تشهد مدينة جدة السبت المقبل السادس من شهر صفر الجاري، مؤتمراً علمياً بعنوان"الجديد في علاج السرطان 2007"، برعاية محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، ويتوقع أن يحضره أكثر من 500 مشارك من داخل السعودية وخارجها. وتركز أوراق العمل المشاركة في هذا المؤتمر، الذي ينظمه مركز الدكتور عبدالرحيم قاري لعلاج أمراض الدم والأورام في جدة، على التقنيات الحديثة المستخدمة في تشخيص السرطان وعلاجه. وكشف استشاري أمراض الدم والأورام الدكتور عبد الرحيم قاري، أن حالات السرطان الجديدة التي يتم تشخيصها سنوياً في السعودية تصل إلى نحو ثمانية آلاف حالة سنوياً، من بينها 6500 حالة من السعوديين، و1500 حالة من غير السعوديين. وقال قاري في تصريح إلى"الحياة"إن الإحصاءات الأخيرة في السجل الوطني للأورام في السعودية تكشف أن أورام الثدي والغدة الدرقية تتصدر الإصابة بالمرض عند النساء، فيما تتصدر أورام الغدد اللمفاوية حالات الإصابة عند الرجال، وتأتي من بعدها الإصابات بأورام الدم والكبد والقولون. وأشار قاري إلى أن معالجة هذه الحالات الجديدة تشكل عبئاً على الموارد الحكومية وغير الحكومية، إذ يكلف علاج كل حالة نحو 500 ألف ريال، وبذلك يصل الإنفاق الصحي في علاج هذه الحالات إلى مبالغ باهظة. وأكد أن إدخال التكنولوجيا الحديثة في علاج هذه الأورام يساعد في تشخيصها باكراً، ما يسهم في تحقيق نتائج علاجية جيدة مع تحقيق خفض في كلفة العلاج. وقال الدكتور قاري:"تعتبر السعودية من أهم الأسواق المهمة في الشرق الأوسط بالنسبة للأجهزة التكنولوجية الطبية، إذ تقدر قيمة السوق في الشرق الأوسط بنحو 400 مليون ريال"، مشيراً إلى أنه من المهم إدخال مفاهيم التقنيات الحديثة في علاج هذه الأورام لتحقيق نتائج رائعة من طريق الكشف الباكر لهذه الأمراض، والوصول إلى خفض الكلفة العلاجية لهذه الأمراض. وسيقدم البروفيسور حسين عبدالدايم، من الولاياتالمتحدة الأميركية، خلال المؤتمر بحثاً عن استخدامات جهاز PET-CT الحديث في تشخيص حالات السرطان ومتابعة المريض، وتأثير ذلك على اتخاذ القرارات أثناء علاجه. ويجمع هذا الجهاز بين تقنية استخدام الاستقلاب البيولوجي لخلايا السرطان، باستخدام النظائر المشعة، وتقنية التشخيص التشريحي بواسطة الأشعة الكمبيوترية الطبقية، التي تظهر الورم وحجمه وغزوه للأنسجة المختلفة في مناطق الجسم. كما سيقدم استشاري جراحة المناظير في بريطانيا الدكتور هيثم علي، ورقة عمل تتحدث عن تأثير جراحة المناظير في مفاهيم علاج السرطان، فيما تستعرض الورقة الثالثة التي يقدمها استشاري جراحة الكبد والجهاز الهضمي العلوي في بريطانيا الدكتور ياسر عبدالعال، دور الجرّاح في علاج الأورام اللمفاوية في الجهاز الهضمي العلوي وفي الكبد. وتتناول ورقة عمل البروفيسور الدكتور غلام مفتي، علاج سرطان الدم النخاعي المزمن باستخدام الأدوية الحديثة التي تثبط الإنزيمات المسببة للمرض داخل الخلية السرطانية. أما ورقة العمل التي سيقدمها الدكتور عبدالرحيم قاري، فتستهدف التعريف بآخر تقنيات العلاج الحديث لمرض HODGKTN وذلك لغرض الوصول إلى شفاء المريض مع وقايته من الآثار بعيدة المدى للعلاج الكيماوي، كذلك تركز ورقة عمل أخرى يقدمها استشاري جراحة الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور أيمن لنجاوي، على العلاج الجراحي لأورام الثدي المبكرة. ويقدم استشاري جراحة الأورام في مركز الدكتور قاري لعلاج الأورام وأمراض الدم في جدة الدكتور محمد أمين الشافعي، عرضاً للتقنيات الحديثة الجراحية لوقاية الاحتقان اللمفاوي في الذراع بعد استئصال الغدد اللمفاوية من منطقة الإبط لمريضة سرطان الثدي، وأخيراً تتناول ورقة عمل استشاري جراحة الأورام الدكتور أشرف يسري جندية، آخر المستجدات في الأدوية الكيماوية لعلاج أورام الثدي، مركزاً على ما يسمى بالعلاج الموجه الذي يهاجم خلايا السرطان من دون مهاجمة الخلايا الطبيعية.