ينظر الآن مجلس التعاون الخليجي بحذر نحو المؤتمر الذي دعت إليه وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، والمزمع عقده في نوفمبر تشيرين الثاني المقبل، وذلك لمعرفتهم مسبقاً بمسألة ربط الوضع العراقي بحل القضية الفلسطينية، ولعلمهم أن الوضع العراقي في ظل التأزم الحكومي وازدياد النشاط القتالي لدى المسلحين لن تؤول إلى أمن واستقرار، فضلاً عن أن ربط أمن دولة كبيرة كالعراق، في الوقت الحالي ورهنها بحل القضية الفلسطينية، صعب جداً، وهو خلط للأوراق، وليس من العدل أيضاً، إذ إن العرب منذ أكثر من 50 عاماً يطالبون المجتمع الدولي باستقرار فلسطين وخلق كيان مستقل لها، فهل حان الوقت للإدارة الأميركية لسحب الزعماء العرب، رغماً عنهم، وذلك من خلال ربط تحريك السلام في الشرق الأوسط باستقرار العراق، أم أن مؤتمرالسلام والتي دعت إليه وزيرة الخارجية الأميركية في واشنطن ما هو إلا حبل نجاة"ربما ليست الأخيرة"علهم بها يخرجون أرجلهم التي غاصت في الوحل العراقي. في الفترة الأخيرة صرح عبدالرحمن العطية في بيان صحافي أن ربط المسألتين ما هو إلا محاولة استقطاب الدول العربية لمؤتمر هدفه الحقيقي هو المساعدة في الخروج من المأزق العراقي، وأعتقد، على رغم تخوف الدول العربية والخليجية من حيثيات هذا المؤتمر، إلا أنهم سيشاركون في النهاية، فكم قمة للقادة، غير المؤتمرات التي أقيمت من قبل للبحث في عملية السلام في المنطقة شاركوا فيها وكانت محكومة بالفشل منذ البداية، فليتذكر الزعماء العرب عندما شاركوا في قمة طارئة، وذلك قبيل الحرب على العراق محاولة منهم لصد الهجوم الأميركي من دون شرعية دولية ولا غطاء شرعي من مجلس الأمن يقضي لها بالإذن بالحرب.. ولم يفلحوا آنذاك بل فشلوا وأسكتتهم أميركا بزعمها الحرب على الإرهاب والقضاء على الأسلحة النووية التي لم تكن موجودة أصلاً على أرض العراق... الآن وبعد احتلال العراق زاد خطر الإرهاب أضعافاً..مضاعفة، حتى جاء الغوث الأميركي لعقد مؤتمرات مع قادة دول المنطقة بشأن بحث استقرار عراقي، ولكن بواجهة سلام إسرائيلي- فلسطيني... أي معادلة صعبة هذه التي يعيشها الزعماء العرب، لم تفلح قممهم العادية ولا حتى المستعجلة في حل قضايا الشرق الأوسط.. والآن تستغاث رغماً عنها لحل القضايا نفسها.