علمت "الحياة" ان الاجتماع العاجل للقيادات الفلسطينية الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيبدأ بعقد لقاءات على مستوى رفيع من قيادتي حركتي "فتح" و "حماس" للتوصل الى اتفاق نهائي حول موضوع تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وبرنامجها السياسي، ومن ثم تتوج هذه اللقاءات بعقد اجتماع لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقادة حركة"حماس"والفصائل الفلسطينية والقيادات الاخرى، ولكن هذه اللقاءات لن تعقد قبل وقف الاقتتال بين"الفرقاء الفلسطينيين". وأكد مصدر سعودي مسؤول ل"الحياة""ان الاولوية يجب ان تعطى حالياً لوقف الاقتتال بين الفرقاء الفلسطينيين، ومن ثم عقد الاجتماع المطلوب للقادة الفلسطينيين في ربوع المسجد الحرام". واوضح المصدر ان الهدف من نداء خادم الحرمين الشريفين هو وقف نزف الدم الفلسطيني، ثم الاجتماع للتوصل الى اتفاق بين القيادات الفلسطينية، ينهي الخلافات التي ادت الى الوضع المأسوي. وعقد السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي لقاء امس مع وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية الامير تركي بن محمد، ونقل السفير ترحيب حركتي"فتح"و"حماس"بدعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وينتظر ان تتبلور خلال الساعات القليلة المقبلة الخطوات التنفيذية لعقد اجتماع القيادات الفلسطينية في مكةالمكرمة، الذي شددت المصادر السعودية على ضرورة ان يسبقه وقف للاقتتال الجاري وانهاء المظاهر المسلحة التي تبعث على التوتر. الى ذلك، نوه السفير الفلسطيني لدى السعودية جمال الشوبكي بمبادرة خادم الحرمين الشريفين لحقن الدماء الفلسطينية، مشيراً الى انها"جاءت تأكيداً على ان القضية الفلسطينية هي قضية عربية واسلامية وليست ذات اطار فلسطيني فقط، وانها جاءت تأكيداً لحرص الملك عبدالله على منع التدخلات الاجنبية في القضايا العربية، سواء في فلسطين ام لبنان، وحصر المشكلات العربية في اطارها العربي". ودعا السفير الفلسطيني الى العمل على التحضير الجيد للاجتماع الذي دعا اليه العاهل السعودي لضمان نجاحه، لأن مبادرة الملك عبدالله هي أخلص وأصدق المبادرات لتحقيق الاتفاق الفلسطيني، وربما تكون المبادرة الاخيرة، ويجب الا يسمح لها بالفشل. ترحيب بالدعوة السعودية ورحبت الحكومة الاردنية بدعوة خادم الحرمين الشريفين لقيادة الشعب الفلسطيني لعقد اجتماع عاجل في مكةالمكرمة من اجل وضع حد للمأساة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة في مؤتمره الصحافي امس:"ان الدعوة السعودية مرحب بها وتصب في اتجاه وقف الاقتتال وحقن الدم الفلسطيني وتوحيد وتعزيز وحدة الصف الفلسطيني". واضاف:"نأمل ان تنجح هذه الجهود". وعبر جودة عن قلق بلاده من تداعيات الاوضاع واستمرار سقوط الضحايا وعمليات الخطف المتبادل. وكان رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت قد عبر في لقائه مع عدد من الصحافيين الاردنيين عن قلقه من ارتفاع وتيرة العنف الداخلي الفلسطيني مؤكدا قلقه من توسع عمليات العنف وامتدادها الى الساحات العربية. ومن جهته، رحب رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية امين سر اللجنة المركزية لحركة"فتح"فاروق القدومي بدعوة خادم الحرمين الشريفين لحركتي"فتح"و"حماس"لاجراء حوار جدي لوقف الفتنة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية. وقال القدومي في تصريح له مساء الاحد في تونس"ان هذه الدعوة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تؤكد حرصه وحرص المملكة العربية السعودية على توحيد الصف الفلسطيني وبعيداً عن الضغوط الخارجية وخصوصاً في هذا الوقت الصعب الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الحصار العسكري والسياسي والاقتصادي من قبل الحكومة الاسرائيلية والمجتمع الدولي". واعرب القدومي عن امله"في ان يوفق خادم الحرمين الشريفين في وقف الفتنة التي تشهدها الاراضي الفلسطينية وحقن دماء الفلسطينيين". ورحبت الجامعة العربية بدعوة خادم الحرمين الشريفين القيادات الفلسطينية إلى عقد لقاء عاجل في مكةالمكرمة وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطيين السفير محمد صبيح"نرحب بهذا التحرك السعودي"، مؤكدا أنه"مهم للغاية وإضافة للجهد العربي الذي تقوم به أكثر من دولة". وأضاف صبيح:"السعودية لها مواقف أساسية في دعم القضية الفلسطينية"، مشيرا إلى أن"المبادرة العربية للسلام التي عرضت على قمة بيروت في العام 2002 قدمها ولي العهد آنذاك الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما أن السعودية هي التي قدمت صناديق الدعم للشعب الفلسطيني"، موضحا أن"هذا التحرك يعد إضافة للجهود العربية السابقة وللجهد الذي يقوم به الأمين العام للجامعة عمرو موسى ولذلك نحن نرحب ترحيبا كاملا وندعم هذا الجهد العربي". من جانبها، حذرت لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب البرلمان المصري من"المنعطف الخطير الذي دخلته القضية الفلسطينية بحدوث اقتتال داخلي وصراع على السلطة بين أبناء الشعب الواحد"، وأكدت في بيان لها أمس"أن ما يحدث إهانة بالغة لتاريخ النضال الفلسطيني وأرواح عشرات الآلاف من الشهداء الذين سقطوا وهم يناضلون ضد المحتل الإسرائيلي".