سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زعماء "فتح" و "حماس" يستقبلون القبلة ويتعهدون ب "إرادة جادة" في لقاء "الفرصة الأخيرة" في مكة خادم الحرمين للفلسطينيين : حرام عليكم هذا التقاتل ... إلى أين أنتم ذاهبون؟
تعهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس بأن يحض القيادات الفلسطينية التي تأجلت اجتماعاتها للمصالحة الدائمة من أمس إلى اليوم الأربعاء، على عدم مغادرة"الديار المقدسة"إلا بعد التوصل إلى اتفاق وطني ملزم، لحقن الدماء وإبعاد شبح الاقتتال الداخلي، الذي راح ضحيته نحو 90 قتيلاً وعشرات الجرحى الفلسطينيين منذ شهر. وقال خادم الحرمين الشريفين لوفدي حركتي"فتح"و"حماس":"حرام عليكم هذا التقاتل، إلى أين أنتم ذاهبون؟ لتضيعوا فلسطين... فلسطين وقضيتها ليست لكم وحدكم بل هي ملك العرب والمسلمين، ومهما كان السبب ليس من حقكم أن تتقاتلوا، لأنكم بذلك تضيعون فلسطين والقضية الفلسطينية، الآن يجب عليكم أن تجلسوا معاً بكل صدق، وتتحاوروا، وتصلوا إلى اتفاق من دون تدخل من أحد، ولا تغادروا قبل أن تتوصلوا إلى اتفاق ملزم للجميع، يكون الله شاهداً عليكم فيه قبل أي أحد". راجع ص11 ورجحت مصادر سعودية وفلسطينية تحدثت إلى"الحياة"، أن يتم التوصل إلى اتفاق خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز يومين على أقصى تقدير، فيما أكد ديبلوماسي فلسطيني أن"جدول الأعمال سيوضع بعد وصول جميع الأطراف إلى جدة"، مشيراً إلى أن"القضايا شائكة، والفترة الزمنية غير محددة، لكن روح التفاؤل حاضرة بقوة". وأضاف:"الجميع سيستقبلون الكعبة المشرفة، وإن لم يفعلوا ذلك بقلوب صادقة لانتشال قضيتنا المباركة مما هي فيه اليوم، فإن العالم سيدير ظهره لنا ولعدالة مطالبنا". المدعومة بقرارات دولية. والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وفد السلطة الفلسطينية و"فتح"برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووفد حركة"حماس"برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، الذي يضم وفده رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية، في جدة أمس، بعد وصول قيادات الحركتين لبدء اجتماعاتهم في مكةالمكرمة، التي تأجل بدؤها رسمياً إلى اليوم، لإتاحة المجال لبعض اللقاءات والاتصالات السعودية مع الوفدين للتمهيد لعقد لقاء مكة وسط أجواء إيجابية. وطالب الطرفان الفلسطينيان العاهل السعودي بتدخله"الحكيم والصادق"لتقريب وجهات النظر للتوصل إلى الحل المنشود، وحينها تعهد الملك عبدالله بأن تكون كل جهود المملكة وجهوده أولاً للتقريب بينهم، وللعمل على وصولهم إلى الاتفاق المنشود. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، أعرب خلال لقائه بالقادة الفلسطينيين"عن أمله في أن يسفر اللقاء المرتقب لإخوانه قادة الشعب الفلسطيني في مكةالمكرمة عن حل يرضي الله تعالى، ويحقق آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق، والشعوب الإسلامية والعربية، وكل من آزر القضية ودعمها". وأكد خادم الحرمين الشريفين"أن ما يحصل في أرض فلسطين الشقيقة لا يخدم غير أعداء الأمة الإسلامية والعربية، وأنه إذا استمر فسيحرم الشعب الفلسطيني من ثمرة نضاله البطولي على مدى السنين، من أجل تحقيق حقوقه الوطنية". وعلمت"الحياة"أن العاهل السعودي وولي عهده الأمير سلطان بن عبدالعزيز سينتقلان إلى مكةالمكرمة لمتابعة اللقاءات الفلسطينية. وأكدت تصريحات مسؤولين في الوفدين الفلسطينيين، أن الخلاف بين الحركتين يتعلق بمسألة الخط البرنامج السياسي المطلوب للحكومة الفلسطينية المقترحة أساساً. وصرحت القيادات الفلسطينية في طريقها إلى مكةالمكرمة ب"التفاؤل الصادق"تجاه نتيجة اللقاء، إذ تعهدت"حماس"ب"إرادة سياسية جادة". وتعهدت"فتح"ب"ما لا يقل عن الإرادة السياسية"، والالتزام ب"إنجاح لقاء مكة". وتتصدر مسألتا الالتزامات الواجب على الحكومة الحالية العمل بموجبها وصولاً إلى"حكومة وحدة وطنية"، وإيجاد مخرج سياسي مناسب لأزمة القوة الأمنية وحقيبة وزارة الداخلية، أجندة أعمال لقاء مكة. وكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطلع في رسالة جوابية على الجالية الفلسطينية المقيمة في المملكة العربية السعودية إلى"النتيجة المشرفة". ونشرت الحكومة السعودية غطاءً محكماً على أجواء اللقاء الفلسطيني، بعيداً عن وسائل الإعلام أو الاتصالات الخارجية، فيما هيأت كل استعداداتها لتترافق مع الإعلان عن النتائج المرجوة، إذ أكدت المصادر السعودية والفلسطينية أن مراسم توقيع الاتفاق المنتظر"ستكون أسفل الكعبة المشرفة، وفي حضور القيادة السعودية". إلى ذلك، التقى عباس ووفد حركة"فتح"المرافق له، خالد مشعل وهنية في قصر المؤتمرات في جدة ليل أمس، في أول لقاء لهما في إطار اجتماعات المصالحة الوطنية الفلسطينية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين. وذكر مصدر فلسطيني ان اللقاء كان تمهيدياً لترتيب الأجواء الايجابية لاجتماعات القيادات الفلسطينية ظهر اليوم في مكةالمكرمة، ووصف المصدر أجواء اللقاء ب"الايجابية"، وأنها جاءت بناء على طلب الملك عبدالله بن عبدالعزيز. ومن المقرر ان يتوجه الوفدان الفلسطينيان الى مكة صباح اليوم.