في مقال كتبه الزميل محمود معروف في صحيفة"الجمهورية"المصرية تحت عنوان"يا عرب انقذوا الدورة العربية"، طالب الكاتب المخضرم بالغاء مسابقة كرة القدم تمهيداً لإيقاف الدورة نهائياً في حال فشل الأمير سلطان بن فهد في الزام الاتحادات العربية لكرة القدم بالمشاركة بمنتخباتها الرسمية في الدورة التي ستجرى في القاهرة الشهر المقبل. وطالب معروف بضرورة المشاركة العربية انجاحاً للدورة والابتعاد عن الحساسية المفرطة من المواجهات العربية، وعلى رغم احترامي لرأي الزميل العزيز، إلا أن هذه المطالبة كانت دائمة من أنصار كرة القدم العربية، خصوصاً حين كان المنتخب المصري يتهرب من المشاركة في بطولة كأس العرب ومسابقة كرة القدم في الدورات العربية، خوفاً من نتائج لا يتقبلها الشارع الرياضي في مصر، بدليل أن المشاركة المصرية الأخيرة بالمنتخب الأول كانت قبل نحو 15 عاماً في سورية، قبل أن يخوض الاتحاد المصري تجربة غير محسوبة حين أرسل منتخب البدلاء الى كأس العرب في الدوحة 1998، جعلته يُعرض عن المشاركات العربية منذ ذلك التاريخ. واستغرب حقيقة هذا الانتقاد للمنتخبات العربية التي ستشارك في الدورة العربية الشهر المقبل بالفرق الرديفة، إذ إن لكل اتحاد عربي جدول استحقاقات قارية يجب أن يؤخذ في الاعتبار، فالاتحادات أعلم بمصلحة منتخباتها، خصوصاً أن بعضها ينتظر مهمة حاسمة في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2010. وكثيراً ما اعتذر المنتخب المصري عن عدم المشاركة في المنافسات العربية بداعي ارتباطه بتصفيات كأس افريقيا أو"المونديال"ولم يوجه له اللوم لأننا على يقين بأن المنافسات القارية والعالمية أرفع شأناً من البطولات العربية التي تحمل في داخلها أهدافاً ومعاني سامية تتخطى المنافسة والبحث عن الانجازات. كان على الزميل معروف التماس العذر للاتحادات العربية التي لن تشارك بمنتخباتها الرسمية، وأن يخفف من حدة انتقاداته التي طاولت المنتخب السعودي الذي وصفه بأن يمتلك حساسية مفرطة من المواجهات العربية، علماً بأن السعودية كانت الأكثر حرصاً على المشاركة في بطولة كأس العرب بالفريق الأول، فضلاً عن كونها ستشارك في الدورة العربية الشهر المقبل بلاعبي الصف الأول حرصاً على انجاح الدورة. أتمنى أن تكون مشاركة المنتخب المصري في الدورة العربية المقبلة بداية لرجوعه الى بطولات كأس العرب التي تهرب المسؤولون المصريون طويلاً من ارسال منتخبهم اليها، وألا تكون آراء محمود معروف ودعوته الى المشاركة في الدورة العربية لمجرد أن المنافسات ستجرى في مصر حرصاً منه على نجاح بلاده في التنظيم وليس نجاح مسمى الدورة العربية! [email protected]