اتجه عدد من الفتيات أخيراً إلى خلق جو من المرح والترفيه لأنفسهن عن طريق إقامة احتفالات شهرية، أو كما يطلقن عليها"دي جيه"، بعد أن يئسن من وجود متنفسات ترفيهية تناسبهن، وعلى رغم الكلفة المادية المرتفعة في بعض الحالات إلا أنهن وجدن في ما يقمن به كسر لروتين حياتهن اليومي وتجديد نشاطهن وفرصة للتعارف والاجتماع بصديقاتهن بعيداً عن أجواء المدارس والجامعات. تقول منال عبدالله 21 عاماً:"لا يوجد لدينا سوى عدد قليل من المتنزهات التي لا تناسب الفتيات، لكونها مخصصة للعوائل، إضافة إلى الملاهي النسائية ومللنا منها لعدم وجود أي تغيير أو أنشطة بها سوى اللعب بالألعاب الكهربائية التي كثيراً ما تغلقها من أجل الصيانة"، مضيفة"نرغب في الاجتماع والترفيه عن أنفسنا دون جدوى في إيجاد المكان المناسب، زرنا الأسواق والمطاعم وكل ما يمكن تصنيفه ضمن مواقع الترفيه في الرياض، إلا أننا لم نجد ما نريد، فنحن نحلم بالترفيه في جو من الخصوصية"، وأكدت أنها قررت مع صديقاتها وضع جدول شهري ليرفّهن عن أنفسهن، فخطرت لديهن فكرة إقامة حفلة لإحدى صديقاتهن بعد عودتها من شهر العسل"استأجرنا قاعة في أحد الفنادق، وقمنا بتجهيزها تجهيزاً كاملاً احتفالاً بصديقتنا، وعند انتهاء الحفلة وحصر التكاليف، وجدنا أن لدينا القدرة على تكرار هذه الحفلة في كل مناسبة، وبالفعل أصبحت هذه الحفلات عادة شهرية لا تفارقنا سواء أكانت هناك مناسبة أم لا، فقد وجدنا فيها ما نريد من جميع أنواع الترفيه، والمقابل ما بين 500 و1000 ريال في الحفلة الواحدة من كل مشاركة قد تزيد أو تنقص". وتتفق معها سوزان الشريف 19 عاماً تقول:"نجد في حفلات ال"دي جيه"كل ما نتمنى، خصوصاً في مدينة الرياض لقلة مراكز الترفيه لدينا"، وتعتبر الشريف أن حرص الفتيات على حضور مثل هذه الحفلات والمشاركة فيها دليل على عدم وجود مكان آخر للترفيه"هذه الحفلات توفر لنا ما نبحث عنه من الترفيه ولقاء الصديقات في جو من الخصوصية وعدم إزعاج الآخرين"، لافتة إلى أنها وصديقاتها يحرصن على حضور الحفلات باستمرار"إذا لم يتوافر لدينا مبلغ الحفلة كاملاً نقيم الاحتفال في منزل إحدى صديقاتنا التي عادة تكون مساحة بيتها الأكبر حتى يتسع الجميع"، ووصفت حفلاتهن بالقريبة من حفلات الزواج إلا أنهن يعتبرن أنفسهن جميعاً مكان العروسة في ذلك اليوم. وتستغرب وفاء رشيد 24 عاماً حرص الفتيات على الذهاب لمثل هذه الاحتفالات التي عادة لا يكون لها مناسبة، تقول:"تحرص بعض الفتيات على الذهاب لحفلات ال"دي جيه"حتى إن لم تكن تعرف القائمات على الحفلة، بل تعدى الأمر إلى أن عدداً من الفتيات يقمن بشراء بطاقات للحضور"، وأرجعت ذلك إلى الفراغ الذي تعيشه الفتيات، وعدم وجود البديل"قد يكون الفراغ الذي يعاني منه أكثر الشباب والفتيات اليوم هو سبب ما نراه اليوم من تصرفات يعتبرها الكثير غريبة، فلا يوجد هدف عند عدد كبير من الفتيات سوى اللعب والرقص نهاية كل أسبوع، مبررات ما يقمن به بالترفيه والتنفيس عن ضغط الدراسة والعمل"، وطالبت بوجود فعاليات ثقافية واجتماعية"أرى أن أمر حفلات ال"دي جيه"أصبح كبيراً، وقد يتحول إلى ظاهرة عند الفتيات كما تحولت مقاهي الانترنت والشيشة إلى ظاهرة عند الشباب، لذا على المسؤولين البحث عن وسائل ترفيه للجنسين قبل أن يكون أكبر همهن الرقص".