تكشف قوائم الكتب الأكثر مبيعاً ميول القراء في البلد الذي تجرى فيه مثل هذه الاستطلاعات، كما تعكس اختيارات الكتب الأكثر أهمية في التاريخ الأدبي أو كما عنونها "دانيال س. بيرت" (أعظم الروايات على مر العصور) الذي أصدرها في كتاب عام 2004 وضمت قائمته في طبعتها الأولى اسم الروائي العربي عبدالرحمن منيف الذي احتل المرتبة 71 كواحد من أعظم الروائيين في كل العصور، متقدماً بذلك على ثلاثة من الكتاب العالميين الحاصلين على جائزة نوبل ومنهم إرنست همنجواي وليم فوكنر وكارلوس فونتيس. وجاء تقييم منيف على روايته "مدن الملح"، ولم تذكر القائمة جنسيته وديانته كما هو الحال مع الكتاب الآخرين، وكان منيف الاسم العربي والمسلم الوحيد في القائمة. احتل ميجيل دي سيرفانتس المرتبة الأولى في القائمة عن روايته الشهيرة "دون كيشوت"، وجاء في المرتبة الثانية تولستوي في "الحرب والسلام"، ثم جيميس جويس في المرتبة الثالثة عن روايته "أوليس". واعتمد بيرت الذي وضع قيوداً صارمة على اختياراته على عدد من النقاد المتخصصين، وكان شرطه الأول أن تكون الرواية إنسانية تعكس مناخات الواقع الذي كتبت فيه، وتنقل صوراً من الواقع المعيش. وبالمقابل قام المعهد النرويجي للآداب بإصدار قائمة أخرى في نفس العام على غرار قائمة دانيال بيرت ضمت عدداً من الروائيين العرب منهم نجيب محفوظ بالمرتبة 14 عن روايته "أطفال الجبلاوي" التي لم تشتهر في عالمنا العربي، متقدماً بذلك على بورخيس ودانتي وكافكا وعدد من حملة نوبل، ثم جلال الدين الرومي في المرتبة 56 عن مؤلفه "المثنوية"، والطيب صالح في المرتبة 83 عن "موسم الهجرة إلى الشمال"، وسعدي الشيرازي في المرتبة 72 عن كتابه "بستان سعدي". أما قائمة الجارديان البريطانية التي عكست بالضرورة ذائقة القارئ البريطاني فقد صدرت في نفس العام وعلى رأسها رواية "سيد الخواتم" ل"جي آر تولكين" التي أنتجت سينمائياً، وفي المرتبة الثانية حلت الرواية الدينية من القرن السابع عشر "تقدم الحاج" لجون بونيان، وحلت "روبينسون كروز" في المرتبة الثالثة، أما المرتبة الرابعة فكانت لرواية "رحلات جنيفر" لجوناثان سويفت. وغاب عن الجارديان جميع الكتاب العرب والمسلمين باستثناء سلمان رشدي عن روايته "أطفال منتصف الليل" في حين حل الروائي النيجيري شينوا آشيبي عن روايته "الأشياء تتداعى" في المرتبة 71 وهي نفس المرتبة التي احتلها منيف في قائمة دانيال. س. بيرت، وقبعت في آخر القائمة رواية و. ج. سيبولد "أوسترليتز" وهي رواية تاريخية على قدر كبير من الأهمية رغم ميولها اليهودية. ال"بي بي سي" لم تنج هي الأخرى من الظاهرة، فوضعت قائمة بأفضل 100 رواية عالمية وضعت على رأسها رواية "سيد الخواتم" ل"جي آر تولكين"، ثم تلتها "كبرياء وهوى" لجين أوستن ثم "المواد المظلمة" لفيليب بولمان، ويقبع سلمان رشدي في آخر القائمة عن روايته "أطفال منتصف الليل"، في حين وضعت دوستويفيسكي في المرتبة 60 عن روايته "الجريمة والعقاب"، وهي الرواية التي وصفها هنري ميلر بأنها من أعظم ما كتب البشر من روايات. ونأتي إلى القائمة العربية التي وضعتها ويكيبيديا دون أن يتاح لنا معرفة سر اختيارها، غير أنها منقولة عن اتحاد الكتاب العرب، فرواية "مدن الملح" التي اعتبرها "دانيال. س. بيرت" واحدة من أعظم الروايات في كل العصور قبعت في آخر القائمة، في حين جاءت ثلاثية نجيب محفوظ في رأس القائمة، تليها "البحث عن وليد مسعود" لجبرا إبراهيم جبرا في المرتبة الثانية، وصنع الله إبراهيم في الثالثة عن روايته "شرف"، و"الحرب في بر مصر" ليوسف القعيد في المرتبة الرابعة، أما المرتبة الخامسة فكانت من نصيب "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، وتضم قائمة ويكبيديا ثلاثة أسماء خليجية هم منذر القباني عن روايته "عودة الغائب" في المرتبة 35، وليلى العثمان في المرتبة 55 عن روايتها "وسمية تخرج من البحر"، وعبدالعزيز مشري في المرتبة 99 عن روايته "وسمية".