عدد كبير من الأمهات والزوجات يعاني على رغم الإعلان الصريح عن أهمية التكفل بزوجات المدمنين والمساجين حتى ينهي الأول فترة علاجه وحتى يعود إلى أسرته ومجتمعه كفرد صالح قادر على إعالة نفسه ومن عليه نفقتهم. الدولة لم تقصر صرحت بضرورة التكفل بهم عن طريق الضمان الاجتماعي، تبقى الإجراءات المتخذة قاصرة عن الوصول للمستهدفين والمستهدفات لسبب واحد أن تحويل الأسرة والزوجة يجب أن تتم من خلال موافقة المريض فقط (وموافقة المريض تعني انه مستبصر وغير غاضب او قد يكون منوماً بالمركز العلاجي) السؤال ماذا لو لم يوافق المريض؟ أين تذهب الأسرة وماذا تفعل في هذه الحالة؟ ماذا لو كان المريض غاضباً لأنه أدخل عن طريق أسرته جبراً للعلاج هل نتوقع منه أن يوافق على تحويلهم للضمان الاجتماعي؟ السؤال الآخر هل يعجز الضمان الاجتماعي ومراكز علاج الإدمان والمستشفيات النفسية على الاتفاق على آلية معينة يتم من خلالها خدمة الزوجات والأمهات الذين ليس لهم عائل. بحيث تشمل الأطراف والأشخاص المتضررين حقاً وليس فقط المحظوظين أو المرهونين بموافقة المريض؟ السؤال الثاني بعض المرضى يرفض العلاج ويرفض مراجعة المركز العلاجي وزوجته وأولاده يعانون الأمرين يذهبون للضمان فيطالبهم الموظفون هناك بما يثبت مرض الزوج «والزوج يرفض العلاج أو لم يسبق له فتح ملف طبي» في هذه الحالة أيضاً ماذا تفعل الزوجات الواقعات تحت رغبتهن في لمّ شمل الأسرة والمحافظة على كيانها وبين ضيق ذات اليد وتهديد الأسرة لها بضرورة ترك الزوج؟ المرمطة: هي ان ترسل زوجة أو أم محتاجة لمساعدة لمركز علاجي «يعلم المسؤول جيداً انه لن يعطيه أي اثبات إلا بطلب رسمي». والاحتمالات الواردة كثيرة إما أن الموظفة جديدة ولا تعلم النظام جيداً «أو أنها تعلم النظام ورفضت منح الزوجة خطاباً رسمياً» وأما انها تصرف الزوجة وهي تعلم مشقة الحضور من مكة إلى جدة لتوفير المطلوب من دون اثباتات ولا خطاب فهل نجد إجابة هل هي مرمطة فقط أم كسل أو ضعف في التدريب أو استهتار بوقت الناس؟ راسلتني إحدى الطالبات المبتعثات تقول لي في رسالتها الطويلة بأنها سقطت في الترام الذي يقلها يومياً من معهدها الى بيتها ففوجئت أن سائقة القطار اوقفت القطار لتطمئن على سلامتها واكدت عليها مرات عدة هل تشعر انها بخير؟ فأكدت لها أنها بخير. ولكن السائقة لم تقتنع قامت بالاتصال على الإسعاف وأخبرته انها ستكون في المحطة الفلانية بعد 3 دقائق صعد المسعفون في الدقيقة الرابعة وقاموا بفحص الطالبة وعندما اطمأنوا انها بخير تركوها بعد أن أخذوا اسمها ورقم هاتفها واسم معهدها حتى يتم الاطمئنان عليها بعد 24 ساعة في المحطة اللاحقة صعد الترام فريق من أربعة أشخاص رسموا منطقة السقوط وكيفية السقوط وأسبابه وسألتني ما الاسم المناسب الذي يمكنها ان تطلقه على هذا الاهتمام الذي أشعرها للمرة الأولى أنها إنسانة بحسب تعبيرها «رددت عليها برسالة مختصرة هذا ما يسمى الجودة»! باعتقادي الشخصي أن القوانين صنعت لخدمة الفرد والجماعة والمجتمع ولتحسين حياتهم ولكنها تبقى قاصرة إذا لم تلحق بها إجراءات واضحة وتبقى قاصرة اذا لم نحص عدد الشكاوى التي ترد وتبقى قاصرة اذا لم تخدم الفئة المستهدفة فعلياً والتي يجب أن يحصلوا على حقهم من دون مرمطة ومن دون لفظ الله يخليك! [email protected]