تساقط الثلج على عدد من مدن شمال السعودية وقراها مساء أول من أمس، فزرع الفرحة في نفوس الأهالي، الذين تأخر وصول البرد إليهم هذا العام على حد وصف عدد من كبار السن. وتسمى هذه الفترة من العام ب"مربعانية الشتاء"التي تستمر 40 يوماً، تصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر في بعض الأحيان. ولفصل الشتاء في منطقة الحدود الشمالية"بروتوكولات"خاصة تختلف عن مناطق السعودية الأخرى، إذ تجبر الأهالي على تغطية مواسير المياه بطبقات من مواد عازلة، حتى لا تتجمد المياه فيها وتنكسر، وفرش السجاد والموكيت لتفادي برودة البلاط. وبدأ بعضهم منذ فترة بمد شبكات من مواسير المياه تحت البلاط تمر عبرها المياه الحارة، ما يسهم في تعديل درجة الحرارة في المنزل. ويؤكد صاحب شركة تعمل في هذا المجال، ازدياد اتجاه الأهالي إلى هذا النوع من التدفئة، التي تتراوح كلفتها بين 20 و50 ألف ريال بحسب حجم المنزل. كما يستعين أهالي المنطقة بوسائل تدفئة كثيرة في مقدمها"الصوبيا"، وهي وسيلة تدفئة قديمة تستخدم على نطاق واسع في بلاد الشام، لكن تعيبها الرائحة التي يحدثها حرق"الديزل"المستخدم في إشعالها، وتستخدم المدافئ الزيتية، لتدفئة الغرف المغلقة مثل غرف النوم، والمدافئ الكهربائية في المجالس المفتوحة، لأنها تتميز بنشر الحرارة بسرعة في أرجاء المكان. ويفضل بعض الأهالي الحطب الذي يصل سعر الشحنة الواحدة منه إلى 750 ريالاً، وغالباً ما يستخدم في الجلسات الخارجية للسهر، كما يفضله هواة طلعات البر. ويلبس غالبية الأهالي"الفروة"وهي رداء شبيه ب"البشت"مبطنة بفراء اصطناعي أو طبيعي، وتعتبر"الطفيلية"الأكثر جودة وفاعلية في التدفئة، ويصل سعرها إلى نحو ألف ريال. مظاهر عدة للحياة الاجتماعية تتوقف، وتقل الزيارات الاجتماعية ويصير الجلوس أمام مدافئ الحطب والفحم الحل الأمثل لمواجهة البرد، بحسب أحمد العنزي الذي يقلل من أوقات خروجه من المنزل في هذا الفصل قائلاً:"أشتري مواد استهلاكية تكفيني أسبوعين على الأقل، ولا اخرج من البيت إلا للعمل". أما مشعل العنزي، فيفضل فصل الشتاء الذي تكثر فيه"الكشتات"ورحلات القنص، ويتناول الأهالي فيه بعض المأكولات الحارة والزنجبيل والحليب والشاي. ويشير محمد هادي إلى أن فصل الشتاء يفرض على أهالي الشمال طقوساً خاصة، إذ تقل فيه الزيارات، خصوصاً للعائلات بسبب الخوف على الأطفال من برودة الطقس.