شكراً كالون، إن كنت الداء والدواء، شكراً إن كنت المشكلة والحل، شكراً أقولها نيابة عن قلمِي وعن آلاف مؤلفة من أقلام كتبت حتى جفّ حبرها، أقلام دفعها حبها لوطنها أن تصرخ قبل الانفجار، نادت ونادت أن الجمهور احتقن، وأن الغضب الرياضي المختبئ فوق المدرجات سيقودنا بسرعة البرق نحو الهاوية. شكراً لكالون إن كان في جعبته قرار بهذا الحجم، قرار أعادنا أخيراً إلى الصحو، أعاد الرياضة إلى وضعها في أن تبقى روحاً رياضية تعكس رقي ممثليها بدلاً مما مرت به من تعرجات أبعدتها عن مسارها وأهدافها، أما عن كالون فلا أظنه أبداً يقول بعد رحيله شكراً. وليقول وبصوت واضح إن الاحتراف في أوروبا لا يعني بالضرورة تكوين عقلية محترفة حقيقية، فالجهل الذي كان عليها كالون حينما تصرف برعونة وهرب نحو جدة أفقداه احترام الناس له، وهو ما لا أظن أن اللاعب يعتبره خسارة كبيرة، ولكنه بالطبع يعض أصابع الندم على مبلغ يوازي 25 مليون ريال، كانت الإدارة الهلالية ستلقي بها في التراب لو ذهبت إلى مثله، غريب أمر هذا اللاعب. عموماً أهمية كالون ستذكرها الرياضة السعودية للأبد، فهو محور انتقال كبير نحو تقدم الرياضة ورقيها، فبمجرد عودة الرياضة إلى أهدافها سيعود لنا جيل مملوء بحب الوطن، تدفعه رغبة تطويره نحو القيام بالمستحيل دون سكرة تنتج من جنون المال ودوافعه. بين السطور وسط الزحام خبر عن تقدم النادي بطلب سلفة قدرها 13 مليوناً يثير كل تعجبي. ألم يقل يوماً أنه أمّن للنادي دخلاً يغنيه عن الحاجة على مر الزمن؟ أو تدري الإجابة في قلب السؤال واسألوا فيغو. عموماً ما زلت أبحث عن اجابات على أخبار أكاديمية البرشا والارتباط بينها وبين برشلونة، ولكن ربما برشلونة ساءت حالته في غياب رونالدينيو، فقلّت اليوم أهميته - أقول ربما. يحزنني جداً بين الزحام أن أقرأ أسماء لاعبين سابقين صنعوا المجد في زمن مضى حوّلهم المال اليوم لأياد عابثة، تهدف إلى الربح السريع من دون خوف على اسمها أو مكانتها، فدور اللاعب المعتزل في التطوير أكبر منه في التدمير، على عكس هؤلاء طبعاً. [email protected]