"في القطيف يُحكم على امرأة سعودية تعرضت للاغتصاب من عصابة مكونة من سبعة رجال ب90 جلدة، في حين يدافع السعوديون بضراوة، حتى أعلى مستوياتهم الرسمية، عن المواطن السعودي حميدان التركي المقيم في ولاية كولورادو، الذي دين بإساءة معاملة خادمته الإندونيسية واسترقاقها، وحكم عليه بالسجن لمدة تتراوح بين 27 عاماً والمؤبد، ما يوحي بأن المملكة لا تتغاضى عمداً عن قضايا الاغتصاب فحسب، بل في ما يبدو أنها تجيزه، وبما أن معظم المسلمين لا يعتقدون أن الاغتصاب والعبودية من صميم الثقافة الإسلامية المتحضرة، فإن الموقف السعودي يسبب إحراجاً للمسلمين، ولحليفتها الداعمة الولاياتالمتحدة". ما ذكر أعلاه أنقله - بالنص - من صحيفة"كريستيان ساينس مونيتور"الأميركية، التي نشرت مقالاً بعنوان"اختبار لحلفاء الولاياتالمتحدة من خلال كيفية تعاملهم مع النساء"، بقلم ماثيو مينين، وأجد فيه الكثير من سوء الفهم والالتباس، والمزيد من التشويه للصورة السعودية بشكل خاص، والإسلام بشكل عام، وعلى رغم قيام المملكة بالكثير من الجهد في هذا الاتجاه، إلا أن الرأي السعودي لا يصل واضحاً، أو ربما يصل بالشكل الذي تريده الصحافة. على رغم التوضيحات التي صدرت عن وزارة العدل السعودية حول ملابسات القضية، إلا أن الكاتب لا يقر بذلك، فالعقوبة التي طاولت هذه المرأة، تعد في رأيه أكثر قسوة من تلك التي تعرّض لها بعض مهاجميها، وهو متأكد من معرفة الحكومة السعودية بالقضية، وأنها لم تقم بمحاولة للتدخل، أما في قضية حميدان التركي فالسعوديون لم يباركوا اغتصاب خادمة أو يتغاضوا عن عبوديتها فقط، بل كانوا ينادون بمراجعة ملابسات الدعوى، لأنها قامت على أساس متحيز ومتعسف منذ البداية، كون المواطن السعودي كان ملاحقاً من مكتب التحقيقات الفيديرالي منذ أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر. هل تصل تلك الأصوات الى وسائل الإعلام الأميركية؟ لا أعتقد ذلك، ولا أظن أن جهداً يبذل اليوم يكفي لشرح مواقفنا الحقيقية للملأ، لتختفي بعدها التأويلات والتفسيرات، وهو ما يعني أننا في حاجة لخلق آلية إعلامية اكثر وضوحاً وأسرع وصولاً، في السفارات السعودية التي تمتهن الديبلوماسية المحترفة بديلاً عن فنون البروتوكول التقليدية، التي منحتنا حضوراً واسعاً في الحفلات الرسمية و"الريسبشن"، وغياباً كاملاً عن الساحة الإعلامية المؤثرة.