القوائم كثيرة: قائمة الكتب الأكثر مبيعاً، قائمة الفساد حول العالم، قائمة أهم نساء العالم، وقائمة أغلى المدن، و«ارابيان بزنس» وحدها تصدر عدداً من القوائم السنوية عن العرب الأكثر ثراء، وعن أنجح رؤساء شركات عربية، وعن العقار والنقل والتكنولوجيا، وأيضاً انجح سيدات الأعمال العربيات. أكتب وأمامي قائمتان جديدتان تستحقان بعض المراجعة، الأولى قائمة أهم مئة شخصية في ميدان الكتاب، في إنكلترا تحديداً، والثانية قائمة أهم 50 شخصية عالمية. قد يبدو أن لا شيء يجمع بين القائمتين، غير أن ما جعلني اقرأهما مرة ثانية، وأقارن بين بعض الأسماء هو أن عدداً من الأشخاص احتل مركزاً في القائمتين. قائمة الكتب الصادرة عن «الغارديان» ضمت كثيرين من أصحاب دور النشر وشركات التكنولوجيا بدءاً برئيس أمازون جيف بيزوس في المرتبة الأولى، ولاري بيدج رئيس غوغل في المرتبة الثالثة وبعده مالكا مكتبة ووترستون ثم دار النشر هاشيت، وأيضاً شركة دبليو اتش سميث، ودار راندوم، وشركة أبل، وكلها في المراكز العشرة الأولى التي اخترقتها ج. ك. رولنغ مؤلفة روايات هاري بوتر واحتلت المرتبة الثانية. وسرني أن أجد زادي سميث مؤلفة الرواية «أسنان بيضاء» في المرتبة السابعة والعشرين. غير أن سعادتي كانت أكثر أن أجد الكاتبة المصرية الأصل أهداف سويف، صاحبة الرواية «خريطة الحب» في القائمة ورقمها 73، فهي مؤلفة ناجحة ووطنية جداً، وقد أسست سنة 2008 مهرجان فلسطين الأدبي السنوي، ما جعل أنصار إسرائيل ينتقدونها، من دون أن يستطيعوا إنكار موهبتها الروائية. وبالمناسبة، فوزير التعليم البريطاني مايكل غوف منع طلاب مدارس بريطانية من حضور مهرجان ثقافي فلسطيني تنظمه حملة التضامن مع فلسطين، ويبدو أن المحافظين يسيرون في خطى العمال في معاداة العرب والمسلمين، وخصوصاً الفلسطينيين. بين الأسماء التي يعرفها العرب سلمان رشدي (45) ولا أرى أنه كتب شيئاً يقرأ بعد «أطفال منتصف الليل،» وطارق علي (66)، والليبي هشام مطر (94). في المقابل، مستشارة ألمانيا انغيلا مركل تحتل المرتبة الأولى بين أهم 50 شخصية عالمية، ولاعب الكرة ليونيل ميسي في المرتبة الأخيرة، والقارئ وأنا لسنا في أي مرتبة بينهما. الخيارات السنوية منشورة في العدد الأخير من مجلة «نيو ستيتسمان» البريطانية الليبرالية، وتضم سياسيين وقادة تكنولوجيا وفنانين، وهي ليست بالضرورة صحيحة بحسب ورودها في القائمة وإنما تعكس توجهات المجلة وكتابها، فقد وجدت الجنرال ديفيد بتريوس، رئيس وكالة سي آي أي، في المركز الثاني، وباراك أوباما في المركز الخامس، مع أن هذا يستطيع عزل ذاك ساعة يشاء، ثم أن المنشق الصيني آي ويوي في المركز الثالث، وأراه أهم في الغرب منه في بلاده، وهو جديد على القائمة. مع ذلك سرني أن وائل غنيم في المركز العاشر، وراء روبرت ميردوخ مباشرة، لدوره في ثورة شباب مصر، وثورات الغضب العربية المستمرة. كما سرني أن أجد رجب طيب أردوغان في المركز الحادي عشر وبعده نيكولا ساركوزي. غير أن الفرحة برئيس وزراء تركيا لم تدم وأنا أجد بنيامين نتانياهو في المركز الثامن عشر من القائمة وسبب اختياره تطرفه ومعارضته عملية السلام مع استمرار نفوذه الداخلي. وأرى أنه كان سيحتل المركز الأول لو كانت القائمة لمجرمي الحرب الباقين حول العالم. القائمة ضمت وارن بافيت (22) اعترافاً بنجاحه المالي وأعماله الخيرية، ويوسين بولت (23) صاحب الرقم القياسي العالمي في سباق مئة متر ومئتي متر، وفلاديمير بوتين (24) الرجل القوي في السياسة الروسية. ووجدت المغنية الليدي غاغا في المرتبة 26 وبعدها مباشرة هيلاري كلينتون. واحتل مقتدى الصدر المركز 34 وأنور العولقي المركز 37، إلا أنه قتل في غارة أميركية ولا بد أن مكانه شغر الآن. مع ذلك وجدته متقدماً درجة على البابا بندكتوس السادس عشر. وكان جوليان أسانج، رئيس موقع ويكيليكس في المرتبة 40 إلا أنه لم يكن موجوداً في قائمة الكتب، غير أن ج. ك. رولنغ فعلت، ومثلها لاري بيدج من غوغل وتيم كوك، خليفة ستيف جوبس في شركة أبل. ولعل أغرب خيار مشترك في القائمتين هو ريتشارد دوكنز فهو الرقم 25 بين أهم 50 شخصية عالمية والرقم 60 بين أهم مئة شخص في عالم الكتب. وفي حين أن دوكنز عالم ومحاضر فإن شهرته تقوم على أساس أنه ملحد وكتابه «وهم الله» الصادر سنة 2006 باع مليوني نسخة في إنكلترا وحدها وترجم الى 31 لغة. اعتقد أنه لو ضمت كل قائمة ألف شخصية لبقيت والقارئ خارجها.