ألغى أحد الخطابين في المنطقة الشرقية موقعه الإلكتروني للزواج أخيراً، ليتفرغ لتزويج فئة خاصة من المجتمع، تتميز بثرائها وموقعها الاجتماعي، رافضاً فتح المجال أمام فئات أخرى، وعلى رغم الجدل الدائر حول زواج المسيار، إلا أن أبو تركي تجاوز ذلك ليتخصص في هذا النوع من الزواج تحديداً، ولم يقتصر على ذلك بل جند طاقاته ليصبح"خطّاب أصحاب الملايين". وعمل أبو تركي في الخطابة نحو ثمانية أعوام، واستغل التطور التقني في الوصول إلى أكبر عدد من الزبائن، عبر إنشاء موقع على الإنترنت لاستقبال طلبات الزواج من الجادين، ولم يدرِ أبو تركي أن الإنترنت سيجعل منه متخصصاً في زواج المسيار، وبخاصة للراغبين والراغبات فيه من أصحاب الملايين في السعودية، وذلك بعد أن لاحظ إقبال الكثير منهم على خدماته التي قدمها عبر موقعه في الانترنت، مشترطين السرية التامة، فضلاً عن تقديمهم هدايا غالية الثمن ومكافآت مالية تجاوزت عشرات الآلاف من الريالات، وتمكن من تزويج نحو 150 سيدة ورجل أعمال. ويذكر أنه يرفض أن يساهم في تزويج أي شخص إلا إذا كان من أصحاب الملايين، ويقول أبو تركي:"بلغ مهر إحدى الزوجات ثلاثة ملايين ريال، وكان نصيبي منها مئة ألف ريال"، مضيفاً أن"البعض يقدم هدايا ثمينة، وكان آخرها ساعة مرصعة بالألماس قدمتها لي سيدة أعمال في ال30 من عمرها، وتعمل في شركة كبيرة، بعد أن جمعتها برجل أعمال بارز". ويذكر أنه يعمل في الخطابة منذ 12 عاماً، مضيفاً"أنشأت موقعاً على الانترنت منذ أربعة أعوام، وبدأت مع فريق عمل في تلقي الطلبات والإشراف على إجراءات تسجيل الراغبين في الزواج، وكانت الأعداد كبيرة جداً وكان الرجال أكثر الراغبين في زواج المسيار، في مقابل عدد قليل من النساء، وبخاصة من فاتهن قطار الزواج أو ذوات الظروف الاجتماعية الخاصة"، ويوضح"كنت في البداية أرفض مثل هذه الطلبات، إلى أن وصلتني رسالة من سيدة تشتكي فيها حالها، وعدم قدرتها على الزواج، وبخاصة أنها سيدة أعمال وكثيرة السفر، وأبدت رغبتها الأكيدة في الارتباط بزوج مسيار، ووعدتني بهدايا مجزية، ما جعلني أفكر في حالها وأتعاطف معها، وأعيد النظر في زواج المسيار". وإثر نجاحه في تزويج تلك السيدة، انغمس أبو تركي في جمع الأزواج مسياراً، ويقول:"ركزت جهودي على زواج المسيار، لكثرة الراغبين وليقيني التام بحكم تمرسي وتواصلي مع طالبي الزواج أن الغالبية العظمى من طالبي المسيار من الرجال غير جادين، فيما يحدث العكس بالنسبة للنساء فغالبيتهن إن لم يكن جميعهن جادات، ولم يلجأن إلى المسيار إلا اضطراراً". ويوضح أن"الرجال من الطبقة الغنية أكثر جدية من غيرهم"، مضيفاً"بسبب ذلك، اضطررت إلى إغلاق موقعي الإلكتروني، وتفرغي للنخبة فقط". ويذكر أن"غالبية الزيجات تتم في سرية تامة لا تخرجها من دائرة الشرعية، ويعلن عنها في حدود أسرية ضيقة جداً"، ويقول:"غالبية عقود زواج المسيار تتضمن شرطاً من جانب الفتاة عبارة عن مؤخر صداق، وعادة ما يكون بمبالغ خيالية"، مضيفاً"أتذكر فتاة تعمل وكيلة مدرسة اشترطت خمسة ملايين ريال مؤخر صداق لإتمام زواجها من إحدى الشخصيات، فكان لها ما أرادت". وينتقص البعض في السعودية من شرعية زواج المسيار، فيما يرى كثيرون فيه زواجاً شرعياً مكتمل الشروط والأركان، ولا يكون الزوج مسؤولاً عن النفقة المادية للزوجة أو السكن، وأثارت مثقفات معارضتهن لهذا الزواج، وبخاصة أنهن يعتبرنه مجحفاً في حق النساء، ويذكرن أن"المرأة تتعرض إلى أشكال من سوء الاستغلال بقبولها هذا الزواج".