لم يكن الحكم الدولي سعد الكثيري مصيباً، وهو يخرج في وسائل الإعلام، ويعتذر لنادي الهلال وجماهيره عن خطأ يرى فيه أنه ارتكبه بحقهم، فقد كان الكثيري قليل خبرة في التعامل مع الإعلام، وان استمر على هذا الأمر، فإننا والحق سنفقد حكماً كان من المفروض ان يتسلّح بشخصيته التي فرضها داخل ملاعب الكرة. لسنا هنا ضد الاعتراف بالخطأ، فهذا من شيم الكبار والعقلاء، لكن ليس بالطريقة التي سلكها الكثيري، وهز معها شخصية الحكم السعودي ككل. كان من المفروض ان يخرج الكثيري ويعترف بالخطأ، أما مسألة الاعتذار، فقد جانبها الكثير من الصواب، لعل أقلها انه ارتكب خطأ في تجاوز انظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الذي لا يسمح للحكم بالتصريح، فما بالنا بالاعتذار العلني كما فعل، ولا أعتقد ان لجنة الحكام تسمح بمثل ما فعله الكثيري، على رغم ان تصريحات عبدالله الناصر كانت هي الأخرى بمثابة المشجع له، عندما وصفه بالشجاع، أية شجاعة تلك التي حدثنا عنها طيب الذكر الناصر، الشجاعة نعم في الاعتراف بالخطأ، أما مسألة الاعتذار فإنها وان تكن مقبولة في ظاهرها إلا انها خروج عن الأنظمة الدولية، ويمكن ان يقبل الاعتذار اذا كان مرفقاً بالاعتزال، بل ان الكثيري، وكما قال الخبير محمد فودة انه فتح على اللجنة باباً قد يصعب إغلاقه، والكثيري كما برهن عن نفسه بأنه أخطأ باحتساب ضربة جزاء غير صحيحة، كان يجب ان يقف عند هذا الحد، ويعترف بخطئه للجنة لا ان يعتذر للنادي وجماهيره، ونرجو ألا يزورهم في النادي، ويقدم اعتذاره ويعدهم بالتعويض! أعود لتصريحات الناصر التي جاءت متزامنة مع ذلك الاعتذار، عندما وصف الكثيري بأنه شجاع، إذاً فالناصر يعتبر بقية الحكام الذين ارتكبوا أخطاء اكبر مما فعله الكثيري امام النصر بأنهم جبناء والعياذ بالله، وإلا لماذا لا يطالبهم الناصر بالسنة نفسها التي سنها الكثيري، ويعتذرون حتى يتم تصنيفهم بالشجعان، لأنه ليس بيننا جبناء ولله الحمد والمنة. نائب رئيس اللجنة عبدالرحمن الزيد، كان الحاضر المقنع في هذه الاشكالية، عندما وصف تصريحات الكثيري بأنها لم تكن كما ينبغي، مؤكداً ان الكثيري بالفعل خانه التعبير، في إشارة من الزيد ان الاعتراف بالخطأ كان هو ما يجب، لا ان نعتذر للأندية والجماهير على أخطاء متوقعة في لعبة مثل كرة القدم. على العموم، هي إشكالية فتحها حكم على اللجنة، واللجنة بيدها ان تعالج الخطأ فما زلنا نرى أهمية الوقوف مع الحكم السعودي، لا أن تصل مشكلات التحكيم لدينا لأروقة الاتحاد الدولي، لأن مثل هذا التصريح اذا كان يرضي طرفاً محدداً، فإنه أغضب اطرافاً كثيرة، سيطالبون اللجنة بما يكفل الاعتذار لهم اسوة بما تفضل به السيد الكثيري. [email protected]