هذه الفقرة ليست من عندي، وإنما عنوان مقال تصدر صفحة الرأي في جريدة"الشرق الأوسط"ليوم الخميس 15 11 2007، وبدأ المقال المغرق في أدخنة الحقد بهذه الفقرة:"أقرأ هذين الرقمين والتاريخين ثم أبكي على ما كان يمكن فعله: كان سعر نفط سلة أوبك يوم 11 أيلول سبتمبر 2001 يساوي 25,50 دولار للبرميل الواحد، وفي يوم 13 تشرين الثاني نوفمبر 2006 وصل إلى نحو 90 دولاراً للبرميل الواحد". ذلك الكاتب يقول إنه يبكي لأن حكومته لم تفرض ضريبة على كل برميل يستورد"لتقليص ما يتحول من ثروات للبلدان التي تمول بشكل غير مباشر أيديولوجيات التعصب، وعدم التسامح والتي شاركت في قتل الأميركيين"!! توماس فريدمان، الذي كتب هذه الفقرة، كان من أكثر الداعين للحرب على العراق، ليس من أجل الابتكار، كما ادعى في فقرة أخرى، ولكن الأكيد الآن، ومن قبل، أن ذلك كان من أجل النفط الرخيص، وإن كانوا يقولون بغير ذلك. ولكن حين انقلب السحر على الساحر بدأ يبكي لأن أسعار النفط بدأت تأخذ بعض حقوقها من دولاراته، التي يريد أن يعيدها ولو بالعبرات، بعد أن لم تنفع طريقة قتل الشعب العراقي المسكين. فريدمان هو الذي قال في القدس السليبة، في مؤتمر أطلقوا عليه"اقتصاد أخضر"، ونشرته صحيفة"هآرتس"اليهودية:"ليس لدى العالم عدو أكبر من النفط، فأولاً هو يلوث الأرض بالفعل، والأمر الآخر أن نفط السعودية يمول الإرهاب العالمي، والملك السعودي عبدالله يحارب الإرهاب، ولكنه يموله ويساعده أيضاً، والأمر الثالث هو أن النفط يهدم الديموقراطية، لأن من لديه نفط ليس في حاجة إلى الديموقراطية، ولذلك يجب أن يجدّ العالم في البحث عن مصادر للطاقة تكون بديلاً للنفط". أوضح في كلامه عن أسباب دعوته للاستغناء عن النفط بالقول:"إنه يعتقد أنهم جميعاً متفقون على أنه من الأفضل لهم أن يكونوا متعلقين بالشمس، على أن يكونوا متعلقين بالسعودية، فالشمس أبدية وديموقراطية وودية أكثر، ثم أنظروا إلى مستقبل السعودية عندما تنخفض أسعار النفط من 93 دولاراً إلى 40 دولاراً عندئذ ستكون هناك سعودية أخرى"!! كلام يرميه أي عاقل في زبالة المهملات اليومية، التي كثيراً ما نتضايق من زحمتها في المطبوعات. إنهم يبكون ويهذون لأن دول الأوبك بدأت تحصل على بعض حقوقها من نعمة حباها الله بها!! أنهم يهذون بالإساءة ويقننوها بقوانين غبية، ولا يطيقون رؤيتها، إنهم أولاً وقبل أي شيء، وبهذيان مرير يريدون انتزاعها من دول الأوبك وعلى الرأس النفط العربي ، فحماك الله يا أوبك من شرورهم. فريدمان أيضا يقول:"إن بوش أضاع فرصة تاريخية بوضع أميركا ضمن مسار طاقة مختلف جداً عما هو عليه بعد هجمات 11 سبتمبر"!! وفي الحقيقة هو أضاع فرصة بالنسبة لك يا فريد مان، وبالنسبة إلى شمعون بيريز للحصول على ثروة أكبر وهذا الأهم، ولكن ليس لك هذه المرة يافريدمان، شعب العراق ودماؤه التي نزفت وتنزف حتى بعد كتابتك لمقالك التوعوي للحصول على الثروة. أنت تبكي للحصول على الثروة، ونحن نبكي من أجل العراق الذي ينزف دماً ونفطاً، تريده رخيصاً أرخص من الدم الذي أريق في نظرك!! ستبكي طويلاً، لأن دول الأوبك تهمها مصلحة شعوبها التي لم تنعم كثيراً بالثروة، التي تظن أنها هبطت في سلة لا تستطيع أن تحملها أكتاف اعتادت الفقر، والتي تريدها أنت أن تظل عليه. أنت لا تريد أن تبقى أبلهاً، وتقول إن رئيسك أبله لأنه أضاع فرصة تاريخية. ونقول لك نحن لن نكون بلهاءً ونضيع فرصة تاريخية لتحسين أوضاع مراكزنا العلمية، وإزالة الكآبة عن مدننا التي تريد أن تحمل ثرواتها لرفاهية شعبك، الذي نريد له الخير، ولكن بعيدا عن الإضرار بمواطنينا الذين يستحقون الحياة الكريمة. فريدمان يا توماس، ألا ترى أن من البلاهة أن تبقى مدننا تعاني الكآبة لتنتعش مدنك وحدها؟ [email protected]