يعجبني كثيراً برنامج"سوبر ناني"وأطرب عندما يلاحظ أفراد الأسرة، أن هناك خللاً ما يعصف بأنحاء المنزل، فيدمر العلاقات ويؤثر في الشعور بالسعادة والرضا. يعجبني طلبهم الصريح للمساعدة وأحب تفاعلهم الطبيعي مع الاختصاصية، فهم يعبرون عن رأيهم بصراحة ووضوح ولا يخجلون من الاعتراض ولا يخجلون من التراجع عن مواقفهم، ويعبرون عن الشكر العميق عندما يكتشفون بالتجربة صحة نظريتهم. ماذا لو حضرت"سوبر ناني"لمنازلنا؟ ماذا ستجد وكيف سنتعامل معها؟ الأرجح أنها ستدخل على المنزل فتستقبلها الخادمة الإندونيسية وتريها مكانها في الصالون، وستنتظر كثيراً حتى تحضر الزوجة"عاملة شوية ثقل"حتى تبين لها أنها ليست بحاجة إلى معونتها...، في هذه الأثناء سيطوف الصغار حول الطاولة في الصالون مطيحين بأكواب العصير، وأكبرهم يمسك بملابسها ليقول لها"ايش هذا اللبس"، ستحاول أن تكلمهم وتفتح معهم حواراً وتسأل أوسطهم باسمه"ايش اسمك يا حبيبي"وستفاجأ عندما يقول لها"حبك عقرب أنا مو حبيب أحد"لأن الولد ذو الثماني سنين لم يسمع كلمة حبيبي إلا في المسلسلات المصرية، وعندها قال له أبوه:"هذه الكلمة عيب ما أشوفك تشوف هذه البرامج الخربانة"، على رغم أن المسلسل كان اجتماعياً بحتاً ويعالج مشكلات أو فوائد التعدد!"الحاج متولي". وتتركه لتذهب إلى الابنة التي تراها تجلس متكئة أمام التلفزيون تنادي"كوني وساتي تعالوا من فوق واحدة فيكم تجي تناولني كيس الشبس""اللي عند طرف أصابعها"! تذهب الناني إلى الأم فتجدها ممسكة بالهاتف تتصل بأمة لا إله إلا الله لتصبح عليهم انتظرتها ثلاث ساعات حتى سمعتها تنادي"كوني ساتي اسمعي منك ليها أبغى الأكل جاهز الساعة ثنتين"ويصرخ الأولاد"بابا كبسة وأنا مصقعة"فترد الأم"وأسالوا الأولاد واحد واحد إيش يبغوا ولا تنسوا تغسلوا الحوش والسطوح وتبخروا البيت وتنظفوا الثلاجة وعينكم ما تغفل عن الأولاد، خصوصاً التوأم سها ونهى"وتنظر في ساعتها"أنا داخلة أنام يلا بسرعة الساعة 11". "انتوا ليش واقفين يلا أمشوا شوفوا شغلكم أنا رايحة أنام عشان مرة تعبت صحوني لما يجي بابا وتكون السفرة جاهزة أيوة صحيح روشوا الأولاد كمان". تطرد سعاد الأولاد من غرفتها وتقفل على نفسها الباب. يحضر الأب تنفرج أساريره عندما يراها وينفرد بها على السفرة محدثاً إياها عن معاناته مع زوجته المهملة وعن محاسن شخصيته فهو لطيف وظريف وحنون ويسعى لإكساب كل ابن من أبنائه شخصية مستقلة ويجلس الجميع على السفرة، الأب"يا لله يا حبايب سموا بالرحمن ينظر له الأبناء شذرا حبايب إحنا حبايب غريبة"يتهامسون في صمت"ها يا حياتي سعودة إيش أعطيك يا قلبي سعاد تنظر خلفها مين سعودة هذي"لتفهم إنها هي المقصودة ."غريبة من متى ويمسك بيديه قطعة سمك ليطعم التوأم يا سوسو يا نونو سمكة من يد بابا"، تستأذن السوبر ناني لدقائق فيعود الأب إلى طبيعته ليقول لسعاد"الله يأخذك أنتي وأولادك إيش هذا اللبس فضحتوني يا شيخة قومي حطي في وجهك المنفخ حمرة ولا شيء عيشة تقرف". ويلتفت إلى الأولاد"يا ولاد الذين هيا قوموا ما في أكل الله يلعن شياطينكم"، تدخل السوبر ناني ليتحول إلى حمل وديع فتخبرهم عن ملاحظاتها وهم يتناولون الشاي... الأسرة لا تتفاعل بشكل طبيعي، عن دور الأم وعن الاعتماد الكامل على الخادمتين، تعترض الأم"وليش أولادي يتعبون أنا ليش جايبة شغالات"تصحح لها السوبر ناني أنها تعطل نمو الأولاد الطبيعي، فتستشيط الأم غضباً وتطلب من أبي أحمد مغادرة الصالون"لأنها شغلة حريم"، يرفض لأنه يريد أن يستفيد من نصائحها"نعم ولا عشان الناني شقرا وعيونها زرق"ترد"يلا أتزوجها أحسن يا أنا يا هي". تنسحب السوبر ناني في استغراب وهي تتمتم أخطأت العنوان!