دخل المئات من سائقي المركبات العاملين في نقل الركاب خلال الأيام الماضية في منافسة تهدف إلى تقاسم كعكة نقل الحجاج عبر المركبات سواء الخصوصي منها أم التاكسي، وذلك بإيصالهم إلى وجهاتهم التي يرغبون فيها إذ من المتوقع أن يصل دخل السائق إلى أكثر من 15 ألف ريال. وفي كل عام تسجل عمليات نقل الحجاج أمراً مهماً لدى السعوديين، كونها تأتي مع ارتفاع أسعار الركاب خلال موسم الحج، الأمر الذي يزيد من مداخيلهم السنوية في كل عام، إذ تسجل مواقف تحميل الركاب في منطقة مكةالمكرمة والمحافظات المجاورة ارتفاعاً في حركة التشغيل اليومية لنقل الحجاج المتوجهين من وإلى مكةالمكرمة عبر عدد من المنافذ التي تؤدي إلى"المشاعر". واستعد المئات من السائقين للعمل في"المشاعر"، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار النقل خلال أيام الحج، نتيجة تنقل الحجاج في ما بين المشاعر حتى انتهاء الفريضة. وخلال أكثر من 13 يوماً يستطيع السائق أن يتحصل على مبلغ مالي كبير وذلك مع ازدياد عدد الحجاج وتنقلاتهم المختلفة، فضلاً عن تنقلات الحجاج المقبلين عن طريق المواقيت المعتمدة شرعاً للإحرام منها، إضافة إلى ثلاثة مواقف رئيسية تتوزع في ثلاثة مواقع من محافظة جدة هي موقف باب مكة، وموقف كيلو 10، موقف النقل الجماعي. ويقول السائق منصور الحربي، إن موسم الحج فرصة لأي مواطن للعمل فيها، سواء سائقاً في مجال النقل أم غيره من الأعمال التي تدر دخلاً هائلاً على كل شخص يعمل، إذ يعتبر فرصة ذهبية لدى السائقين عامة، فهو يأتي مرة واحدة في السنة، ويحصل فيه السائق على مبالغ مالية تصل إلى أكثر من 15 ألف ريال خلال أيام قليلة. وأضاف أن موسم الحج يعتبر السوق الوحيدة التي يمكن أن يعم نفعها الجميع مهما كانت الظروف، على رغم الاختناقات المرورية نتيجة تزايد أعداد السيارات التي تتجه إلى مكةالمكرمة. ولم ينف المواطن سعيد المالكي انتظاره لهذه الأيام خصوصاً في ظل الأعداد الكبيرة من الحجاج التي تتوافد إلى مكةالمكرمة من جميع أنحاء العالم، وقال:"أنا دائماً في انتظار موسم الحج، إذ إن دخلي منه يصل إلى أكثر من 13 ألف ريال، وهو مبلغ يغطي الكثير من الارتباطات التي تؤرقني كثيراً". وكانت النقابة العامة للسيارات أمنت 718 حافلة حديثة بقيمة تقريبية تصل إلى 300 مليون ريال، ليصبح اجمالي اسطول حافلات شركات نقل الحجاج المنضمة تحت عضوية النقابة التي شاركت في نقل الحجاج لموسم حج هذا العام نحو 15885 حافلة، تتوافر بها جميع وسائل السلامة والراحة وأفضل المواصفات العالمية المعتمدة في هذا النوع من وسائل النقل، وذلك لتوفير نقل ما يزيد على 1506000 حاج. ويأتي ذلك، في الوقت الذي صدرت التوجيهات بالتوسع في استخدام اسلوب النقل الترددي ليشمل الحجاج كافة مستقبلاً، وتم تطبيقه هذا الموسم على500 ألف حاج تابعين لمؤسستي تركيا وجنوب شرق آسيا بأسلوب الرحلات الترددية أو المتتابعة بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وفي منطقة المشاعر المقدسة. ويتميز اسلوب النقل الترددي بانخفاض عدد الحافلات العاملة في نقل الحجاج بنسبة 30 في المئة تقريباً، ما يسهم في التقليل من نسبة التلوث التي تسببها عوادم الحافلات، إضافة إلى نقل الحجاج في وقت قياسي وبكفاءة عالية. كما قامت النقابة العامة للسيارات بتدشين الخدمة الإلكترونية لتنفيذ إجراءات ترحيل الحجاج إلكترونياً عبر موقع النقابة الإلكتروني، ما يتيح لمجموعات الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسات الطوافة تنفيذ العديد من اجراءات ترحيل الحجاج من مواقعها بيسر وسهولة، مثل تسجيل كوبونات الحجاج المرحلين، وإصدار سندات الترحيل، وإصدار اعتمادات صرف الحافلات إلى شركات النقل التي عليها دور الترحيل، كما يتم تحويل بيانات الاعتمادات الصادرة إلى شركات نقل الحجاج لحظياً، ما يسمح لمجموعات الخدمة بالتنسيق المباشر بينها وبين شركات النقل لاتمام صرف الحافلات.