وصف اقتصاديون القمة الثالثة للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والتي اختُتمت في الرياض أول من أمس بالقمة"الإيجابية"والمثمرة. وقال اقتصاديون خلال حديثهم مع"الحياة":"إن القمة استطاعت أن تقدم للمستهلكين مؤشرات ايجابية تمنحهم الطمأنينة، وتؤكد حرص المنظمة على المحافظة على استقرار سوق النفط عالمياً"، مشيرين في الوقت نفسه إلى"أن القمة أكدت أن المنظمة ستعمل على تحقيق الأهداف التنموية بعيداً عن دائرة"التسييس". وكانت القمة الثالثة للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، اعتمدت في بيانها الختامي ثلاثة أهداف رئيسية، هي: توجيه المساعي لضمان استقرار الأسواق النفطية العالمية، تحقيق التنمية المستدامة، حماية البيئة". ومن هذا المنطلق، يؤكد الكاتب الاقتصادي حسين شبكشي"تحقيق قمة"أوبك"العديد من العوائد الايجابية، إذ استطاعت تحقيق الرؤية المستقبلية للمنظمة، والالتزام بتقديم ما هو مطلوب منها بعيداً عن دائرة "التسييس"على الأقل من خلال التصريحات التي تم اطلاقها خلال أيام القمة". وأضاف"القمة أكدت التزام الدول الأعضاء بتوفير متطلبات الأسواق النفطية بأسعار تنافسية بعيداً عن أي متغيرات أو تقلبات يمكن أن تؤثر في السوق". في المقابل، أشار أستاذ الإدارة والتسويق الدولي في جامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور حبيب الله التركستاني إلى"أن القمة حققت نتائج ايجابية، وقال:"هذا غير مستغرب، لان المنظمة حريصة منذ إنشائها على الحفاظ على الطلب وتقديم الامدادات اللازمة لتحقيق الاستقرار للسوق، حيث استراتيجيتها الأساسية تعتمد على ذلك". وأضاف"القمة أكدت أن المنظمة ملتزمة بتقديم الإمدادات للسوق العالمية، وهذا يدل على رغبة المنظمة في التعاون مع الدول المستهلكة، بهدف تحقيق التنمية الشاملة لدول العالم، والحفاظ على السوق من أي تذبذبات يمكن أن تؤثر فيها"، ويتابع"مع الحرص على تقديم مؤشرات تطمينية للمتعاملين في أسواق النفط، بهدف الحد من الاستغلال السيئ للطلب المتنامي على النفط عالمياً من الدول غير الأعضاء في المنظمة". من جهته، وصف الخبير النفطي المهندس عبدالعزيز الحقيل، قمة الدول المصدرة للنفط أوبك، بأنها"خطوة جيدة، جاءت في المسار الصحيح، خصوصاً أنها طمأنت السوق، من خلال مناقشتها مواضيع مهمة، مثل استقرار الإمدادات، التي هي من أولويات"أوبك"، التي كانت تقوم بالإجراءات اللازمة عند حدوث نقص في الإمداد، إما بسبب الإضرابات في نيجيريا، أو تفجير خطوط نقل النفط في العراق"، معتبراً أن طمأنة السوق على الإمدادات"أمر مهم جداً، للمحافظة على الأسعار، على رغم أن الأخيرة خارج سيطرة"أوبك"، كما اتضح من الندوات التي أقيمت أخيراً، التي كشفت ان أسباب ارتفاع الأسعار خارجة عن قرار المنظمة، وأنها عائدة لحالتي العرض والطلب، ومضاربات المتاجرين في النفط". وأشار الحقيل الذي يتولى حالياً رئاسة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، إلى أن بادرة إنشاء صندوق الأبحاث البيئية الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أثناء القمة"كان لها صدى كبيراً على المستهلكين"، موضحاً أنها"نبعت من إحساس المملكة بوجود مشكلة مناخية تحتاج إلى بحث المسببات"، نافياً أن"تكون المبادرة رد فعل على دعوات أوروبية في وقت سابق، إلى فرض ضريبة على الدول المنتجة للنفط"، مؤكداً أن"دراسات عملت في المملكة وفي أميركا، خلصت إلى أن نسبة الانبعاثات الكربونية الصادرة من النفط، لا تتعدى خمسة في المئة، فيما تعود النسبة المتبقية إلى الإنسان وعبثه في البيئة وبعض المصانع، خصوصاً في الدول الغربية". ورفض الحقيل اقتراح كل من إيران وفنزويلا، الذي دعا إلى الاعتماد على سلة عملات غير الدولار، مبرراً رفضه بأن"الأمر غير مجد، فالدولار كان قوياً، وعلى رغم أنه يمر حالياً بمرحلة ضعف، إلا ان العملات الأخرى شهدت مراحل ضعف أيضاً، وقد تتغير الأوضاع بسبب تقلب أسعار العملات، الذي لا يمكن التنبؤ به"، لافتاً إلى أنه"لو وضعت في سلة عملات فسينزل سعر برميل النفط من 100 دولار إلى نحو 70 دولاراً". وتوقع لمنظمة الدول المصدرة للنفط"مستقبلاً مشرقاً، خصوصاً بعد أن أثبتت فعاليتها، وأثبتت في الاجتماع الأخير أنها ترقى للمسؤولية، وأنها جمعية منظمة لمصلحة المستهلك، كما هي للمنتج على حد سواء".