سنحت لي الفرصة في يوم من أسعد الأيام أن التحق بركب التطوع في أجّل وأفضل الأعمال التطوعية على مستوى المعمورة، بل هو الحلم الذي يراود الكثير من محبي وراغبي التطوع. قبل أن أستهل الحديث عن تجربتي الجديدة، حريّ بي أن أعرج على أحد أهم الأمور التي تغيب عن شبابنا وفتياتنا راغبي العطاء والتطوع والبذل، وهي أن يتسلحوا بالمعرفة في علم وعالم التطوع حتى لا يكونوا أحد فرائس مستغلي التطوع مهما لمّع المستغلين استغلالهم بعبارات العطاء والإحسان وما شابه. عودًا لذي بدء ؛ انضممت لركب المتطوعين في خدمة ضيوف الرحمن حجاج بيت الله (بفضل من الله ونعمه) وكان لزامًا لقلمي أن يحرر تجربتي ويحفظها لك أخي القارئ. إلتقت رغبتي في التطوع مع الفرصة المتاحة من أحد أهم مؤسسات الدولة التي كان لها السبق في إنشاء وتنشئة التطوع المؤسسي منذ زمن بعيد، ففي المديرية العامة للدفاع المدني إدارة مختصة بالتطوع والمتطوعين تجمع بين العمل التنظيمي والمؤسسي وكذلك البناء اللائق للوائح التطوع والمتطوعين وهي بذلك المؤسسة الحكومية الرائدة والسابقة في تأسيس التطوع داخل المجتمع السعودي واكتمل هذا التنظيم بالتحول التقني ووجود النظام الالكتروني لاستقطاب المتطوعين المحترفين والمتخصصين وفق الاحتياجات التي يتم تحديدها في كل مناسبة إضافة لقوة انتشار وحدات وشعب التطوع في مناطق المملكة التابعة لإدارة التطوع في الدفاع المدني والذي ينظم العملية التطوعية من لحظه الاستقطاب وحتى وداع المتطوع وانجاز مهمته بنجاح بحول الله. هذا التنظيم وهذا البناء المؤسسي حرّي بأن يحفظ لكل متطوع حقه الأدبي والإداري والعملي ويصف واجباته وحقوقه بعنايه التي سطرها خبراء التطوع من رجالات الدفاع المدني على رأسهم مدير ادارة التطوع العقيد مبارك الخريف الذي وضع بصمته في بناء تكامل المنظومة. فمن هذا التنظيم تتدفق طاقات العطاء بلا توقف حيث الدوافع والأمان يعملان مع بعضهما نحو انطلاق الإبداعات في خدمة ضيوف الرحمن . أخي المتطوع اختي المتطوعة .. ابحث عن الفرصة المناسبة لعطائك وتأكد من بيئة التطوع التي ستعمل بها فليس كل تطوع تطوع ! واتمنى أن نجد في كل مؤسسة تطوعية التنظيم الكافي والذي يكفل حماية المتطوعين وتوفير الإمكانات لتفعيل تطوعهم بشكل مميز ومفيد. ولنا في حديث التجربة تتمة قادمة