ما ذنب زوجة ابتلي زوجها ورب عائلتها بمرض الإدمان؟ وماذا تفعل إزاء رفض أسرتها مساعدتها، كونها بقيت مع رجل"متعاطٍ"ورفضهم استقبالها مع أطفالها، كيف تعيش؟ ومن أين تأكل هي وأطفالها؟... حالات كثيرة نعايشها يومياً، ترفض أسرة الزوج"المريض"، كونه مدمنا فضح اسم العائلة وأتى بتصرفات مشينة تسيء إليهم... ويطول الرفض أيضاً ليشمل أسرته"زوجته وأولاده"على رغم أن الكثير من الزوجات لا يعملن، ويبقى البيت خالي الوفاض من الطعام والملابس، ولا بد من أن تكتمل حلقة الضغوطات لتشمل مطالبة صاحب المنزل للزوجة بالإيجار المتأخر أو بالإخلاء الفوري. تتخبط الزوجة... إلى من تلجأ؟ فالأسرة من الطرفين تراهم يعانون والزوجة مطالبة باتخاذ القرار الصعب"ترك الأطفال لوالدهم المدمن"والمفترض أن تتخلى عن"ضناها في مقابل لقيمات"مطالبة أن تتركهم مع"والد غير أمين"، أو تتخلى عنهم لأسرته"التي لم تمد لهم يداً". ويزيد تخبط الزوجات مع قرارات ذكورية"تهمش"الأنثى في كل الأحوال، قرارات صعبة التنفيذ"نتمسك بتنفيذها"، ونحن نرى"زوجة المريض وأولاده يعانون من انعدام الموارد المالية حتى قبل التحاق المريض بأي مركز علاجي، ويستمر أثناء مراحل علاجه الطويل"أكثر مما يعاني المريض أحياناً". لم تقصر الدولة في تفهم مرض الإدمان، ولم تقصر المؤسسات في مد يد العون لكل مدمن، ولكن يبقى السؤال لماذا يشترط الضمان الاجتماعي"تقديم مساعدة مالية لأسرة المدمن ويتسلمها المدمن نفسه؟ أليست المساعدة المقررة من الدولة هي لمساعدة زوجته وأولاده على العيش بكرامة أثناء إعادة تأهيله؟ ولماذا تكون المساعدة باسمه، ونحن نعلم كل العلم أن هناك مرضى يتسلمون المعونة ويصرفونها على تعاطي المخدرات، وهناك مرضى يرفضون التوقيع على إقرار بالموافقة على الأسرة"سواء أكانت الزوجة والأطفال أم الأم في بعض الأحيان إلى الضمان الاجتماعي أو المؤسسات الخيرية! كلنا يعلم أن هناك مشكلات كثيرة ومتشعبة تحدث بين الأسر، نتيجة حتمية لتعاطي أحد أفرادها"الزوج أو الزوجة"يصعب إثبات الضرر الذي تطلبه المحكمة لتقدير الضرر ويصعب إثباته أيضاً مع نظام السرية الذي نحترمه لضمان خصوصية المرضى، ولكن يبقى السؤال: ماذا نفعل لمساعدة زوجة يرفض"المدمن"طلاقها؟ ماذا نفعل نحن المجتمع لمساعدة زوجة يتسلم زوجها مساعدة شهرية من الضمان ويقوم بحرمانها منها ليصرفها على المخدرات؟ ماذا نفعل ونحن نرى الزوجات والأمهات يومياً في مهب الريح؟ أليس من واجبنا الاجتماعي مساعدة الأسر المنكوبة بمرض عائلها؟ أليس من واجب المجتمع سن قانون يحمي الزوجات المعلقات وأبناءهن من جبروت الإدمان؟ أليس من واجب المجتمع أن يقاوم بكل فئاته تسليم الأطفال إلى"مدمن"؟ أليس من واجب المجتمع أن يتحرك لسن قوانين وتشريعات هدفها الوقوف على أحوال الأسر المنكوبة على أرض الواقع من طريق الاختصاصيين والاختصاصيات، المسموح لهم بزيارة المنازل بصورة رسمية وسرية للوقوف على الوضع. من غير العدل مراعاة المدمن ومراعاة سريته التي هي من حقوقه المشروعة، ونتغاضى عن المتضررين الفعليين، الزوجة والأطفال والأم... من غير العدل أن نتركهم يتحملون وصمة العار مع انعدام الأمان والجوع وحدهم! suzan_almashhady @hotmail.com