في أي خلاف زوجي عادة ما يدعي أي من الطرفين أن الحق معه، وأنه المظلوم بهذه الشراكة، وأنه لو"ولع أصابعه العشرة شموعاً"لن يرضى الطرف الآخر ويتم الطلاق ويدفع الأطفال الثمن الأغلى. الحقيقة أن غالبية الناس لا يُخضع التجربة للمنطق الصحيح المتجرد ليكون الحكم على الأحداث عقلانياً وتكون التداعيات أقل إيلاماً. يغضب أحد الطرفين حين لا يتجاوب الطرف الآخر مع الإنذارات المتكررة لتصرف لا يراه مقبولاً، وهكذا تحدث التراكمات النفسية ويصبح الغضب وجبة يومية للأسرة، وغالباً ما يحصل التفكك سواء بانفصال أو من دون. ما أريد قوله، إنه من الخطأ لأي من الطرفين إخضاع الآخر لمنطقه. بمعنى، حين يرى الزوج أن زوجته تكرر عادة معينة يجد أنها تضايفه، فهو حتماً يعتقد أنها تتعمد ذلك، والحقيقة أنه يتعامل معها بمنطقه هو... منطق الرجل، أي أنه يتوقع منها أن تفكر مثله، وهذا غير منطقي وغير صحيح وظالم للطرف الآخر المرأة. ولكن لو أن أي رجل قبل أن يغضب يتذكر أنه أمام إنسان مختلف كلياً نفسياً وفسيولوجياً، إضافة إلى أنه عاش في بيئة مختلفة، والأهم من هذا كله أن المنطق عند المرأة يختلف عن الرجل. وإذا كان السؤال كيف يتم التعامل مع السلوك غير المرغوب فيه؟ أقول هنا يجب العودة إلى طبيعة ومنطق الأنثى والتعامل معها على هذا الأساس، بإيجاد البدائل الأخرى التي تتوافق مع طبيعتها وستتفاجأ بالاستجابة. لذلك يجب الأخذ في الحسبان وقبل الغضب أن منطق المرأة ونظرتها للأشياء مختلفة تماماً، وعدم ملاءمة تصرفاتها لرغباتنا في الغالب ليس لعناد فيها قدر ما هو طبيعة للمرأة الأنثى، إذا ما أخذنا هذه القاعدة في الحسبان قبل أن نغضب سيكون هناك تجنب لكثير من التداعيات المؤلمة في حياة الأسرة. خالد الدهيمان - الرياض [email protected]