كلنا يعرف أن نهاية السنة الغربية، والأعياد المرافقة لها، تعني التسوق، حتى أن نصف دخل المتاجر في الغرب يأتيها في آخر شهرين الى ثلاثة أشهر من السنة. نهاية السنة تعني أيضاً القوائم، وهي غير الخاص بالهدايا والمشتريات الأخرى، وإنما «جردة حساب» عن أبرز ما تمخضت عنه السنة، وهي تودعنا ونحن نودعها. منذ أيام وأنا أقرأ قوائم من كل لون ونوع، أهم عشرة أفلام، أو أكثر أغاني شعبية، أو أبرز عشر فضائح لنجوم السينما والمجتمع. وهناك عادة قائمة بشخصيات سياسية أو غيرها صعدت خلال السنة أو هبطت. وأهم منها ما قرأت أخيراً في مجلة «أرابيان بزنس»، وهي مرجع ثقة في المال والبزنس ورجال الأعمال العرب، فقد نشرت قائمة بأول 50 ثرياً عربياً، وقائمة بأول 50 ثرياً سعودياً. وأكثر القوائم محلي، ففي إنكلترا أقرأ عن نجوم من أهل البلد، وفي الولاياتالمتحدة أقرأ عن أميركيين، ونادراً أن يشترك رجل أو امرأة في قائمتين عن الموضوع نفسه على جانبي المحيط الأطلسي. قرأت أخيراً قائمة أميركية عنوانها «أكبر عشر فضائح جامعية سنة 2010» وكانت كما توقعت، فأكثرها مخدرات وجنس، غير أن الأولى كانت فظيعة، فأستاذ علوم سياسية في جامعة كولومبيا الراقية اسمه ديفيد ابستين أقام علاقة محرمة مع ابنته. وإذا ثبت أنه اغتصب ابنته فإنني أعتقد أنه يجب أن يعدم. أبتعد بالقراء عن مثل هذه الهمجية، وأختار ما يطمئن الى الخير في النفس البشرية، والكاتب الأميركي البارز نيكولاس كريستوف اختار أن يتحدث عن الدكتورة حوا عبدي التي تحدّت الميليشيات في الصومال بعد أن دمروا مستشفى تديره، وأرغمتها على التراجع وتقديم اعتذار لها. الدكتورة حوا تدير الآن مستشفى يضم 400 سرير، وتشرف على 90 ألف لاجئ أو مشرد يقيمون حول المستشفى وقد وفرت لهم مدرسة لحوالى 850 طالباً وطالبة. مجلة «غلامور» النسائية اختارت حوا عبدي «امرأة العام»، وأرى أنها تستحق أن تكون امرأة العقد. وأفضّل أن أبقى مع النساء، إلا أنني أريد أن أعطي الرجال بضعة سطور لزوم الموضوعية، فمجلة «أنيغما» الأنيقة التي تصدر من لندن نشرت قائمة بأهم رجال مصر في 2010، ووجدت في القائمة أصدقاء ومعارف مثل رشيد محمد رشيد وجمال مبارك وعمر سليمان وعمرو موسى وفُرسان ساويرس الثلاثة نجيب وناصف وسميح ومحمد أبو العينين وياسر الملواني ومحمد البرادعي وزاهي حواس. يكفي رجالاً. نساؤنا تقدمن كثيراً في جيل أو اثنين، خصوصاً في مجال التعليم، وثمة عدد من زوجات القادة العرب، كل منهن تستحق أن تسمى «امرأة العام»، في بلدها، وأستطيع أن أسجل أسماء من مصر وسورية ودول الخليج، غير أنني لو فعلت أظلم زوجات قادة آخرين لا أعرف كثيراً عن بلادهن، أو لم أزر هذه البلاد خلال السنة الماضية، وإذا لم أذكر زوجة الرئيس التونسي مثلاً، فربما اعتقد القارئ أنها لا تستحق التقدير، مع أن الواقع هو أنني لم أزر تونس منذ ثلاث سنوات ووسائل الإعلام التونسية غير متوافرة لي في لندن. لذلك أبقى مع النساء حول العالم وأثق بخيارات «الفاينانشال تايمز» التي ذكرت خمس نساء برزن عبر العقد في مجالات عشرة محددة، ففي السياسة كان بين الأسماء هيلاري كلينتون وصونيا غاندي وأونغ سان سوي كي (بورما)، وفي «البزنس» لفت نظري ترؤس أندرا نويي القائمة لرئاستها شركة بيبسي كولا، مع أنها هندية وصلت الى الولاياتالمتحدة سنة 1978. في الرسم لم أقرأ أسماء بارزة أو يعرفها القارئ، وفي العلوم توقفت عند إليزابيث بلاكبرن التي فازت بجائزة نوبل في الطب سنة 2009 لعملها في مجالي السرطان والشيخوخة. وفي الرياضة وجدت بولا رادكليف التي فازت بسباق الماراثون ثماني مرات، وسيرينا وليامز التي فازت بذهبيتين أولمبيتين في كرة المضرب ومعهما 27 فوزاً في أعلى مباريات رياضتها المختارة. الأسماء في قائمة الفن معروفة، وبينها بيونسي وأنجيلينا جولي، وفي التكنولوجيا رأست القائمة كارول بارتز، المديرة التنفيذية لشركة ياهو. أما في الكتب فجاءت ج. ك. رولنغ خامسة، مع إنني أراها أنجح المؤلفات النساء بمجموعة هاري بوتر. وأتجاوز قائمة الأزياء لأركز على قائمة «روح العصر»، فقد كنت في كل قائمة أطلب اسماً عربياً ولا أجده، ثم وجدت المهندسة المعمارية العراقية الأصل زها حديد في وسط هذه القائمة. مع ذلك يا فرحة ما تمت فسروري بنجاح زها المستحق نغّصه أن تتقدم هذه القائمة ندا آغا سلطان، التي قتلت في تظاهرة احتجاج على فوز محمود أحمدي نجاد، وهي ضحية ومسكينة، إلا أنني لم أفهم ماذا أنجزت للعقد، في المقابل فهمت سبب اختيار إيان هيرسي علي بعدها فهي مسلمة فتحت النار على المسلمين ما أكسبها شعبية عند أعداء الإسلام والمسلمين، حتى إذا لم تقصد هي ذلك. وضمت القائمة بعد زها كيت ميلتون، خطيبة الأمير وليام، وأتمنى لها حظاً في الزواج أفضل من حظ حماتها الراحلة، وسارة بيلين، وكنت سأفهم اختيارها لو كانت القائمة عن أجهل النساء أو أحمقهن. إذا عشنا عشر سنوات أخرى، فربما تضم قائمة نهاية العقد المقبل ثلاث نساء عربيات أو أربعاً أو خمساً، بدل واحدة في الخمسين. [email protected]