النشاط والحماس اللذان ينبضان بحيوية الشباب وحبهم للعطاء والعمل التطوعي، لمسته عن كثب وعايشته في جميع المحافل الوطنية ومواكبة المناسبات العالمية، والمهرجانات التي تنظمها المؤسسات والجمعيات الخيرية في المملكة... دائما سؤال طرحته مراراً على الكثير من الشابات المتطوعات في لقاءاتي الإذاعية: ما الذي تطمحين إليه من العمل التطوعي؟ وتعددت الإجابات عنه منها: - من أجل البحث عن الخبرة التي تسبق الوظيفة لصقل ما في دواخلنا. - لإيجاد قيمة للوقت. - لإثبات أننا عناصر فاعلة في المجتمع، حتى وإن لم نكن نعمل بشكل رسمي. - من أجل الحصول على شهادة معترف بها. - واجب علينا لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير. الإجابات كثيرة يصعب حصرها، لكنها تسكن ذاكرتي, تعبر عن أماني الكثير من الشبان والشابات حتى من لديهم ولديهن عمل حكومي أو خاص, كذلك السيدات المتقاعدات عن العمل، أو من يعملن حتى الآن، أماني يسعى الجميع لتحقيقها. في الأسابيع المقبلة سيضئ الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية شعلة المؤتمر السعودي الثاني للعمل التطوعي، ومعروف عنه أنه سيد العمل التطوعي, ومن رموز الوطن في العطاء والتطوع من أجل أبناء الوطن والأصدقاء والأشقاء. ونحن أبناء الوطن نثق بحرص سموه وحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز, حفظهما الله, على فئة الشباب الذين يشكلون النسبة الأكبر لمواطني المملكة، وهم في حاجة إلى نظام وقانون يجعل للعمل التطوعي قسمة ومعنى في حياتهم، وأسرهم التي أحياناً تقف عائقاً أمام الأبناء الراغبين في التطوع. بعضهم ينظر للأمر من الجانب المادي, حين تضم الأسرة محدودة الدخل أكثر من شاب وفتاة تخرجوا ولم يجدوا فرصاً للعمل، وإذا رغبوا في العمل التطوعي قد لا يجدون ما يؤمن لهم سبل المواصلات والتواصل مع الجهات التي ترحب بعملهم التطوعي. والحمد لله قلة هم الذين يمنعون الأبناء من الأعمال التطوعية أو غيرها لأسباب وعادات وتقاليد خاصة. فمن شاهد وقرأ وأطلع على جهود المملكة, حكومة وشعباً, لإنقاذ أخوة أشقاء وأصدقاء بالمال والجهد, لا يمكنه إلا أن يقف احتراماً لهذا الوطن وقادته منذ عهد الملك عبدالعزيز- طيب الله ثراه- حتى هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وأنا أضع نقطتي الأخيرة أرتكز على معنى رائع وقيمة جميلة زرعتها في نفس صغيري سعود ذي السنوات العشر الذي سألني: أمي هل التبليغ عن الإرهابيين، والذين يقطعون إشارة المرور عمل تطوعي؟ وقد أسعدني سؤاله كما أسعدته إجابتي حبيبي هذا واجب وطني. فاطمة مخلف العنزي معدة ومقدمة برامج في إذاعة الرياض عضو اللجنة الإعلامية النسائية في المؤتمر السعودي الثاني للتطوع