتاح أندية نسائية تتيح للفتيات ممارسة الرياضة بشكل أفضل.