إنني أتفق مع جميع من كتبوا عن القضية الفلسطينية، وما يجري على الساحة منذ فترة بين الفصائل الفلسطينية، على أن المشكلات التي تواجهها حركة"حماس"تعود الى الضغوط الدولية الأميركية الظالمة والهائلة عليها وعلى الشعب الفلسطيني ليتنازل عن حقوقه، ومشاركة بعض الفصائل الفلسطينية بقوة في هذه الضغوط. يقول الكاتب ماجد كيلاني:"إن حركة حماس لا تتمتع ببصيرة سياسية، وتفتقد الخبرة والتجربة والواقعية"... وأنا أتساءل: مَنْ الذي يملك البصيرة السياسية والخبرة والتجربة؟ هل هو الذي يستفيد من تجاربه وتجارب الآخرين مع العدو الاسرائيلي المحتل؟ أم الذي يركض ويلهث ويرتمي وراء السراب وفي أحضان إسرائيل؟ وأيضاً يقول الكاتب:"ليس من المنتظر ولا المنطقي ان تستمر الدول المانحة في تمويل سلطة حماس هكذا مجاناً..."، فهذا دليل على ان البعض كان يأخذ التمويل في مقابل ثمن سياسي، علماً بأن كل الشرفاء والأحرار يرفضون مبدأ التنازل عن الحقوق في مقابل لقمة العيش. من الذي يصنع ويعمق الشرخ بين أبناء الشعب الفلسطيني؟... إنها الإجراءات الآتية: - القرارات والمراسيم الرئاسية التي تحارب الشعب وتحاصره في رزقه، والتعليم والعلاج. - التنسيق الأمني مع العدو الاسرائيلي لخدمة أمن إسرائيل وتسليم الضابط الإسرائيلي الذي وقع في أسر حركة الجهاد من دون مقابل، وهناك أكثر من 12 ألف أسير وأسيرة لشعبنا في سجون الاحتلال. - إغلاق أكثر من 103 جمعيات ومؤسسة خيرية تقوم على خدمة الشعب الفلسطيني. - قطع رواتب أكثر من 30 ألف موظف فلسطيني، بحسب لونه السياسي. - تحريض الأطباء والقطاع الصحي على عدم العمل، ما يسبب كارثة صحية لأبناء شعبنا. - الإصرار على إغلاق معبر رفح بالتنسيق مع العدو الإسرائيلي. - الإصرار على رفض الحوار الوطني مع أبناء الشعب، في الوقت الذي يتم فيه التفاوض والتحاور مع العدو الإسرائيلي. إن كل مراقب محايد يشهد أن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة هنية تشكل عملاً وطنياً ومقاوماً شريفاً نظيفاً، ومتمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني ومحافظة على تعزيز الوحدة الوطنية... إن الذي يعاني من مشكلات تكوينية هو الذي انحرف ببعض الفصائل بعيداً عن خط ومنهج التحرير الذي قامت على أساسه. أما بخصوص امتحان الديموقراطية، فأعتقد أن الذي فشل في هذا الامتحان هو الذي يعطل ويرفض عقد المؤتمر السادس لحركة فتح، وهو الذي يرفض إعادة تشكيل وبناء منظمة التحرير، بحسب اتفاق القاهرة بين الفصائل، وهو الذي انقلب على خيار الشعب الفلسطيني. إن حركة حماس وحركة فتح وكل الفصائل والقوى الفلسطينية مدعوة اليوم إلى مراجعة ونقد سياساتها وممارساتها، وترشيد أوضاعها بما يخدم مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني، حتى يتم تحرير الأقصى وفلسطين من الاحتلال الإسرائيلي. سامي محمود - جدة