التقلبات التي كانت عليها مباراة الاتفاق والهلال، وتحول السيطرة من فريق إلى آخر جاءت إثر التدخلات المباشرة لمدربي الفريقين، إضافة للهدف الباكر المسجل من أقدام ياسر القحطاني، وان كانت كفة السيطرة والاستحواذ مالت لمصلحة الاتفاق في معظم دقائق المباراة، فهذا حدث بفضل جماعية الأداء وتقارب خطوط الفريق، الذي سمح لهم بشن العديد من الهجمات الخطرة على مرمى الدعيع طوال شوطي المباراة. ويحسب على مدرب الهلال كوزمين قراءته الخاطئة للمباراة وتأجيله المباغتة والجراءة الهجومية لوقت متأخر من المباراة على رغم درس القادسية الذي أثبت له حاجة الهلال لطريقة أداء وتكتيك يناسب أسلوب الهلال، الذي عرف عنه طوال السنوات الماضية، خصوصاً أن الورقة الهجومية تتمثل بالصويلح. غياب الهلال إصرار المدرب كوزمين على منهجيته التكتيكية التي تعتمد على رباعي دفاع وأمامهم خماسي في منطقة الوسط ووجود مهاجم وحيد في المقدمة كانت السبب الرئيس في افتقار الفريق الهلالي إلى اللعب الجماعي، ولوقوع الكثير من لاعبيه في هفوات عديدة، بدءاً من الحارس محمد الدعيع ومروراً بلاعبي الوسط إلى خط الهجوم، وتسببت أيضاً في غياب الخطورة الفعلية على مرمى الاتفاق طوال المباراة على رغم الهدف الباكر للقحطاني، فطريقة اللعب التي رسمها ويحاول كوزمين ترسيخها لدى الهلاليين لم تجد نفعاً مع لاعبيه بسبب عدم جدواها مع العناصر الموجودة أمامه، فمثلاً الأدوار المطلوبة من الشلهوب والتايب بالتمركز خلف المهاجم القحطاني ومساندته لا تتلاءم مع مقوماتهما الجسمانية والفردية التي تعتمد على التمرير والمهارة في مساحات ضيقة، في الوقت الذي كان يحتاج هذا المركز بحسب طريقة كوزمين للاعب مميز وسريع ومراوغ وصاحب تسديدات قوية تجعل من مركزه منطقة مباغتة ومفاجئة لدفاعات المنافس. هذه الطريقة تسببت أيضاً في وصول لاعبي الاتفاق لمناطق الهلال الخطرة طوال المباراة، وعجز معها لاعبو الهلال في المقاومة أو في الحد من السيطرة والانتشار المثالي من وسط وهجوم الاتفاق، وتأثر أداء لاعبي الارتكاز عمر الغامدي وخالد عزيز كثيراً حتى أنهما ضاعا ما بين الأداء الدفاعي والمساندة الهجومية. وهذا ما ينطبق على الشاب الكلثم الموجود في الوسط الأيمن، إذ وضح عليه التوهان وعدم فهم الدور المناط فيه لذلك غاب أداؤه وغابت معه الخطورة المتوقعة منه، وافتقد هذا المركز للفاعلية التي تشكل الخطورة على أضعف الخطوط في الجانب الاتفاقي. وجود الكلثم وأحياناً التايب في الطرف الأيمن ووجود الشلهوب في الجهة المقابلة لم يترك المجال لظهيري الجنب الياس والخثران بالقيام بأية مساندة هجومية واكتفيا بمساندة المفرج وتفاريس، وعلى رغم هذه المساندة كثرت الأخطاء القريبة وظل الخطر قائماً على مرمى الدعيع طوال شوطي المباراة. هدوء الاتفاق الثبات والواقعية التي يسير عليها مدرب الاتفاق توني منذ إشرافه على فريق الاتفاق أسهمت في تماسك لاعبيه داخل المباراة على رغم ولوج هدف باكر مع الدقائق الأولى، حتى أن لاعبيه سارعوا بتهديد مرمى الدعيع بالعديد من الكرات الخطرة سريعاً وكانت أخطرها تسديدة صالح بشير التي تصدى لها القائم الأيسر الهلالي، هذه الكرة وبعض الهجمات داخل مناطق الهلال الدفاعية منحت لاعبي الاتفاق جرعة حيوية وثقة أن بإمكانهم تعديل النتيجة بأي وقت لذلك كان الاستحواذ والسيطرة والكرة المشتركة لمصلحتهم دوماً. فعندما يقوم النجعي والعبود وهما لاعبا طرف الوسط بواجبهما التكتيكي ولغة التفاهم في قمتها، فهو مؤشر وصول لاعبي الاتفاق لمرحلة كبيرة من التجانس والانسجام في ما بينهم، هذا التفاهم انعكس على بقية المراكز، إذ كان الرهيب أحد مفاتيح الهجمات الاتفاقية لإجادته التحرك من دون كرة، وهو ما جعله يتفوق على الخثران عن طريق إرسال الكرات العرضية أو التوغل من دون مقاومة حقيقية. وتكامل الأدوار ما بين البرنس تاغو وصالح بشير مكنهما من خلق مساحات دفاعية جعلتهما خارج نطاق المراقبة من دفاع الهلال، وسبب الكثير من الصعوبات والارتباك على تفاريس والمفرج وعلى ظهيري الجنب الياس والخثران، وانتقل هذا الوضع للحارس محمد الدعيع الذي ظل مهزوزاً في معظم الهجمات. مثالية وهدوء الاتفاق أيضاً أعطت البدلاء الثقة سريعاً جراء توافر عوامل النجاح في الجماعية التي يتحلى بها الفريق وتكامل الأدوار فوق المستطيل الأخضر، وهذا ما حدث مع صاحب هدف التعديل حريري أو ماجد عبدالواحد.