لو كنت مكان المسؤولين، لفضّلت المشاركة في منافسات الدورة العربية، التي ستجرى في مصر الاسبوع المقبل، بلاعبين من نجوم الدوري المحلي تحت قيادة أحد المدربين الوطنيين، ليس لأنني ضد المشاركة في الدورة، ولكن لأننا لن نستفيد من مواجهة المنتخبات الاولمبية التي ستحضر منافسات كرة القدم، خصوصاً أن الصورة لم تتضح بعد بخصوص المنتخبات الأفريقية المشاركة في الدورة، فضلاً عن الكويت التي يسابق المسؤولون عن منتخبها الزمن لترميم العلاقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم. اعتقد أن المنتخب السعودي أصبح أكبر من أن يُزج به في منافسات مثل هذه، بعيداً عن الرغبة التي نمتلكها جميعاً في دعم الدورة ووضعها على طريق النجاح، ما يرجح أن المشاركة في مثل هذه الدورات غير المتخصصة في كرة القدم غير مجدية، على اعتبار أن المهم دائماً هو ان يحافظ المنتخب السعودي على خطه التصاعدي، وأن يبتعد عن المنافسات التي يحتمل أن تؤثر في برنامج تحضيره للبطولات القارية والعالمية. ويكفي مبرراً للانسحاب من الدورة اننا لن نواجه منتخباً يمكن الاستفادة من اللعب امامه فنياً، وربما كان الأمر يحتمل القبول لو شارك المنتخب المصري بلاعبيه الاساسيين والمحترفين، في انتظار أن يلتقي المنتخبان في النهائي وتحصل الفائدة من اللعب أمام أبطال افريقيا، غير أن تصريحات المدرب حسن شحاتة الأخيرة تؤكد أن"الفراعنة"سيظهرون في الدورة بالمنتخب الوطني"مجازاً"من دون استدعاء نجوم الصف الأول. ما نخشاه جميعاً أن تصبح المشاركة في الدورة العربية، بمثابة محرقة للمدرب واللاعبين الذين وصلوا الى درجة جيدة من الاستقرار المعنوي والفني، واصبحوا يمتلكون الثقة بمدربهم اكثر من اي وقت مضى، ونحن ندرك جيداً ومن خلال تجارب سابقة أن الشارع الرياضي السعودي عاطفي جداً وسريع التأثر بالنتائج السلبية، وفي ذلك تشويش لا نريده ل"الأخضر"الجديد"قبل الدخول الى معترك تصفيات كأس العالم 1010. يجب ألا تنسينا الأيام أننا وبسبب بطولات غير معترف بها، كدورات الخليج والبطولات العربية ومنافسات غرب آسيا، ضحينا بخيرة المدربين واللاعبين، وأفسدنا استقرار منتخباتنا من دون أن يكون لذلك سبب منطقي، وهذه الحقيقة اكتشفها الراحل فهد الأحمد قبلنا بسنوات، حين ارسل منتخب بدلاء الكويت الى دورة الخليج الخامسة في بغداد، حتى لا يحرق منتخب بلاده قبل تصفيات اولمبياد موسكو، ثم عاد وكرر المشهد في البطولة التالية في ابوظبي، حفاظاً على لاعبيه الذين كانوا ينتظرون المشاركة في نهائيات كأس العالم 1982، عموماً نحن حريصون على انجاح الدورة العربية، لكننا لسنا أكثر حرصاً من الدولة المنظمة التي ستشارك بمنتخب من اللاعبين البدلاء، فضلاً عن أن حرصنا على الوجود في العرس العربي يجب ألا يكون أكبر من حرصنا على مستوى المنتخب السعودي والحفاظ على برنامج تحضيراته لتصفيات"المونديال". [email protected]