لقد حان لمدننا أن تنفض الحزن عنها وتتوشح بالفرح والجمال. وذاك هو ما نود أن نراه، وذاك ما تستحقه، لقد سمعنا جزءاً مما يصرخ به الأميركيون والأوروبيون بأنه دخل خزائن منتجي النفط. وبما أن بلدنا - ولله الحمد والمنة - أكبر مصدّر لذلك الذهب الأسود، فقد حان الوقت لنقول لمدننا إن ذلك النفط الذي استُخرج من أحشائك سوف يجلّلك بوشاح العز والفرح والجمال. لقد حان الوقت لنقول لمدينة الدمام:"وآخذها كمثال للاستحقاق لأسباب عدة"، سوف أكتفي بذكر سببين منها: أولهما أن تلك المدينة احتضنت في أحشائها أكبر حقل للنفط في العالم كله، وثانيهما أنها ما زالت، على رغم تلك السنين الطويلة، تئن من شوارعها الكئيبة التي تختنق، ولا تعرف أين تتجه بها الحال؟! لن أخرج عن النص، فالنص مكتوب على جبيني وجبينك يا مدينتي، ولكني سأطالب باسمي وباسم كل نساء المدينة أن تبنى مدينتي بناءً صحياً مقيماً. لا أريد قشرة أسفلت توضع على شارع مهترئ.. لا أريد نفقاً لا يخرج منه النور، ولا أريد أن يغشى الناس الخوف بمجرد أن يقتربوا من أنفاق انتظروها أشهراً وسنوات لتعبر سياراتهم منها ثم لا تعبر، يكتشف فجأة أن النفق يسبح في بحيرات من المياه، ثم تكون النغمة أن لا بد من إزالته! نحن نسمع صراخاً يصم الآذان بأن خريطة العالم الاقتصادية ستتغير، ويقال إنها في هذه المرة ستكون لمصلحة الدول المنتجة للنفط في كل مناطق العالم، ونحن في الدول الخليجية مثلنا مثل بقية العالم نحلم ونسعد لو أصبحت مدننا تتسم بروح العصر، وبروح الترفيه البريء، ونحن نستحق ذلك بكل بساطة واستحقاق، ونسأل الله أن يرزقنا الخير ويحمي رئاتنا، ولا تحترق قلوبنا حزناً على شوارعنا الكئيبة، وشبابنا الذين لا يجدون أماكن ترفيهية تقيهم وعثاء السفر وكآبة المنظر. إنني كامرأة أحب هذا الوطن، وأحب أن أرى شباب بلادي سعداء، أريدهم يملأون مراكز العلم والعمل، ويمدّون أيديهم لإخوانهم في كل المدن العربية، ليشاركوهم بناء مدنهم السعيدة بالعلم والتقنية الحديثة. [email protected]