العالم العربي يعيش الآن حالاً من التيه، قادته إلى وضع محرج، بات فيه ضعيفاً غير قادر على الخروج من المأزق الذي وجد نفسه فيه، بدءاً باحتلال العراق، ومروراً بحروب لبنان التي لم تنتهِ، وأزمة الشرق الأوسط المتأصلة فلسطين ووصولاً إلى حرب الصومال وقضية دارفور. الشعوب العربية تعيش الآن في حال من الضعف، ويحركهم زعماء البيت الأبيض يُمنى ويُسرى، إلى أن أصبحت متأقلمة على هذا الوضع، وبعد كل ما بذله ويبذله العرب تجاه الإرهاب للقضاء عليه، لم يجدوا لهم مكاناً، كتقدير لهم على ما يبذلونه من جهد كبير تجاه الإرهاب أو قضايا السلام العربي، في مجلس الأمن كعضو دائم، كون هذه الدول تمثل قارة آسيا، أو التي تعيش في قارة أفريقيا. وآخر ما وصل إليه التهكم نحو العرب هو عدم إضافة اسم أي بلد عربي في المؤسسة الدولية لمكافحة الإرهاب والتي أنشئت متأخرة، مع أن الدول العربية ? كما يعتقد معظم الدول الأوروبية - هي بمثابة قنوات يتنقل من خلالها الإرهابيون، فكان لزاماً على الدول المنشئة لهذه المؤسسة التعامل مع العرب لسد هذه القنوات والحيلولة دون مرورهم، والغريب في الموضوع أن المؤسسة المعلوماتية هذه قامت بزعامة الولاياتالمتحدة، وهي أساساً لم تفلح جهودها الاستخباراتية في الحيلولة دون وقوع أحداث أيلول سبتمبر مع أنها تعلم ذلك قبل حدوثها. لنلملم شتاتنا، ونجتمع جميعنا تحت مظلة الجامعة العربية، وننشئ معاً بنكاً معلوماتياً لتبادل المعلومات باللغة العربية فقط، حتى يكون التعامل بالمثل، كذلك المواقع الإلكترونية الخاصة بتبادل المعلومات تكون سرية وبين الدول الأعضاء فقط، هذا إذا أرادت الدول العربية أن تنشئ لها أرضية قوية تقف عليها وتقودها نحو النجاح والاستقلالية. مع إني أرى أن هذا كله مجرد حلم يصعب تحقيقه، مادام الشبح الأميركي يقف خلفنا. خلود الجدعاني - جدة