ورد في الفترة الأخيرة عن زيارة بعثة سعودية إلى العراق لتفقد الوضع لمصلحة السعودية، وفتح سفارة سعودية هناك إن أمكن ذلك، ومزاولة العمل من جديد، لكن تبقى نتائج الزيارة إلى بغداد مجهولة، ولا يخلو برأيي من المغامرة الخطرة، كون هناك تجارب سبقتنا من دول مثل مصر والسودان والأردن، ونتذكر حينها ما حدث لديبلوماسييها من خطف الرهائن وقتل بعضهم. وأتذكر السودان عندما فتحت سفارتها في بغداد وخطف وقتها الرهائن الخمسة السودانيين، وهددت الجماعة الخاطفة آنذاك بقتلهم إن لم تسحب الديبلوماسيين وتغلق السفارة فوراً في بغداد، وأتذكر سرعة تعاطيها مع الموضوع وإجابة الخاطفين من ثم سحبت ديبلوماسييها وأغلقت سفارتها من دون نقاش أو جدال أو مماطلة. مستقبلاً عندما تجد السعودية الأمور على أرض العراق على ما يرام وتفتح سفارتها هناك. ومثلما هو واضح أيضاً فإن العراق تعيش الآن في حال من عدم الاستقرار، واستقرارها شرط لخروج القوات الأميركية وحلفائها من العراق، وهذا ليس من مصلحة إيران التي تسعى لدحض أميركا في أرض العراق قبل محاربتها، وهذا يظهر من خلال تغذية المليشيات الشيعية وتمويلها، إذ ظهر أخيراً من خلال استطلاع للقوات الأميركية أن المليشيات الشيعية التي تلقى دعماً وتمويلاً من إيران هي من أكثر المليشيات فتكاً بالقوات الأميركية في ساحة الحرب العراقية. أعتقد وحتى على المدى البعيد، على رغم جهود الرئيس بوش ورئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي في إقناع دول الجوار والمنطقة على مساعدة العراق وفي زحزحتها من الأزمة السياسية التي تعيشها، وفتح أفق الحوار السياسي والديبلوماسي بين الدول مع العراق، وهذه في النهاية لن تؤول إلى النجاح، أساساً كيف سيتم سير العملية السياسية وفي داخل العراق جماعات إرهابية تمتلك قوة نوعية، وقادرة على مجابهة القوات الأميركية وتمتلك أسلحة تساعدها على المجابهة، بل ومسيطرة على العاملين الزماني والمكاني، ويحذرون جميع الطوائف العراقية من المشاركة السياسية مع حكومة المالكي، كون هذه الحكومة أتت مع قوات الاحتلال، وليست وليدة الشعب العراقي نفسه، فكيف سيكون تعاملهم مع الدول التي تفتح أبوابها للحكومة المزيفة في نظرهم وتأتي بديبلوماسييها نحو"الهاوية". الجميع يعلم مدى مجهولية النتائج، ومدى خطورة المغامرة، إن صح التعبير، إذا فتحت سفارة سعودية في بغداد. على أية حال ينبغي للدول المجاورة الاستفادة من تجارب من فتح سفارات في بغداد وعاشوا حياة صعبة، على حد وصفهم، وفشلوا في مزاولة الحياة السياسية هناك. خلود الجدعاني - جدة