تفعّل هيئة السوق المالية اليوم، قرارها بشأن تعليق التداول في أسهم شركة"أنعام"، التي يخرج سهمها للمرة الأولى في تاريخه من شاشة تداولات سوق المال السعودية، بعد أن ظل أعواماً يمارس دور القائد لأسهم المضاربة، بعد أن أقرت الشركة بحجم خسائرها من استثمارات محلية ودولية، أتت على ما يقارب 95 في المئة من رأسمال الشركة. وسيبحث مجلس إدارة"أنعام"بحسب مصادر عاملة داخل الشركة، محاولة إقناع المساهمين الفاعلين بالعودة إلى ضخ سيولة مالية جديدة في الشركة، التي تنوي تنفيذ استراتيجيتها للعام الحالي 2007 وفق ما أعلنت عنه. سهم شركة"أنعام"- المواشي سابقاً- كان الأقرب إلى قلوب صناع المضاربة في السوق، مثله في الحب سهم شركة بيشة الزراعية، ويعتبر فقدهما على يد هيئة السوق المالية اليوم بمثابة الضربة الموجعة للمتعاملين غير الشرعيين داخل السوق، ولن ينجح مع هذا القرار البكاء على أطلال سهم تجاوزت قيمته السوقية سهم شركة سابك إحدى أكبر الشركات في العالم، وهو سهم شركة بيشة قبل التجزئة، لتأتي حقيقة الحبيب الثاني اليوم وتكشف زيف مشاعره تجاه المتعاملين بخسائر في رأسمال الشركة تتجاوز 95 في المئة، والبحث عن أكثر من بليون ريال، لعودة الحب والعلاقة بين تلك الشركة والسوق. وعلى رغم أن القرار القاضي بالتعليق وإيقاف التداول في الشركة، صدر من هيئة السوق المالية مع نهاية تداولات الأسبوع الماضي، وأعلنت عنه رسمياً يوم الخميس - عطلة السوق - إلا أن الشركة سارعت بالإعلان عن استجابتها للقرار، كاشفة في الوقت نفسه عن حقيقة موقفها المالي السيئ، مؤكدة أنها ستعمل على تجاوز تلك الأزمة من خلال ثقة المستثمرين والمتعاملين مع الشركة. ووفقاً لذلك يقول الخبير الاقتصادي عبدالوهاب أبو داهش، إن الحراك الذي أحدثته هيئة السوق المالية داخل سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي، الذي تركز في مطالبات مباشرة وإعلان خسائر وكشف حقائق استثمارات للشركات المدرجة في السوق، وما اتخذته من خطوات حول التعاملات القانونية ضد تلك الشركات، يؤكد أن على الشركات الخاسرة الأخرى التي أعلنت ربحية غير دقيقة في الربعين الثاني والثالث من العام الحالي، أن تعمل على الاعتراف وتصحيح أوضاعها، لأن الوقت لن يخدم المضاربين مثلما كان في السابق. وألمح أبو داهش إلى أن السياسة الحالية التي تتعامل بها الهيئة وفق الأنظمة والقوانين المشرعة لتلك التعاملات داخل السوق، ستكون إيجابية متى ما خرج المستثمرون من تلك الشركات التي تتعامل بمعلومات - هلامية - مع المساهمين والمستثمرين فيها، الذين يبحثون عن مضاربات كانت تدر مداخيل عالية. المتابعون والمحللون للسوق أكدوا أن هناك مراجعة سريعة تمت من المضاربين والمستثمرين داخل السوق، من خلال الخروج بشكل سريع من شركات المضاربات والانتقال باستثماراتهم لشركات تعمل وفق استراتيجية واضحة، ومنهجية في حجم الأرباح وبخاصة التشغيلية منها، وعدم الدخول في مغامرات على أسهم شركات كان معلوم أنها لا تملك مشاريع حقيقية داخل السوق، وستعمل هيئة السوق المالية على إيقافها حتى التحقق من قوائمها المالية.