قبل نحو شهرين أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم أن مشاركة منتخبه الأول في بطولة منتخبات الخليج المقبلة في اليمن أمر سيقرره المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، وانه المسؤول عن اتخاذ قرار المشاركة بالقائمة الرئيسية من عدمه، وبدوره أكد المدرب أن سيعتمد قائمة من اللاعبين البدلاء للعب في بطولة الخليج، وخلال الأسبوع الماضي جاء تأكيد المشاركة بالمنتخب الأول على لسان رئيس اتحاد كرة القدم، وحقيقة لا نعلم من المسؤول عن تحديد أمر المشاركة في «خليجي20» غير أن القرار الأخير لم يكن منطقياً على اعتبار أن المنتخب ينتظر استحقاقاً أهم في الدوحة، حين تنطلق بطولة كأس الأمم الآسيوية بعد نحو ثلاثة أشهر، ومن الأجدى أن يتم إعداد اللاعبين بعيداً عن البطولة الخليجية التي لا يختلف اثنان على أن نتائجها لا تخضع لمعايير فنية، ومن الصعب البحث عن فائدة من اللعب في هذه البطولة، التي باتت مقصلة للمدربين ومحطمة لمعنويات اللاعبين، والتجارب السابقة خير دليل. في السابق كانت البطولة الخليجية مناسبة جيدة للعب مباريات قوية، ولكن في ال20 عاماً الماضية أصبحت المشاركة فيها مقدمة لإقالة المدرب وغربلة المنتخب وخلق حال من الاحتقان في الوسط الرياضي ليس لها ما يبررها سوى قرار المشاركة الخاطئ، ولو رجعنا بالذاكرة إلى تجاربنا الماضية في كأس الخليج لوجدنا أنها أسهمت في تفكيك المنتخب السعودي مرات عدة ومن بعدها تبدأ إعادة التأهيل بمدرب جديد وتشكيلة مختلفة، مع أن مثل هذه البطولة لا يمكن أن تقدم المنتخب على حقيقته في ظل أجواء تنافسية تغلب عليها المؤثرات النفسية أكثر من الفنية بدليل نتائج المنتخب السعودي في البطولات الآسيوية وتصفيات كأس العالم التي لا تقارن بنتائجه في دورات الخليج، فضلاً عن أن الفوز بلقب هذه البطولة الاقليمية لم يكن يوماً دليل عافية للكرة السعودية بل إنه أسهم يوماً في «تخدير» المسؤولين عن المنتخب وأنساهم أن المشاركة في كأس العالم 2002 بحاجة إلى إعداد خاص وخطة تحضير أهم من الإنشغال بالفرحة بلقب خليجي. لا أجد تفسيراً للتراجع عن عدم المشاركة في بطولة الخليج، إلا أن يكون المسئولون عن المنتخب أرادوا اختبار بيسيرو قبل الدخول إلى بطولة كأس الأمم الآسيوية وإعداد مدرب بديل في حال لم يحقق المنتخب السعودي الكأس الخليجية، وفي ذلك ما يجعلنا نتوقع رحيل بيسيرو لأن هذه المناسبة ليست المكان الأمثل لوضع المدرب تحت المجهر، بل وإن نجاحه في المهمة لا يعني بالضرورة أن المنتخب السعودي سيكون منافساً قوياً في الدوحة لأن الحسابات الفنية ستختلف بين عدن والدوحة، وتمنينا سابقاً لو تفرغ لاعبو المنتخب لمبارياتهم في الدوري المحلي والانضمام لاحقاً إلى معسكر المنتخب والمشاركة في مباريات ودية مع منتخبات قوية، غير أن القرار جاء بخلاف الأمنيات لنصبح أمام دوامة كأس الخليج وتبعاتها من جديد. [email protected]